مفاهيم
استراتيجية التلميذ اليقظ
يظل المعلم ركن التعليم الأول وسيد الموقف التعليمي مهما تعددت الوسائل والأساليب، ولهذا فهو القائد لكل نشاط تعليمي، وهو الموجه لكل سلوك يمارسه المتعلم، فلا تعليم أو تعلم دون معلم، ولهذا يجب أن يكون المعلم على أعلى درجات الوعي والنضج الفكري متصفا بالذكاء والإدراك، ومُلما بكل الأساليب والطرق التعليمية، قادرا على تطوير ذاته وطرقه ووسائله، مواكبا لكل المستجدات في مجاله واختصاصه، وقادر على تكيف الاستراتيجيات التعليمية لتصبح مناسبة لظروف طلابه والبيئة التعليمية التي يؤدي بها رسالته، وهو الشخص الوحيد الذي يمكنه اختيار الاستراتيجية المناسبة لطلابه والبيئة التعليمية الخاصة به، فالاستراتيجية التي تناسب ثلاثين طالبا في غرفة مساحتها أربعة وعشرين مترا مربعا غير مناسبة لطلاب عددهم أقل بكثير في مساحة فصل أكبر من خمس وثلاثين مترا مربعا، هذا غير مستويات الطلاب التعليمية والفروق الفردية بينهم، ويمكن أن نوجز بعض الأسس التي تحدد الاستراتيجية المناسبة ومنها:
– البيئة المدرسية الخاصة.
– عدد تلاميذ الصف ومستوى خبراتهم السابقة.
– سعة الصف ومساحة الغرف الدراسية.
– الأهداف الخاصة بالمحتوى الدراسي.
– مراعاة الزمن المخصص للدرس.
– مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ.
– طبيعة المادة الدراسية والمحتوى التعليمي.
ولهذا فإن لم يحسن المعلم اختيار الطريقة المناسبة لطلابه وللبيئة التعليمة الخاصة به فسيكون أداؤه عشوائيا وضياعا للجهد والوقت، وسيصطدم بعقول غير قادرة على الفهم والاستيعاب بعد إجراء أول تقويم للأهداف التي لم يتمكن من تحقيقها، ولهذا نجد العديد من المعلمين يصدرون أحكاما خاطئة على مستوى التحصيل العلمي لطلابهم، والبعض يتضجر وينزعج من ضعف المستوى متهما طلابه بالغباء والتقصير، دون أن يحاول تغير أسلوبه وتجربة استراتيجية أخرى ومن المؤسف جدا أن يهمل المعلم التقويم المباشر بعد كل درس والاعتماد على أسلوب محدد من أساليب التقويم دون بقية الأساليب.
وهكذا، يسعدني أن أقدم لكل الزملاء استراتيجية جديدة في التعليم بتوفيق من الله وحده وبعد خبرة تجاوزت الثلاثين عاما في التعليم تحمل في طياتها تجارب ميدانية اختلفت درجات النجاح فيها، واختلطت فيها مشاعر الفرح بالحزن والألم وأحمد الله وكفى.
استراتيجية التلميذ اليقظ
قبل الخوض في الاستراتيجيات والأساليب وطرق التدريس تجب الإشارة إلى أنني أدرس مرحلة متقدمة من التلاميذ الصغار، الصف الثالث الابتدائي، ويجب مراعاة هذه المرحلة العمرية والسير معهم خطوة بعد خطوة كي لا أرهق عقولهم وأحملها فوق قدرتها الاستيعابية، ودائما أبدأ وأركز على جودة القراءة المنضبطة بالدقة والانطلاق مانحا التلاميذ الثقة بالنفس، معززا القدرات المتميزة تعزيزا مباشرا، فأخصص الحصص الأولى من بداية الأسبوع الدراسي لهذا الهدف وهو إتقان القراءة أولا، ثم أنتقل في منتصف الأسبوع الدراسي إلى جانب الفهم والاستيعاب، ودائما أرسم الخطط التدريسية على هذا الأساس.
فالقراءة الصحيحة المنضبطة هي الأهم، وهي أول أمر سماوي يصل إلى الأرض (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، وهي المفتاح الأساسي الأول لكل علم ولكل فن، وهي الغذاء النافع للعقول تنير الفكر وتَبنيه وتوسع الإدراك وتُقويه، وتنشط الذاكرة، وتنمي القدرات الإبداعية وتنمي الثروة اللغوية.
1- مميزات الاستراتيجية:
– إحساس التلميذ بالمسؤولية ورفع الروح المعنوية.
– إشراك التلاميذ في معالجة الأخطاء وتعزيز القدرات.
– النقد والتحليل (أعلى مستويات الذكاء).
– تقبل النقد من جانب الزميل بصدر رحب.
– جعل التلاميذ في تفاعل واهتمام طيلة وقت الدرس.
– كشف مستويات وقدرات التلاميذ المختلفة ومراعاة الفروق الفردية.
– حصر الأخطاء الفردية والجماعية وعلاجها.
– إجبار المتعلم على تصحيح الخطأ بنفسه.
– إتاحة الفرصة للمعلم للعناية بالتلاميذ الضعاف والجلوس معهم دون التأثير على الانضباط وإدارة الصف.
2- الشرح النظري للطريقة في عدد من النقاط باختصار:
المادة: لغتي، الموضوع: …..
1- تحديد رقم الصفحة وفتح الكتاب المدرسي.
2- شد انتباه التلاميذ (التمهيد) بالقول: أنا سأقرأ الدرس ولابد أن أقع في خطأ ومن يتابع منكم ويكتشف ما أقع فيه يقول غلط، وقد أدخل في تحدٍ معهم لاكتشاف أخطائي (المقصودة).
3- قراءة الدرس والوقوع في الأخطاء مثل: رفع المنصوب وجر المرفوع وغيرها، والتوقف حين يكتشف التلاميذ الأخطاء والتصحيح المباشر حسب ردود فعل التلاميذ.
4- تكرار القراءة بسرعة ودقة.
5- قراءات التلاميذ الجهرية، وحثهم على مراقبة القارئ وعدم السكوت عنه، الكل يعترض حين يسمع خطأ ما في قراءة زميله، وعلى القارئ تصويب الخطأ بنفسه.
6- تكليف أول قارئ بمتابعة بقية التلاميذ والتجول بينهم ومراقبة من يشرد ذهنه ويهمل المتابعة، حيث أننا متفقون على الإشارة بالأصبع أو القلم على الكلمات التي ينطقها القارئ، ثم تبديله (المعلم الصغير).
7- أتفرغ للطلاب الذين يحتاجون إلى متابعة خاصة، ومن تشرد عقولهم وتكثر حركتهم، وأشارك التلميذ مكانه ليشعر بالأمان ويحس أني جنبه أريد تعليمه وأنه موضع عناية واهتمام.
8- يستمر الوضع هكذا مُولين صحة القراءة الاهتمام الأول، دون الدخول في تفاصيل وأفكار الموضوع في الحصص الأولى للدرس.
9- التعزيز المباشر لقدرات التلاميذ القرائية من خلال توزيع بطاقات الامتياز على المجيدين للقراءة الصحيحة، علما بأن من يحصل على خمس بطاقات امتياز يحصل على شهادة تفوق مع مبلغ مالي.
10- ملاحظة الكلمات التي يتكرر فيها الخطأ وتدوينها على السبورة وعلاجها مثل:
– إهمال حرف المد، أو عدم قراءة التنوين… وغيرها (إذا حصل).
لمعالجة عدم نطق التنوين بطريقة صحيحة
طالب يقرأ كل كلمات الدرس عدا الكلمات المنونة، وكل طلاب الصف يقرؤون كلمات التنوين:
تخصيص ثلاثة طلاب لقراءة تنوين الضم، وثلاثة آخرين لقراءة تنوين الفتح، وثلاثة آخرين لقراءة تنوين الكسر.
لمعالجة إهمال حروف المدّ
طالب يقرأ كل كلمات الدرس عدا الكلمات الممدودة، وكل طلاب الصف يقرؤون الكلمات الممدودة، ولكل حرف مد مجموعة من الطلاب تتولى القراءة مع تدوين الكلمات على السبورة للنسخ.