إرشادات
Flash Cards لتشخيص التصورات البديلة لدى المتعلمين
يلتحق الطالب بمقاعد الدراسة وهو يقول “ذابت الشمعة، وذابت قطعة الثلج” ومع الأسف فإنه يغادر المدرسة وهو مازال يصف انصهار الشمعة وقطعة الثلج بالذوبان، رغم أنه خلال رحلته الدراسية قد مر بشرح دقيق ومُفصل لكل من هذه المفاهيم، وأدى الاختبارات حولها، وربما اجتازها بدرجات عالية، لكنه مع الأسف ظل محتفظاً بما يعرف بـ “التصورات البديلة”.
ماهي التصورات البديلة
يعرفها (السيد علي، 2012) بأنها “ما لدى المتعلم من تصورات ومعارف وأفكار في بنيته المعرفية عن بعض المفاهيم الظواهر الطبيعية ولا تتفق مع التغيرات العلمية الصحيحة “(ص 238).
يلاحظ غالباً معلمو الفيزياء أن الطلبة لا يميزون بين مفهومي الكتلة والوزن؛ كما أنهم لا يرون اختلافاً بين الحركتين الدائرية والدورانية، أما معلمو الأحياء فلو طلبوا من تلاميذهم تقديم أمثلة على الحيوانات فإنهم سوف يذكرون الخراف والأسود وما إلى ذلك من الثديات والزواحف؛ ولكنهم غالباً لن يذكروا العناكب أو الفراش بالرغم أنها من الحيوانات! وقس على ذلك باقي المواد.
أوجه المشكلة
تكمن مشكلة التصورات البديلة في كون الطلبة يقومون بتفسير المعرفة الجديدة بناء على ما لديهم من المعرفة السابقة والتي قد تكون خاطئة، كما أنها غالباً ما تكون مقاومة للتغيير وراسخة البنية المعرفية.
ويؤدي إهمالها وعدم تصحيحها إلى أحد أمرين: إما إعاقة عملية التعلم؛ كأن يرفض الطالب المعلومات الجديدة لأنها تخالف ما لديه من تصورات بديلة، وبالتالي فإن التعلم لا يحدث، أو قد يدمج الطالب بين المعرفة الجديدة وما لديه من تصورات بديلة؛ وبالتالي تتكون لديه بنية معرفية هشة ومشوهة، ومن ثم نتاجات تعليم ضعيفة وغير متسقة مع أهداف المؤسسة التعليمية.
أسباب تكون التصورات البديلة لدى الطلبة
تتكون التصورات البديلة لدى الطلبة نتيجة عدة أسباب، على رأسها ما يتلقاه الطالب ويعايشه من خبرات في بيئته، كما أن المعلم قد يسهم في تكوين التصورات البديلة لدى الطلبة دون قصد؛ كأن يضرب أمثلة أو تشبيهات غير موفقة؛ أو يستخدم لهجته العامية في سياق علمي، كما أن استخدام المصطلح الواحد في أكثر من مجال وبأكثر من دلالة يؤدي كذلك لتكوّن هذه التصورات لدى الطلبة؛ كأن تستخدم كلمة الذرة للإشارة إلى النملة وفي ذات الوقت كأصغر جزء من المادة، ولا شك –كذلك- أن الرسوم الكرتونية المتحركة أدت إلى تمرير العديد من التصورات البديلة إلى أذهان الطلبة.
تشخيص التصورات البديلة لدى الطلبة
يُعتقد أن عمليات التدريس التقليدية لا تؤدي إلى تشخيص المفاهيم أو التصورات البديلة ولا إلى علاجها بطبيعة الحال، لذلك فإن على المعلم أن يلجأ إلى أساليب التشخيص الفعالة لهذه المشكلة؛ مثل المقابلات والنقاشات المفتوحة وإعداد الخرائط المفاهيمية، لكن هذه الأساليب رغم فاعليتها في تشخيص التصورات البديلة لدى الطلبة إلا أنها تتطلب الكثير من الوقت والجهد، خاصة في ظل اكتظاظ الفصول الدراسية.
التداعي الحر للكلمات باستخدام برنامج Flash Cards
يُعد أسلوب التداعي الحر للكلمات من أنجع أساليب تشخيص التصورات البديلة ؛ حيث يتيح هذا الأسلوب للطلبة التعبير عن المفهوم بعدد لا مُتناهٍ من الكلمات والأفكار في وقت قصير، وهو ما يؤدي بدوره إلى ظهور المفاهيم الراسخة في البنية المعرفية للطلبة.
ويمكن توظيف تطبيقات البطاقات التعليمية Flash Cards في عملية التداعي الحر للكلمات، حيث يخصص المعلم حصة في بداية كل وحدة من أجل الكشف عن هذه التصورات البديلة؛ فيقوم بإعداد هذه البطاقات التي تحتوي على مفاهيم الوحدة أو صور لها ويعرضها أمام الطلاب من خلال التطبيق، ثم يطلب من كل طالب أن يعبر كتابياً عن هذا المفهوم بأكبر عدد من الجمل والأفكار، ثم يعرض المعلم الوجه الآخر للبطاقة والتي تحتوي على الأفكار الصحيحة حول المفهوم، ومن ثم يطلب من التلميذ أن يقارن بين ما قام بتدوينه وبين ما يظهر على البطاقة، وبذلك يكون المعلم قد وظف التكنولوجيا في تشخيص التصورات البديلة بأقل وقت وجهد كما أنه مكن الطالب من ممارسة عملية التقويم الذاتي.
وفي هذا الفيديو شرح لكيفية استخدام هذا البرنامج: