اخبار التعليم
البحث العلمي و البحث التربوي
لعل أهم ما يشغل طلاب الماجستير والدكتوراه هو كيفية الوصول إلى عنوان مناسب لرسائلهم وخطوات عمل هذه الرسائل واختيار المنهج المناسب وطريقة اختيار العينات وبناء أدوات البحث والأساليب الإحصائية المناسبة وغير ذلك من أمور يتضمنها البحث التربوي، وهذا ما سنتناوله في سلسلة من المقالات.
في هذا المقال سنتطرق إلى تعريف البحث العلمي ودوافعه ومراحل تطوره وخصائصه وأنواعه وتعريف البحث التربوي وأنماطه ومجالاته وخطوات إجرائه ( طريقة عمل رسالة ماجستير أو دكتوراه ).
تعريف البحث العلمي
هو الاستقصاء الذي يتميز بالتنظيم الدقيق لمحاولة التوصل إلى معلومات أو معارف أو علاقات جديدة والتحقق من هذه المعلومات والمعارف الموجودة وتطويرها باستخدام طرائق أو مناهج موثوق في مصداقيتها.
أو هو استقصاء منظم يهدف إلى إضافة معارف يمكن توصيلها والتحقق من صحتها عن طريق الاختبار العلمي.
دوافع البحث العلمي
الدوافع الذاتية: هناك الكثير من الدوافع الذاتية للبحث العلمي مثل حب المعرفة والتحضير لدرجة علمية والحصول على جائزة والحصول على ترقية والوفاء بمطالب الوظيفة والرغبة في تحقيق فكرة وعدم الرضا برأي معين والرغبة في الشهرة والظهور والاهتمام الشخصي بموضوع معين.
الدوافع الموضوعية: مثل وجود مشاكل و ظهور حاجات جديدة والرغبة في إيجاد بدائل للمواد الطبيعية والرغبة في تحسين الإنتاج والرغبة في زيادة الدخل القومي والرغبة في تفسير الظواهر والتنبؤ بها والرغبة في السيطرة على القوى الطبيعية والرغبة في تطبيق بعض النظريات، وتصحيح معلوماتنا عن الكون وظواهره.
مراحل تطور البحث العلمي
لقد استطاع الإنسان عن طريق المصادر المختلفة التي سبقت المنهج أو الطريقة العلمية في البحث أن يحصل على المعرفة والمعلومات التي تساعده في حل مشكلاته اليومية البسيطة، والتي زادت من مقدرته على فهم وتفسير الظواهر والأحداث التي تدور من حوله، وقد كانت هذه المعلومات مقنعة بالنسبة له وتقبلها دون مناقشة صحتها. ومع ذلك فإن معظم هذه المعلومات – في ضوء ما كشف عنه البحث العلمي هذه الأيام – بعيدة عن الحقيقة العلمية ولا تقدم تفسيرات صحيحة للظواهر والمشكلات وغيرها.
وفي سبيل الوصول للمعرفة، استخدم الإنسان منذ القدم وحتى اليوم طرق وأساليب مختلفة تعد بحد ذاتها خطوات تطورمن خلالها البحث العلمي. وإذا قمنا بتقسيم هذه الخطوات إلى عدة مراحل فإن ذلك لا يعني أنها منفصلة عن بعضها البعض:
مرحلة الصدفة : وفيها كان الإنسان ينسب الظواهر والأحداث التي يتعرض لها إلى الصدفة دون أن يبحث عن العلل والأسباب.
مرحلة المحاولة والخطأ والاعتماد على الخبرة: كان الإنسان يحاول ويخطئ حتى يجد حلا للمشكلة، ومن كثرة المحاولة والخطأ استطاع أن يكون بعض القواعد العامة التي اعتمد عليها بعد ذلك.
مرحلة الاعتماد على السلطة والتقاليد: كان الإنسان يستند إلى آراء وأفكار وأفعال القادة و أصحاب السلطة الدينية والسياسية، التي كانت من القوة بحيث أصبحت وجهة نظر تقليدية، حتى وإن كانت خاطئة.
مرحلة التكهن والتأمل والجدل والحوار: وفيها بدأ الباحث يشك في آراء السلطة والتقاليد السائدة واعتمد على الجدل والمنطق لتفسير الظواهر وحل المشكلات، وظهر في هذه المرحلة التفكير القياسي الذي يقوم على الانتقال من المقدمات إلى النتائج، والتفكير الاستقرائي الذي ينتقل من الشواهد الجزئية إلى الحكم الكلي.
مرحلة المعرفة أو الطريقة العلمية التي شاعت أولا في العلوم الطبيعية ثم انتقلت إلى العلوم الإنسانية: وفيها توضع الفرضيات، ويتم إجراء التجارب وجمع البيانات للوصول إلى نتائج تؤيد أو تنفي تلك الفرضيات الموضوعة.
ويرى أوغست كونت أن الفكر الإنساني مر في تطوره بالمراحل الثلاثة التالية:
المرحلة الحسية وفيها اعتمد الإنسان على حواسه دون محاولة إيجاد العلاقات بين الظواهر.
مرحلة المعرفة الفلسفية التأملية أو مرحلة البحث عن الأسباب والعلل الميتافيزيقية البعيدة عن الواقع وفيها فكر الإنسان بالموت والحياة والخلود.
مرحلة المعرفة العلمية التجريبية أو مرحلة نضج التفكير البشري وتفسير الظواهر تفسيرا علميا وإدراك ما بينها من روابط.
خصائص البحث العلمي
البحث العلمي عبارة عن نظام متكامل وهادف، يقوم على الربط بين الوسائل والإمكانات المتاحة من أجل الوصول إلى غايات مرسومة ومشروعة تتمحور حول حاجات الإنسان ومشكلاته وفرص التقدم للأمام.
البحث العلمي يتكون من أجزاء مترابطة هي الشكل والمحتوى والأسلوب.
البحث العلمي نشاط قائم على عدد من المرتكزات والمتطلبات المادية والمعنوية وأهمها:
-
- توفرعناصر بشرية مؤهلة تتميز بالقدرة الإبداعية والعلمية والعملية في مجالي التخصص العلمي والأكاديمي.
- توفر مخصصات مالية ومادية مناسبة لنشاط البحث العلمي.
- توفر الدعم والتشجيع والتنسيق والتعاون على كافة المستويات الشخصية والرسمية والدولية.
- توفر تسهيلات إدارية ومكتبية متطورة بما في ذلك مصادر المعلومات الحديثة وخدمات المكتبات والمعلومات المتقدمة، والالتزام بالقواعد العلمية والمكتبية في البحث.
البحث العلمي جهد إنساني ونشاط يتمحور حول الإنسان نفسه، فهو وسيلة وغاية وعليه يتوقف مستوى التقدم العلمي.
البحث العلمي قائم على مجموعة من القيم والقواعد والأصول والطرق المنهجية المعروفة والمقبولة علميا وعمليا والمتطورة باستمرار، أي أنه بعيد عن العشوائية والارتجالية والمزاجية والفوضوية.
البحث العلمي يقوم على وضوح الرؤى والربط الفعال بين الوسائل والغايات.
البحث العلمي يتميز بالسعي نحو التجديد والحرص على التميز شكلا وأسلوبا ومضمونا.
البحث العلمي يقوم على تطبيق الطريقة العلمية في تحليل المشكلات ودراسة الظواهر الطبيعية والاجتماعية.
أنواع البحث العلمي
أنواع البحوث كثيرة ومتنوعة، ويمكن تصنيفها بطرق مختلفة من حيث:
- ميدان البحث: توجد البحوث التربوية / التاريخية / الأدبية / العلمية / الاجتماعية / الفلسفية وغيرها.
- مناهج البحث: البحوث التاريخية / وصفية / تجريبية / تنبؤية / مسحية / وغيرها .
- المكان: ميدانية / معملية.
- طبيعة البيانات: كمية / كيفية.
- صيغة التفكير: استنتاجية / استقرائية.
- المدخل للبحث العلمي: بحوث ذات مدخل واحد / بحوث ذات مداخل متعددة.
- القائمين بالبحث: بحوث فردية / بحوث جماعية.
مستوى البحوث:
- بحوث أكاديمية دراسية: على مستوى الدراسات الجامعية وعلى مستوى الدراسات العليا لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراه.
- بحوث أكاديمية متخصصة.
- بحوث متخصصة غير دراسية تقدم للمؤتمرات العلمية والهيئات المتخصصة.
تعريف البحث التربوي
البحث التربوي هو أحد فروع البحث العلمي وهو دراسة دقيقة مضبوطة تهدف إلى توضيح مشكلة تربوية أو تعليمية أو حلها، وتختلف طرقها وأصولها باختلاف طبيعة المشكلة وظروفها.
أنماط البحوث التربوية
تتعدد أنماط البحوث التربوية وتتنوع وفق معايير معينة، إذ تتمثل في بحوث تربوية وفق الهدف وبحوث تربوية وفق المنهج وبحوث تربوية وفق غرض الباحث وبحوث تربوية وفق الزمن وبحوث تربوية وفق عدد المداخل وبحوث تربوية وفق عدد القائمين بها. وفيما يلي توضيح للبحوث التربوية تبعا لمعاييرها:
بحوث تربوية وفق الهدف: وتشمل البحوث النظرية التي تهدف إلى تأكيد نظريات موجودة أو وضع نظريات جديدة وتسهم في نمو المعرفة العلمية بصرف النظر عن تطبيقاتها العملية، والبحوث التطبيقية التي تهدف إلى تطبيق النظريات وتقييم مدى نجاحها في حل المشكلات التربوية.
بحوث تربوية وفق المنهج: وتشمل البحوث التاريخية التي تهدف إلى دراسة أحداث الماضي والتوصل إلى استنتاجات تساعد على فهم أحداث الحاضر والتنبؤ بأحداث المستقبل، والبحوث الوصفية التي تجرى بهدف الإجابة عن أسئلة أو اختبار فرضيات متعلقة بالحالة الراهنة لموضوع الدراسة باستخدام أدوات مثل الاستفتاءات والمقابلات والملاحظات والبحوث التجريبية التي تهدف إلى معرفة أثر متغير مستقل على الأقل على متغير تابع أو أكثر، والبحوث الارتباطية التي تهدف إلى معرفة علاقة بين متغيرين أو أكثر ودرجة هذه العلاقة.
بحوث تربوية وفق اتجاه البحث: وتشمل البحوث الأكاديمية التي تجرى لنيل درجة علمية أو كمتطلب في أثناء مرحلة الدراسة ( البحوث التدريبية ) والبحوث المهنية التي يعدها أعضاء هيئة التدريس في الجامعات من أجل ترقية أو للمشاركة في لقاء علمي أو بناء على تكليف رسمي.
بحوث تربوية وفق عامل الزمن: وتشمل بحوث الماضي التي تهتم بدراسة بحوث السابقين وتحليلها بهدف توجيه الباحثين إلى وجهة معينة، وبحوث الحاضر التي تهدف إلى دراسة الواقع التربوي بأية منهجية مناسبة مثل الدراسات المسحية وبحوث المستقبل التي تهدف إلى معرفة التغييرات التي يمكن أن تحدث في الواقع التربوي بهدف تحسين التربية مستقبلا.
بحوث تربوية وفق مدخل البحث: وتشمل بحوث ذات مدخل واحد وتهتم بدراسة مشكلة تربوية من أحد الأبعاد وبحوث ذات مداخل متعددة وتهتم بدراسة مشكلة تربوية من أبعاد مختلفة.
بحوث تربوية وفق القائمين بها: بحوث فردية و التي يقوم بها فرد واحد وبحوث جماعية هي التي يقوم بها أكثر من فرد.
ميادين البحث التربوي
تتعدد ميادين البحث التربوي لأنها ترتبط بعلاقة وثيقة بعدد من العلوم ومن أهم هذه الميادين ما يأتي:
- صياغة الأهداف التربوية وتحليلها إلى أهداف سلوكية وتصنيفها.
- إعداد المقررات الدراسية.
- طرائق وأساليب التدريس.
- الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم.
- الإدارة التربوية.
- الامتحانات المدرسية وأنظمتها.
- التقويم التربوي.
- البيئة المدرسية.
- إعداد المعلم.
- محو الأمية.
- التوجيه والإرشاد التربوي.
- استراتيجيات ونظم التعليم.
- اقتصاديات التعليم.
- التربية المقارنة.
- الصحة النفسية للتلميذ والمعلم.
- أساليب التعلم.
- خصائص نمو التلاميذ والفروق الفردية بينهم.
خطوات إجراء البحث التربوي
أولا : اختيار مشكلة البحث
يبدأ الباحث بالبحث عن مشكلة لبحثها، ومفهوم المشكلة في العلوم الإنسانية: هي موقف غامض لا نجد له تفسيرا محددا.
أ- مصادر الحصول على مشكلة البحث:
يمكن أن يحصل الباحث على مشكلة من خلال عدة مصادر من أهمها: الرسائل العلمية، الخبرة العلمية والعملية، الملاحظة الهادفة، الندوات العلمية، برامج الدراسات العليا، استشارة أهل التخصص مثل أساتذة الجامعة.
ب- الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند اختيار المشكلة:
- حداثة المشكلة.
- أهمية المشكلة وقيمتها العلمية.
- اهتمام الباحث بالمشكلة.
- كفاية خبرات الباحث وقدراته على البحث في المشكلة.
- توفر البيانات ومصادرها.
- الإشراف والوقت والتكلفة.
- قابلية المشكلة للبحث الميداني.
بعد اختيار المشكلة يقوم الباحث بجمع المعلومات عنها ثم يبدأ في صياغة المشكلة.
ج- صياغة المشكلة:
هناك طريقتان لصياغة المشكلة: يمكن أن تصاغ المشكلة بعبارة تقريرية. مثال ” علاقة القلق بالتحصيل الدراسي عند طلاب المرحلة الثانوية”، ويمكن أن تصاغ المشكلة بسؤال مثال ” ما أثر القلق على التحصيل الدراسي عند طلاب المرحلة الثانوية “. وصياغة المشكلة في سؤال تبرز بوضوح العلاقة بين المتغيرين الأساسيين في الدراسة وتساعد في تحديد الهدف الرئيسي للبحث، ويمكن أن يستدل بإحصاءات تؤكد ضخامة المشكلة ثم ينتقل من الإجمال إلى التفصيل و يسرد الأسئلة الرئيسة و الفرعية.
د- معايير صياغة المشكلة:
يجب أن يراعي الباحث في صياغة المشكلة وضوح الصياغة ودقتها سواء تمت صياغتها بعبارة تقريرية أو بسؤال و أن تتضح في الصياغة متغيرات الدراسة و أن تكون ذات دلالة وأصالة، فضلا عن إمكانية دراستها وتوفر البيانات والمراجع والمتطلبات المادية ومناسبتها للوقت المتاح، وحسن تصرف الباحث للتغلب على الصعوبات التي تواجهه.
ثانيا: الاستطلاع
يشمل الزيارات الميدانية والقراءات الاستطلاعية واستطلاع آراء الخبراء والمهتمين وإجراء بعض المقابلات.
فوائد عملية الاستطلاع:
يؤدي الاستطلاع إلى:
- توسيع معرفة الباحث ورؤيته لموضوع بحثه.
- معرفة مدى أهمية البحث لدى أفراد مجتمع الدراسة.
- اكتساب أفكار من الناس.
- تعرف الصعوبات التي يمكن أن تواجهه.
- تحديد مكان وزمان البحث وعناصر الموضوع التي يمكن تغطيتها بالبحث.
- تحديد الطريقة المناسبة لسحب العينة.
ثالثا: صياغة فروض البحث
صياغة الفروض أحد أهم العناصر التي يقوم عليها البحث العلمي لأن باقي عمليات البحث تعتمد عليها.
الفرضية هي تفسير أو حل مُحتمل للمشكلة التي يدرسها الباحث، ولكن صحته تحتاج إلى تحقق وإثبات.
أهمية الفروض أو الفرضيات: تساعد الفروض الباحث في بلورة أفكاره وتحديد أبعاد الموضوع، والتعمق في الموضوع ووضع أساسات للبحث ومتابعة السير في البحث بتسلسل ضمن إطار محدد، واستخلاص النتائج من تحليل البيانات.
الاعتبارات التي يجب أن يراعيها الباحث عند صياغة فروض البحث التربوي :
- يمكن بناء البحث التربوي على فرض أوعدة فروض.
- يمكن صياغة الفروض بإحدى طريقتين، الإثبات أو النفي.
- تشتمل الفروض على متغيرين: يسمى أحدهما المتغير الثابت ويسمى الآخر المتغير التابع.
- يشترط أن تكون الفروض سليمة المبنى واضحة المعنى.
- تبين صياغة الفروض مستوى الدلالة.
- تتم برهنة صحة الفروض أو عدم صحتها في نهاية البحث التربوي .
- تصبح الفروض حقيقة بعد إثبات صحتها.
والفرض الجيد يتميز بمجموعة من الخصائص هي:
- أن يكون الفرض متسقاً مع الحقائق المعروفة سواء كانت بحوثاً أو نظريات علمية: وفي ضوء ذلك يُعتبر الفرض التالي غير جيد: “معلمو الفيزياء غير القادرين على الحديث باللغة العربية الفصحى لا يتمكنون من تدريس الفيزياء”.
- أن يُصاغ الفرض بطريقة تُمكّن من اختباره وإثبات صحته أو دحضه، وفي ضوء ذلك يُعتبر الفرض التالي غير جيد: “مُدرسو اللغة العربية بالمدارس الابتدائية لا يتوفر لديهم قدر كاف من التمكن يمكنهم من التدريس الجيد لها”.
فهذه الصياغة تتضمن تحيز مبدئي من الباحث ضد هؤلاء المعلمين، ولذلك إذا أراد أن يختبر مستوى تمكنهم يضع اختباراً غاية في الصعوبة وتأتي النتائج لتُثبت صحة فرضه، كما أنه لم يحدد المستوى الذي يراه دالاً على تمكُّن المعلم.
- أن يُصاغ الفرض في ألفاظ سهلة محددة بدقة، وفي ضوء ذلك يُعتبر الفرض التالي غير جيد: “يتوقف توافق التلميذ داخل الفصل على الموقف الكلي فيه”.
- ينبغي أن يحدد الفرض علاقة بين متغيرات معينة: ومن أمثلة الفروض التي توضح مثل هذه العلاقة: ” استخدام شرائط الكاسيت في تعلم اللغة العربية لتلاميذ المرحلة الابتدائية العليا يؤدي إلى زيادة التحصيل فيها “.
أنواع الفروض:
- فروض مباشرة: وهي عبارة عن جمل تقريرية أو إجرائية تنبأ بنتائج البحث، وتسمى بالفروض العلمية أو فروض البحث، وتنقسم إلى:
- فروض موجهة: هي الفروض التي تحدد اتجاه الفرق أو طبيعة العلاقة المتوقعة مثل: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في تحصيل مادة علم النفس لصالح الإناث ويستخدم الباحث اختبار دلالة الطرف الواحد في الكشف عن الدلالة الإحصائية للفروق الناتجة.
- فروض غير موجهة ( الفروض المحايدة ): هي الفروض التي لا يذكر فيها اتجاه الفرق أو نوع العلاقة مثل : توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في تحصيل مادة علم النفس.
- فروض صفرية: يشير إلى عدم وجود علاقة بين المتغيرات مثل : لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في تحصيل مادة علم النفس، ويستخدم الباحث اختبار دلالة الطرفين في الكشف عن الدلالة الإحصائية.
رابعا : بناء أو تصميم خطة البحث
خطة البحث: هي عبارة عن وصف تفصيلي لدراسة مقترحة تصمم لبحث مشكلة معينة وتتضمن عددًا من الفروض التى سوف تُختبر، وتتضمن وصفًا تفصيليًا لخطوات البحث التي سوف يتبعها الباحث فى جمع وتحليل البيانات اللازمة، كما قد تشتمل على الزمن المقترح لإنهاء كل خطوة من خطوات البحث.
عناصر خطة البحث
- العنوان: يجب أن يكون مختصرا ودقيقا وصحيح لغويا و يعطي فكرة شاملة عن الدراسة من حيث المشكلة والمستهدفين والزمان والمكان والمنطقة الجغرافية التي ستغطيها الدراسة.
- المقدمة: يوضح الباحث فيها فكرة الدراسة وموضوعها ومجال تخصصها وتفاصيل المشكلة.
- أهمية الدراسة: يوضح فيها أسباب ومبررات الدراسة وجدوى النتائج المتوقعة منها.
- أهداف الدراسة: يجب أن يوضح فيها الباحث النتاجات التي يريد الوصول إليها.
- فروض الدراسة: تمثل رؤية الباحث للعلاقات بين متغيرات الدراسة ويفترض أن يحدد الباحث مستوى الدلالة لكل فرضية.
- مصطلحات الدراسة: يعرفها اصطلاحيا ثم إجرائيا.
- حدود الدراسة: الحدود الزمانية والمكانية والفئة المستهدفة بالتحديد.
- منهجية الدراسة: تشمل منهج الدراسة و مجتمع الدراسة و عينة الدراسة.
- أدوات الدراسة وكيفية بنائها.
- الإطار النظري.
- الدراسات ذات الصلة.
- المراجع.
خامسا : كيفية جمع البيانات
هناك نوعان من المعلومات التي يقوم الباحث بجمعها هي:
- المعلومات المرتبطة بالجانب النظري من المصادر الوثائقية.
- المعلومات ميدانيا من المستهدفين ( باستخدام أدوات مناسبة لأغراض الدراسة ).
سادسا : أساليب تحليل المعلومات
يتم تحليل البيانات بعدة طرق منها:
- الطريقة الإنشائية: في هذه الطريقة يحلل الباحث البيانات ويربط بينها ويفسرها مستندا على ما جمعه من حقائق ومعلومات عن متغيرات الدراسة.
- الطريقة الإحصائية: فيها تتم معالجة البيانات باستخدام معاملات إحصائية محددة مناسبة للبحث، وتستخرج النتائج المتعلقة بكل فرض في ضوء هذه المعالجات الإحصائية. تشمل هذه العملية بناء جداول ورسومات بيانية. حاليا يستخدم البرنامج الحاسوبي SPSS لإجراء المعالجات الإحصائية.
سابعا : الاستنتاجات والتوصيات
الاستنتاجات: تكون في نهاية البحث، ويكون عدد الاستنتاجات متناسب مع عدد الفروض، وكل استنتاج مرتبط بفرض من الفروض.
التوصيات: تكون مستقبلية ولا ترتبط بالفرضيات مباشرة، ويمكن أن تتطرق إلى عناصر ذات علاقة بموضوع البحث ولكنها تحتاج إلى مزيد من البحث.
ثامنا: كتابة البحث في صورته النهائية والتدقيق اللغوي
أولا : خطوات كتابة البحث
يتم كتابة البحث العلمي في خمسة فصول وهي:
- الفصل الأول: مشكلة الدراسة وأهميتها ويشتمل هذا الفصل على ( المقدمة – مشكلة الدراسة – أهدافها – أهميتها مصطلحاتها – حدودها ).
- الفصل الثاني: الاطار النظري وهو مجموعة من المعلومات والبيانات التي يجمعها الباحث عن موضوع الدراسة، وذلك من خلال المصادر المختلفة التي تحدثت عن الموضوع.
- الفصل الثالث: الدراسات السابقة و هي إحدى أهم عناصر البحث، وتتمثل في جميع الدراسات المتعلقة بموضوع البحث، والتي تظهر باستعراضها أهمية الموضوع، ونقاط الانطلاق إلى المشكلة محل الدراسة، بالإضافة إلى التنويه بجديد هذا البحث، ومدى مساهمته في إثراء الموضوع محل الدراسة.
وتحت بند الدراسات السابقة يتم استعراض الرسائل الجامعية سواء كانت رسائل دكتوراه أو رسائل ماجستير.. أو بحوث علمية محكمة.
- الفصل الرابع: إجراءات الدراسة (المنهج المتبع – المجتمع الأصلي للدراسة – عينة الدراسة – أدوات الدراسة – الأساليب الإحصائية المستخدمة – خطوات الدراسة – صعوبات الدراسة ).
- الفصل الخامس : نتائج الدراسة وتفسيرها.
وبعد كتابة البحث في صورته النهائية يقوم الباحث بعمل تدقيق لغوي من خلال عرضها على خبير لغوي متخصص حتى تكون الرسالة خالية من الأخطاء اللغوية.
تاسعا: فحص السرقة الأدبية
ويكون ذلك بعد الانتهاء من كتابة الرسالة من أجل معرفة نسبة التماثل وتقليل هذه النسبة في حالة إذا كانت مرتفعة.
عاشرا : تنسيق الرسالة وفقا لدليل الجامعة
يجب أن ينسق الباحث رسالته وفقا لدليل كتابة الرسائل العلمية للجامعة.
حادي عشر : نهاية البحث (مناقشته ونشره )
النشر من المراحل التي يغفل عنها بعض الباحثين حتى يستفيد منها مجتمع البحث العلمي، ويتم النشر من خلال مجلة علمية محكمة مثلا بعد إجراء بعض التعديلات على الرسالة حسب نظام المجلة التي سيتم النشر فيها.