يعتبر الرسم المزدوج واحداً من طرائق اللعب المرحة، التي تفيد في تمرين الدماغ على التركيز باستعمال نصفي الكرة المخية (الأيمن والأيسر) معاً، معتمداً في ذلك على الفن البصري؛ وقد صُمم هذا النوع من التعليم كبرنامج حركي لتحفيز الإبداع، ودعم تطوير المهارات الحركية الإدراكية والبصرية للطفل.

1-نصفا الكرة المخية ومفهوم السيطرة الدماغية:

يُدير نصف الكرة المخية الأيمن الوظائف الحركية والحسية للجانب الأيسر من الجسم، بينما يتولى النصف الأيسر إدارة الجانب الأيمن.

وقد أثبتت الدراسات أنَّ أحد نصفي المخ يمتلك السيطرة في وظائفه على النصف الآخر، و يتعلق الأمر بالنصف الأيسر لدى غالبية البشر (85-90%)، وهم الأفراد الذين يستخدمون اليد اليمنى في الكتابة عادةً، بينما تكون السيطرة للنصف الأيمن في (10-15%) من الأفراد، وهم الذين يستخدمون اليد اليسرى في الكتابة.

ونعني بمفهوم السيطرة أنَّ بعض الوظائف تتركز في نصف كرة مخية وتتمّ من خلاله، وأنّ هذا النصف هو الذي يقود السلوك ويُوجهه. ومع ذلك لا توجد سيطرة مطلقة، فهي نسبية لأنَّ كلّ نصف يلعب دوراً في كل سلوك تقريباً. كما أنَّ هناك تكاملا بين النصفين في كلّ الوظائف، وإن كانت الوظيفة تتركز في نصف ما، فهي توجد أيضاً في الآخر ولكن ليس بنفس الدرجة والكفاءة.

 

والجدير بالذكر أنَّ نصفي المخ يرتبطان معاً من خلال حزمة من الألياف العصبية الترابطية مما يعمل على تكامل عملهما، بالإضافة إلى وجود ألياف عصبية تربط بين النقاط الموجودة في كلّ نصف كرة، وأخرى تربط بين كلّ نقطة ونظيرتها في النصف الآخر. لذا فإنَّ استخدامهما معاً يُمثل وظيفة دماغية نشطة على المستوى البيولوجي.

ويؤكد هوبر(Hooper ,1992) على استخدام جانبي الدماغ بشكل كلّي والتمرن على ذلك لأنَّه يُقوي فعالية إنجاز المهام الحركية والحسية التي يقوم بها الفرد، كما ويزيد قدرته على التركيز.

2-فن الرسم المزدوج: نحو رؤية دماغية كاملة

أ- الفئات التي يستهدفها التمرين:

لا يقتصر هذا التمرين على الأطفال فقط، إنّما هو صالح لجميع الأعمار، إذ بإمكان زملائنا المعلمين أو المدربين توجيه المتعلمين في بداية الحصص والورش التدريبية نحو تجربة هذه الفكرة، فهي فرصة رائعة لافتتاح جلسة التعلم باللعب، ووسيلة لتنشيط الدماغ قبل البدء بتعلم ما هو جديد، حيث تُعد بوابة هامة لاستقبال التعلم الجديد.

ب- كيف تُعلِّم هذا الفن؟

اللوازم:

• أوراق.
• شريط لاصق (أداة اختيارية).
• أقلام (قلمين لكل طالب).

الطريقة:

يقوم الطالب بالرسم بكلتا يديه، حيث يضع خطوطاً متناظرة بالنسبة لمركز الورقة، فينتج في النهاية جزئين متماثلين (طبق الأصل). مثلاً: عندما تبدأ اليد اليمنى عملها من الزاوية اليمنى للورقة ستبدأ اليد اليسرى بالرسم من الزاوية المقابلة، وعندما تتجه اليد اليمنى نحو المركز تتجه كذلك اليسرى إلى نفس النقطة، أو تبدأ كلتا اليدين بالرسم من مركز الورقة وهكذا….

في البداية قد تكون هناك صعوبة في اتزان اليدين فتنزاح الورقة أثناء الرسم، لذا يمكن الاستعانة بالشريط اللاصق لتثبيت زوايا الورقة.

ليس بالضرورة أن تكون الرسوم مثالية في البداية فالشخبطة المتناظرة الأجزاء بحدّ ذاتها تمرينٌ جيد.

كمساعدة بإمكانك اقتراح أمثلة على الطلبة: كـالـرسوم المجردة، الوجوه، الأشكال الهندسية، شجرة، زهرة، أرنب …. الخ

جربوا وستفاجئكم النتائج التي سيُبدعها الطلبة، و هذه بعض نماذج إنجازات المتعلمين:

نموذج 1:

 

نموذج 2:

كما أنصحكم أيضا بمشاهدة العرض الآتي كمثال تطبيقي من قبل طفل و بالغ