اخبار التعليم
نائبة وزير التعليم الألمانى الأسبق: نستخدم التكنولوجيا فى تعليم التلاميذ بطريقة مسئولة
حول استخدام التكنولوچيا لتلاميذ المدارس والتعامل مع التابلت ودور أولياء الأمور فى توجيه أبنائهم فى ترشيد استخدام التكنولوجيا، أكدت الدكتورة مارجريت روب نائبة وزير التعليم الألمانى الأسبق بولاية بادن فرتمبرج ـ والخبيرة فى العلوم التربوية نظرياً وتطبيقياً والرئيس السابق لجامعة وينجارتن للتعليم ـ أن منظومة التحول الرقمى تطبق فى مدارس ألمانيا، ويستخدمون التكنولوچيا بالمدارس والتابلت للتلاميذ ولكن بطريقة مسئولة، مشيرة ليس بالضرورة أن يبدأوا بالبنية التحتية الصحيحة فقط، آخذين فى الإعتبار التجارب والمشكلات التى حدثت فى كوريا بسبب الأضرار الصحية لاستخدام التابلت.
وأشارت إلى أن الطفل فى سن أربع سنوات يجب أن يتعامل مع الواقع وليس العالم الافتراضي،
وأكدت أن تدريب المدرسين على استخدام التكنولوجيا بطريقة صحيحة مع التلاميذ بالمدارس من أهم الأمور التى يهتم بها التربويون والقائمون على التعليم بألمانيا.
وقالت إن التعليم فى ألمانيا يعتمد على التعليم باستخدام اللعب والحركة واستخدام أيديهم وتشغيل المخ والأعصاب والقلب واليد وتنمية المهارات بممارسة الرياضة والرقص .
وفى زياراتها للمدارس بالهند وجدت الأدوات الموسيقية لتعليم التلاميذ بالمدارس من سن 5 إلى 6 سنوات، كما أنهم يعلمون التلاميذ باستخدام العقل والتفكير.
وفى تجربة شملت مجموعة من الطلاب فى مرحلة عمرية واحدة، تم اختبار إحدى الطالبات تستخدم التفكير فى حل المسائل الحسابية مع طلاب يستخدمون التكنولوچيا والآلات الحاسبة، وكانت النتيجة أن الطالبة التى تستخدم العقل والتفكير انتهت مبكراً من حل المسائل أسرع من الطلاب الذين يستخدمون التكنولوجيا ودون أخطاء.
وقالت إن هذه الطالبة أثبتت نظرية أن الإنسان يبنى شخصيته أولاً ثم يستخدم التكنولوجيا.
وأضافت خلال لقائها على هامش فاعليات المنتدى الثانى للابتكار، برئاسة الدكتور علاء بركات استاذ التكنولوجية الحيوية الطبية سابقا بجامعة شاريتيه ببرلين وبمشاركة مجموعة من الخبراء الألمان والمصريين والعديد من العلماء والباحثين والمهتمين بقضايا التعليم، أن 60% من الأشخاص لا يريدون التغير أو الإبداع، ولكن النسبة المتبقية تحاول أن تتأقلم مع الوضع. أما عن الطالب المصري، فأكدت أنه تم عمل تجربة للتلاميذ فى إحدى المدارس عن طريق اشتراكهم فى لعبة تعتمد على عدة مكونات، واثبتت التجربة قدرة التلاميذ على الحفظ بدرجة كبيرة ، وإن كان هذا جيدا إلا أنه سلاح ذو حدين، خاصة فى العملية التعليمية، فيجب أن يكون بمقدار معين وفى نفس الوقت لابد أن يستخدم عقله فى التفكير .
وبالتوازى فإن علاقة المدرس بالطالب وأسلوب التربية قائم على الحب، وتكوين النموذج السليم والقدوة بإعطاء الحب، وأشارت إلى دور أولياء الأمور فى متابعة أبنائهم وتحديد آلية استخدامهم للتكنولوجيا، والوقت المحدد لذلك بالتوافق فيما بينهم بعيداً عن دور المدرسة .
وأوضحت روب أن عملية التعلم تبدأ بالتخيل وتمر بمرحلة العمل على هذا التخيل، يليه الإبداع ومن هنا تكتمل عملية التعلم، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك إبداع دون عملية تغيير وأنه على الإنسان أن يغير من أوضاعه وحياته، فكل مشكلة موجودة فى العالم حقيقة تحتاج إلى تغير يتطلب الإبداع.
وأكدت روب أن تدريب المدرسين وتغير طرق التعليم شرط رئيسى فى تشكيل وتطوير مدارك الطلاب وإطلاق عنان خيالهم للإبداع لتغير الأوضاع الحالية، فضلا عن التركيز على العمل التعاونى هم اهم طرق النجاح فى تحقيق التغيير المنشود والتحول للإبداع.
وأوضحت أن الأشخاص الذين لديهم وعى وقدرة كبيرة بالتحديات هم فقط القادرون على إحداث تغيير، والذى يكتمل بالحوار الفعال لفهم بعضهم البعض، مؤكدة أهمية تفعيل مبدأ المشاركة وتدعيم التفكير المنهجي. كما أكدت التعاون غير المسبوق، فى العلاقات المصرية الألمانية فى مجال التعليم والذى توج بالجامعة الألمانية التطبيقية والتى تبدأ عملها فى مصر 2020، وأشارت إلى أنه فى مجال التعليم قبل الجامعى يجب أن نتطلع إلى تحسين نظام التعليم المزدوج فى مصر، وجودته، واتخاذ إجراءات رفيعة داخل المدرسة والمصنع وتحفيز الطالب بها، وإيجاد سوق عمل للخريجين بنظام التعليم المزدوج والاستفادة منه وإشعاره بالثقة وتدريبه، بالإضافة إلى تحسين الصورة الذهنية للتعليم الفنى داخل المجتمع المصري، وتحسين جودة المفاهيم فى هذا المجال، وغلق الفجوة الثقافية بين الجامعة والتعليم الفني، وإيجاد مشروعات خلاقة تحقق الأهداف وهذا يتطلب الكثير من مصر وشركاء التنمية.
وذكرت أنه بعد تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى للعام الحالي، والتى تمثل بوابة لإفريقيا، وتمتلك سوقا إقليمية كبيرة، مما سيسهم فى زيادة الاستثمارات الألمانية فى إفريقيا ومزيد من التعاون فى مجال التعليم والعلوم التطبيقية، ولعل هذا المنتدى ثمار التعاون فى هذا المجال.
(الأهرام)