اخبار التعليم
تنمية المواطنة الرقمية لاستخدام التكنولوجيات الحديثة في التعليم
مقدمة
إنّ العالم اليوم يعيش نهضة علمية عظيمة، وتقدّماً في مجال الاتصال وتقنية المعلومات، بشكل أصبح معه التطور العلمي والتقني مقياساً للتنافس الدولي نحو التنمية الشاملة.وقد واكب هذه النهضة السريعة والمتلاحقة في المجال التقني توجّه عالميّ نحو التعلّم الإلكتروني؛ إيماناً بأهميته وللاستفادة من مزاياه وتطبيقاته التفاعلية المتنوعة في مجال التعليم وصناعة المعرفة؛ وكذا لتحقيق أهداف المنظومة التعليمية،وتلبية احتياجات المتعلّم الذاتية،وتأهيله للتعامل مع متغيرات الحياة العصرية. (7)
وعموما يوجد اهتمام متزايد بتحسين المواطنة الرقمية للشباب من خلال التعليم.(18) فالتربية من أجل المواطنة تلعب دوراً مهماً في تطوير الحياة المدرسية، كتقليل العنف، ورفع مستوى التحصيل الدراسي.(1)
لقد تمّ تجاهل ممارسات الأطفال الصغار عبر الإنترنت إلى حدٍّ كبير على مدى العقد الماضي من قبل صانعي السياسات في معظم البلدان. (26) كما أحدث استخدام الانترنت وتطويره تغييرات كبيرة في مجال التعليم.(15) ولهذا أصبح من الضروري أن نفحص كيف تؤثر هذه البيئة المتغيرة في رفاهية الأطفال ونموهم وحقوقهم، و هو ما يتطلب توفر مداخل تعزّز محو الأمية الرقمية والمرونة والذكاء الرقمي للتأكد من أنّ جميع الأطفال آمنين عبر الإنترنت. (25)
إنّ نشـر ثقافــة المواطنــة الرقميـة في البيــت بــين أفـراد الأســرة، وفي المدرســة بـين المعلمــين والطــلاب، وتكــوينهم العلمـي والأخلاقـي، أصـبح ضـرورةً مُلحـة ومطلـبا ضـروريا في سـياق التطـورات العلميـة الراهنـة وتحـدياتها، بمـا يحقـق لهما التكامل ومقاربة الفجوة بينهما، لتنشئة جيل تقوده ثقافة المعرفة والتعلم في بيئة آمنة. (4)
وعلى المستوى العربي لا زالت التربية على المواطنة الرقمية من الموضوعات التي لم تحظ بالاهتمام الكـافي، في حين أن الدول المتقدمة مثل بريطانيا و استراليا و الولايات المتحدة الأمريكية حرصت علـى إعـداد المـواطن الرقمي من خلال إطلاق المبادرات وتضمين المواطنة الرقمية في مناهجها التعليمية. (5) فمحو الأمية الرقمية يتطلب مجموعة محددة جداً من المعارف ومهارات التعليم مقارنةً بالأهداف الأخرى الموجودة حالياً تحت مظلة المواطنة الرقمية.(18)
أولاً- مفهوم المواطنة الرقمية
أصبح الإنترنت اليوم من مظاهر الحياة اليومية للأفراد، ومما ساعد على هذا استخدام التطبيقات والوسائل الإلكترونية وتوظيفها في شتى المجالات، مثل الأعمال والتعليم، ومن قبل مختلف الفئات في المجتمع ومن بينهم الطلبة. وبالرغم من الآثار الإيجابية العديدة المترتبة عن استخدام هذه التطبيقات الإلكترونية من قبل الطلبة إلا أنها تنطوي على الكثير من المخاطر؛ وهو الأمر الذي يستدعي توعية الطلبة بكيفية التعامل معها من منطلق الحرص على توظيفها بالطريقة الأمثل ودرء مخاطرها. ولعل من أهم المفاهيم التي حظيت باهتمام الباحثين بهذا الشأن المفهوم الذي يضفي الاستخدام الآمن ضمن بيئة قانونية أخلاقية، وهو ما تم التعارف عليه بمفهوم المواطنة الرقمية. (3)
وتُعرّف المواطنة الرقمية بأنّها:” وعي الأفراد بالأضرار المختلفة في بيئة الإنترنت على أساس المساواة في الحقوق والمسؤوليات بسبب المبادئ الأخلاقية”.(16)
كما تُعرّف بأنّها:”جملة الضوابط والمعايير المعتمدة في استخدامات التكنولوجيا الرقمية المتعددة، والمتمثلة في مجموعة من الحقوق التي ينبغي أن يتمتع بها المواطنون صغاراً وكباراً أثناء استخدامهم تقنياتها، والمتمثلة أيضا في الواجبات أو الالتزامات التي ينبغي أن يؤديها ويلتزم بها في أثناء ذلك”.(2)
ويُعرَّفُ المواطن الرقمي بأنّه :” الشخص الذي قام بتحسين المهارات والسلوكيات التي تدعم التفاعلات الإيجابية مع الآخرين في العالم الرقمي”.(13)
وتُظهر الأبحاث الحديثة أنّ الطلاب اليوم أصبحوا يعتمدون بشكل متزايد على الأدوات الرقمية والتطبيقات المستندة إلى الويب للتعلم والتواصل.(21) لهذا يجب على المعلمين اختيار الموارد الرقمية المناسبة لدروسهم وتحديد الموارد التي ستعمل بشكل أفضل في القاعات الصفية، كما يجب عليهم تحسين استراتيجياتهم في تحديد المحتوى الرقمي وتقييمه.(11)
و يبقى الهدف الحقيقي للتعليم في العصر الرقمي هو تمكين الباحثين والمعلمين والطلاب والأسر من أن يكونوا منتجين ومبدعين ومسؤولين في الفضاء الرقمي ومحافظين على القيم المجتمعية وممارسين للمواطنة الرقمية الإيجابية.(23)
إنّ القضايا والمهارات المرتبطة بالمواطنة الرقمية لا ينبغي أن تقتصر على مختبرات الكمبيوتر، بل ينبغي دمجها في جميع التخصصات، كما يجب أن تكون مكونات لا غنى عنها في جميع المواد الدراسية.(20)
ويتعين على نظام التعليم في جميع أنحاء العالم أن يستعد للثورة الصناعية الرابعة الوشيكة، حيث أنّ سوق العمل سوف يكون مدفوعاً إلى حد كبير بتقدم الاقتصاد الرقمي، والروبوتات، و الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الأتمتة.(24)
فالتحوّل الرقمي قد تمّ وصفه كآلية للتعلّم عند اكتساب الطلاب لمعرفتهم وتوحيدها وتعميقها مع استمرارهم في التعلّم.(17)
وجدير بالذكر أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تستخدم على نطاق واسع في الحياة اليومية ولها تأثير كبير في السلوك، وهو ما برز معه في الوقت الحاضر مفهوم المواطنة الجديدة كنتيجة لاستخدام مكثف للتكنولوجيا. (11)
و في ضوء هذا الاستخدام الواسع لمجتمع التكنولوجيا، يصبح من الضروري تعزيز الجوانب الإيجابية للتكنولوجيا، والاستفادة منها وتوجيه المجتمع لتحقيق معايير المواطنة الرقمية.(12)فالاستخدام الواسع للأدوات الرقمية أدى لخلق مواطن رقمي ضمن مجتمع رقمي، لهذا بات من الضروري وضع ضوابط ومعايير لضمان التأثير الإيجابي لهذا التقدّم بهدف حمايتنا من مخاطر هذا التطور المتسارع في مجال التكنولوجيا، والتغلب على سلبيات الإنترنت خاصة والتكنولوجيا بوجه عام، فالمواطنة الرقمية ليست تقنية، ولكنها ثقافة يجب أن تتوفر لدى جميع المستخدمين الرقميين.(10)
ثانياً- متطلبات المواطنة الرقمية
متطلبات المواطنة في التعليم هي مجموعة المحددات الثقافية والاجتماعية والصحية والقانونية والأمنية ذات الصلة بالتكنولوجيا الرقمية التي تمكّن النظام التعليمي بشكل عام، والمعلّم بشكل خاص من المساهمة في إعداد مواطن عصري قادر على استخدام وتوظيف التكنولوجيا الرقمية بطرائق آمنة وسليمة. (8)
وقد حُدّدت متطلبات المواطنة في العصر الرقمي بتسعة محاور ضمن ثلاث فئات وفقاً للهدف من كلّ محور، يمكننا توضيحها بالشكل الآتي(9):
شكل رقم 1 يبيّن متطلبات المواطنة في العصر الرقمي (من تصميم الباحثة)
فالمواطنة الرقمية تتضمن نطاقا واسعا من السلوكيات والأعراف بدرجات متفاوتة المخاطر والعواقب الخطيرة المحتملة التي لا يمكن حصرها. وإذا لم يتحاور صانعو السياسات التعليمية مع المربين والطلاب المثقفين لإنشاء ثقافة رقمية، فسيكون من الصعب التغلب على المشكلات التي ستظهر. (19)
ثالثاً-مهارات المواطنة الرقمية (22)
إنّ المواطنة الرقمية غالباً ما يتم تجاهلها من قبل المعلمين والقادة ، وهذا على الرغم من حقيقة أنّها أمر أساسي لقدرة الشخص على استخدام التكنولوجيا والعيش في العالم الرقمي، وهي الحاجة التي تنشأ من سن مبكرة جداً. هذا ويجب أن يبدأ الطفل في تعلم المواطنة الرقمية في أقرب وقت ممكن…
ويميل المعلّمون إلى الاعتقاد بأنّ الأطفال سيكتسبون هذه المهارات بأنفسهم أو أنّ هذه المهارات يجب أن تكتسب في المنزل. ومع ذلك، وبسبب فجوة الجيل الرقمي، لا يعرف الآباء و المعلمون كيفية تزويد الأطفال بهذه المهارات بشكل كافٍ.لذا فغالباً ما يتعرض الأطفال الصغار لمخاطر الإنترنت، مثل الإدمان على التكنولوجيا والتسلط عبر الإنترنت والاستمالة.
وبينما يواجه معظم الأطفال مثل هذه التحديات، يتم تضخيم التعرض الإشكالي للأطفال الضعفاء، بمن فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة والأقليات والمحرومين اقتصادياً، فهم لا يميلون إلى أن يكونوا أكثر تعرضاً للمخاطر فحسب، بل يواجهون أيضاً نتائج أكثر حدة.
إذن ما المهارات التي يجب أن نعلمها لأطفالنا كجزء من مواطنتهم الرقمية؟
- هوية المواطن الرقمي: القدرة على بناء هوية صحية وإدارتها عبر الإنترنت.
- إدارة وقت الشاشة: القدرة على إدارة وقت الشاشة، وتعدد المهام، وانخراط الفرد في الألعاب عبر الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية مع ضبط النفس.
- إدارة التسلط عبر الإنترنت: القدرة على اكتشاف حالات التسلط عبر الإنترنت والتعامل معها بحكمة.
- إدارة الأمن السيبراني: القدرة على حماية بيانات الشخص عن طريق إنشاء كلمات مرور قوية وإدارة مختلف الهجمات الإلكترونية.
- إدارة الخصوصية: القدرة على التعامل مع حرية التصرف في جميع المعلومات الشخصية المشتركة عبر الإنترنت لحماية خصوصية الآخرين.
- التفكير الناقد: القدرة على التمييز بين المعلومات الحقيقية والخطأ، والمحتوى الجيد والضار، والاتصالات الموثوقة والمريبة عبر الإنترنت.
- البصمات الرقمية: القدرة على فهم طبيعة الآثار الرقمية وآثارها الواقعية وإدارتها بشكل مسؤول.
- التعاطف الرقمي: القدرة على إظهار التعاطف تجاه احتياجات ومشاعر الآخرين على الإنترنت.
رابعاً-أبعاد المواطنة الرقمية (3)
تتضمن المواطنة الرقمية مجموعة من الأبعاد التي تشكل بمجملها هذا المفهوم. ومن أهم هذه المعايير:
المعايير الرقمية، والاتصالات الرقمية، والتعليم الخاص بتدريس التكنولوجيا واستخدامها، والوصول الرقمي، والتجارة الإلكترونية، والمسؤولية عن الممارسات الرقمية، والحقوق الرقمية، والسلامة الرقمية نتيجة استخدام التكنولوجيا.
ونظراً لوجود بعض المخاطر التي ترافق استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فإنّ الجانب الأخلاقي يمثل بُعدا ًمهماً للمواطنة الرقمية.
خامساً-مراحل تنمية المواطنة الرقمية (6)
وحتى يتم تزويد الطلبة بالمؤشرات اللازمة بمفاهيم المواطنة الرقمية وصولاً لتنميتها لدى الطلبة؛ فإنّ ذلك يستدعي مرور الطلبة بمراحل تنمية المواطنة الرقمية، والمتمثلة بالمراحل الآتية:
- مرحلة الوعي:
وتعنى بتزويد الطلبة بما يؤهلهم ليصبحوا مثقفين بالوسائط التكنولوجية، وذلك يعني تجاوز الإحاطة بالمكونات المادية والبرمجية والمعارف الأساسية، انتقالا لمرحلة تبصر الاستخدامات غير المرغوبة لتلك التكنولوجيا.
- مرحلة الممارسة الموجهة:
وتعنى بالمقدرة على استخدام التكنولوجيا في مناخ يشجع على المخاطرة والاكتشاف، وبما يمكن من إدراك ما هو مناسب من الاستخدامات التكنولوجية وما هو غير مناسب.
- مرحلة النمذجة وإعطاء المثل والقدوة:
وتعنى هذه المرحلة بتقديم نماذج إيجابية مثالية حول كيفية استخدام وسائل التكنولوجيا في كل من البيت والمدرسة حتى تكون تلك النماذج المحيطة بالطلبة من آباء ومعلمين نماذج للقدوة الحسنة يمكن أن يتخذها الطلبة قدوة لهم أثناء استخدامهم للمواطنة الرقمية.
- مرحلة التغذية الراجعة وتحليل السلوك:
وفي هذه المرحلة تتاح للطلبة فرص مناقشة استخداماتهم للتقنيات الرقمية داخل الغرف الصفية، وصولاً لمرحلة امتلاك المقدرة على نقد وتمييز الاستخدام السليم للتكنولوجيا داخل الغرفة الصفية و خارجها من خلال تأمل ذاتي لممارساته.
سادساً- محاور المواطنة الرقمية: (2)
اتفق الباحثون وكثير من المنظمات المرتبطة بذلك الميدان على تسعة مجالات (محاور) عامة تشكل المواطنة الرقمية، وهي:
- الوصول الرقمي: المشاركة الإلكترونية الكاملة في المجتمع.
- التجارة الرقمية: بيع وشراء البضائع إلكترونيا.
- الاتصالات الرقمية: التبادل الإلكتروني للمعلومات.
- محو الأمية الرقمية: عملية تعليم وتعلم التكنولوجيا واستخدام أدواتها.
- اللياقة الرقمية: المعايير الرقمية للسلوك والإجراءات.
- القوانين الرقمية: المسؤولية الرقمية على الأعمال والأفعال.
- الحقوق والمسئوليات الرقمية: الحريات التي يتمتع بها الجميع في العالم الرقمي.
- الصحة والسلامة الرقمية: الصحة النفسية والبدنية في عالم التكنولوجية الرقمية.
- الأمن الرقمي (الحماية الذاتية): إجراءات ضمان الوقاية والحماية الإلكترونية.
سابعاً-معايير التربية على المواطنة الرقمية (4)
إنّ كافـة دول العـالم أمـام تحـدٍّ كبـير، يفـرض عليهـا ضـرورة تكثيـف الجهـود، وصـياغة آليـات واسـتراتيجيات جديـدة لتعزيـز هـذه الإيجابيـات وتطويعهـا لتحقيـق التقـدم والرفاهيـة ومحاولـة تـلافي أثـر هـذه السلبيات. ومـن أبـرز مـا تم في هـذا الصـدد قيـام الجمعية الدولية للتكنولوجيا في مجال التعليم [1](ISTE)بوضع معايير شملـت الطـلاب والمعلمـين ومـن ثم توجيههـا نحـو الموضـوعات الأخلاقيـة والاجتماعية والإنسانية، وركزت هذه المعايير على ضرورة الاهتمام بما يلي :
- تفهم الطلاب للقضايا الأخلاقية والثقافية والاجتماعية المرتبطة بالتقنية.
- غرس قيم الاستخدام المسؤول لتقنية المعلومات والاتصالات.
- تنمية الاتجاهات الإيجابية لـدى الطـلاب تجـاه تطبيقـات التقنيـة، والـتي تسـاند الـتعلم مـدى الحيـاة والتعـاون والدافعية الشخصية والإنتاجية.
ويعدّ ما قدمته الجمعية الدولية للتكنولوجيا في مجال التعليم (ISTE)من معايير ذات قيمـة للطـلاب والمعلمـين والمـديرين وغـيرهم مـن المهتمين بالعملية التعليمية، حيث تبعها قيـام عـدد مـن المنظمـات والمـدارس بوضـع قواعـد و سياسـات للاسـتخدام المناسب للتقنية، إلا أنه لم يكن هناك اتفاق عام حول السلوكيات الواجب اتباعها عند استخدام الرقمية؛ لـذا تم الاهتمـام -فيما بعد- بالأخلاقيـات والمسـؤوليات المرتبطـة بالاسـتخدام الرقمـي وصـار هـدف المؤسسـات التعليميـة هـو تـدريب الأفراد على الاستخدام المسؤول والأخلاقي والآمن لتقنية المعلومات والاتصـالات كأعضـاء في المجتمع وكمـواطنين في المجتمع العالمي. ويشـير مـا سـبق إلى أنّ المواطنـة الرقميـة تنطـوي علـى إعـداد الأفـراد لمجتمع ملـئ بالتقنيـة، بإكسـابهم المهـارات التقنيـة المختلفـة، وتـدريبهم علـى الالتـزام بمعـايير السـلوك المقبـول عنـد اسـتخدام التقنيـة بالمدرسـة أو المنـزل أو أي مكـان آخـر.
ثامناً-عناصر المواطنة الرقمية وضماناتها (4)
اتفقت الدراسات على عدة ضمانات لابدّ من توفرها في المواطنة الرقمية ووضع قواعدها وغرسها في الطلاب في إطـار المنظومـة التربويـة. ويعـد مفهـوم الاحـترام أحـد أسـاليب توضـيح و تعلـيم محـاور المواطنـة الرقميــة.
وتضــم كــل فئــة ثلاثــة موضــوعات يجــب تعليمهــا للمســتخدم منــذ نعومــة أظــافره و مرحلتــه الأولى في الانضـمام إلى المجتمع الرقمـي، ويمكـن الإشـارة إلى أهـم هـذه الضـمانات و العناصـر المكونـة للمواطنـة الرقميـة فيمـا يلي :
- ضمان فرص الوصول الرقمي المتكافئ لكافة الطلاب Digital Access.
- ضمان إتاحة خيارات الاتصالات الرقمية Digital Communication.
- ضمان تعليم الطلاب استخدام التقنية و أدواتها Digital Literacy.
- ضمان الاستخدام اللائق للعوالم الرقمية Digital Etiquette.
- ضمان احترام القوانين الرقمية Digital Law.
- ضمان الحقوق و المسؤوليات الرقمية Digital Rights & Responsibilities.
- ضمان الصحة و السلامة الرقمية Digital Health& Wellness.
- ضمان الالتزام بقواعد التجارة الرقميةDigital Commerce.
- ضمان الحفاظ على الأمن الرقمي Digital security.
تاسعاً-نموذج نيتسيف” Netsafe”(2016) للمواطنة الرقمية (10)
قدمت نيتسيف” Netsafe “(2016 نموذجا للمواطنة الرقمية يدمج بين الإطار العام لمنظمة التعاون الاقتصادي (2016 ,OECD)، ومخرجات دراسة 2014 , Westheimer& Kahne وموقف وزارة التربية والتعليم نيوزيلاندا – نحو محو الأمية الرقمية والطلاقة الرقمية Ministry of Education,2016
وقد تضمن النموذج ما يلي:
- الثقة والاستخدام بطلاقة.
- مزيج من: مهارات واستراتيجيات للوصول للتكنولوجيا، وللاتصال، والتعاون، والتشارك، والإنشاء، ومواقف وقيم تعزز السلامة الشخصية، والعلاقات الإيجابية مع الآخرين،و فهم ووعي بالبيئات الرقمية، وسياقات عملها، وكيفية التكامل بين الفضاءات على الخط وخارج الخط.
- تعزيز الحياة (الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، المدنية)، وتحقيق أهدافها بفوارق مهمة.
يتضح من النموذج السابق أنّ الطلاقة الرقمية شرط للوصول إلى المواطنة الرقمية، حيث تعدّ الطلاقة الرقمية مجموعة من الكفايات والتصرفات عبر الأجهزة الرقمية وبرمجياتها، بينما تعدّ المواطنة الرقمية مخرجات ذات مستوىً عالٍ من محصلات الطلاقة الرقمية، والتي تطبق في سياقات مختلفة ومتعددة؛ لتحقيق السلامة على الإنترنت، وذلك بالتقاطع بين المهارات الرقمية والمعرفة والقيم، والتي يمكن أن تتضح من النموذج السابق كما يلي:
- وضع استراتيجيات ومهارات من شأنها أن تقلل من مخاطر الإنترنت.
- فهم إمكانات ومحددات البيئات الرقمية.
- المواقف نموذج موجّه للمجتمع بحيث تعزز الرفاهية والمرونة والنموذج الايجابي للعديد من مزايا التكنولوجيا.
- يعمل المجتمع معاً؛ لتحديد المخاطر، والمشكلات المحتملة من الإنترنت.
- إدراك أهمية دمج مهارات محو الأمية الرقمية في برامج تعليم وتعلم فعالة.
عاشراً- تطبيقات يمكن استخدامها في تنمية مهارات المواطنة الرقمية
يمكننا عرض أهم التطبيقات التي يمكن استخدامها في تنمية مهارات المواطنة الرقمية على النحو الآتي:
جدول يبين أهم تطبيقات تنمية مهارات المواطنة الرقمية:
خاتمة:
ونستنتج مما سبق أن التعليم الجيد للمواطنة الرقمية يتضمن فرصا للتقويم الشامل والمتكامل بهدف تقديم التغذية الراجعة التي تعطي الطلاب فهماً أفضل لنقاط قوتهم وضعفهم في استخدام التكنولوجيات الحديثة، حتى يتمكنوا من العثور على طرائقهم الخاصة لتحقيق النجاح.
وفي نهاية المطاف، يحتاج قادة التربية والتعليم إلى فهم أهمية المواطنة الرقمية كأساس الذكاء الاجتماعي الرقمي . ويجب عليهم أن يجعلوا من أولوياتهم تنفيذ برامج المواطنة الرقمية كجزء من إطار التعليم الشامل. والأهم من ذلك، ينبغي على جميع أفراد المجتمع تحمل مسؤولياتهم في تنمية مهارات المواطنة الرقمية: الآباء في منازلهم، والمعلمين في فصولهم، والقادة في مجتمعاتهم.
تعليم جديد