اخبار التعليم
معايير إعداد معلم العلوم في المملكة العربية السعودية
ظهور حركة المعايير العالمية
تُعول الأمم على المعلم لصناعة جيل الغد المشرق؛ ولابد أن يمتلك هذا المعلم مستويات عالية من التمكن التربوي والتخصصي في آن؛ لذلك فقد أسندت مهمة إعداد المعلم إلى المؤسسات التربوية، والتي يُطلب منها إعداد معلمين يمتلكون المهارات والقدرات التي توائم معطيات العصر لذلك فقد طالبوا الخبراء والمربين بضرورة إيجاد أساس قوي ومتين يُستند عليه في إعداد المعلم.
إن تقرير أمة في خطر الصادر في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1883م يعد أحد أبرز أسباب ظهور حركة المعايير التربوية في العام 1984م؛ حيث أشار تقرير أمة في خطر إلى المعلم كأساس للمشكلة ثم كحل لها.
ويمكن تعريف المعايير بأنها العبارات التي يمكن من خلالها تحديد المستوى المرغوب من إتقان المحتوى والمهارات والأداءات وفرص التعلم ومعايير إعداد المدرس، ويعود السبب في اكتساب المعايير هذه الأهمية البالغة في برامج إعداد المعلم إلى أنها:
- دقيقة وواضحة وتدعم فكرة المساءلة والتقويم.
- شاملة لكل عناصر إعداد المعلم وما ينبغي أن يعرفه الطالب المعلم من الناحيتين التربوية والتخصصية.
- يمكن تطويرها وتغييرها بشكل مستمر لمواكبة مجريات العصر.
معايير صناعة معلم العلوم عالمياً ومحلياً
تسهم الجمعية القومية لمعلمي العلوم (National Science Teachers Association (NSTA في الولايات المتحدة الأمريكية في تحسين إعداد معلمي العلوم على المستوى العالمي، ولقد طورت مؤخراً معايير إعداد معلم العلوم بما يتوافق مع متطلبات العصر (2020 NSTA Standards for Science Teacher Preparation) حيث تعد هذه المعايير الأحدث بعد معايير 2012م؛ وفي ذلك دلالة واضحة على ضرورة تحديث عميلة صناعة المعلم وفق متطلبات العصر.
وجاءت تلك المعايير مقسمة وفق الآتي:
معيار1: معرفة المحتوى
ويقصد به أن المعلمين الفعالين يفهمون ويوضحون المعرفة والممارسات المعاصرة في العلوم والهندسة، كما أن لديهم القدرة على الربط بين الأفكار والممارسات العلمية، ومن ذلك القدرة على استخدام وتطبيق المفاهيم والمبادئ والنظريات والقوانين، وشرح طبيعة العلم وتطور المعرفة العلمية، بالإضافة المعرفة بالمفاهيم المتقاطعة بين مجالات العلوم والتقنية.
المعيار 2: علم أصول التدريس
ويقصد به التركيز على الطالب وتطوير معرفته وممارساته بالإضافة إلى الاهتمام بعادات العقل، وتقديم الفرص المتساوية للطلاب في التعلم من خلال تطبيق استراتيجيات التمايز، والتخطيط لمنح الطالب الفرصة لتوظيف الممارسات الهندسية في تعلم العلوم من خلال القيام بعمليات التصميم والبناء والتجريب.
المعيار3: بيئات التعلم
معلمو العلوم الفعالون يخططون لإشراك جميع الطلاب في تعلم العلوم؛ عن طريق تحديد أهداف التعلم المناسبة التي تتسق والكيفية التي يتعلم بها الطلاب، وطبيعة النسيج الاجتماعي للفصول الدراسية والمجتمع، بحيث يخلق المعلم بيئة تعلم عادلة متعددة الثقافات تسهم في تحقيق الأهداف.
المعيار 4: السلامة
يطبق مدرسو العلوم الفعّالون بروتوكولات السلامة البيولوجية والكيميائية والفيزيائية في الفصول الدراسية وأماكن العمل، كما أنهم يقومون بمعاملة الكائنات الحية معاملة أخلاقية، بالإضافة إلى المحافظة على المعدات والمواد الكيميائية من خلال تنفيذ الأنشطة المناسبة لقدرات الطلاب، إضافة إلى القدرة على التعامل مع المواقف الخطيرة من خلال تنفيذ إجراءات الطوارئ، وتقديم تعليمات كافية للطلاب حرصاً على سلامتهم.
المعيار 5: التأثير على تعلم الطلاب
يقدم مدرسو العلوم الفعالون أدلة على أن الطلاب تعلموا من خلال: إجراء التقييمات، جمع وتنظيم وتحليل النتائج والتأمل فيها، واستخدام هذه البيانات في التخطيط والتدريس في المستقبل.
المعيار 6: المعرفة والمهارات المهنية
يسعى المعلمون الفعالون في العلوم إلى تحسين معرفتهم بكل من المحتوى العلمي والتربية بشكل مستمر، من خلال ممارسة التفكير الناقد تجاه طرق تدريسهم للعلوم، المشاركة في فرص التطوير المهني لتعميق معرفتهم وممارساتهم.
وعلى غرار المعايير العالمية لإعداد معلمي العلوم فقد استحدثت هيئة تقويم التعليم في المملكة العربية السعودية معاييراً خاصة بمعلمي العلوم تجاوزت الثلاثين معياراً، يمكن إيجازها فيما يأتي:
أ/ معايير مرتبطة بماهية العلم
- أن يعرف المعلم طبيعة العلم وتاريخ تطوره.
- يلم المعلم بمفهوم المنهج العلمي ومبادئه وخصائصه وطرقه وتطبيقاته وأخلاقياته.
- يجري المعلم التجارب العملية مراعياً السلامة والأمان في المختبر.
- يلم المعلم بالمهارات الرياضية وتمثيل البيانات.
ب/ معايير مرتبطة بتدريس العلوم
- يعرف المعلم أهمية تكامل العلوم وتطبيقاتها في الحياة.
- يلم المعلم بخصائص التدريس الخاصة بالتربية العلمية.
- يلم بالمهارات الأساسية لتدريس العلوم والتوجهات الحديثة في التربية العلمية.
ج/ معايير مرتبطة بعلم الأحياء
- يوضح المعلم خصائص المخلوقات الحية وبنيتها التركيبية.
- يبين المعلم أسس ومبادئ التنوع الحيوي وتصنيف المخلوقات الحية.
- يوضح خصائص المخلوقات الحية وبنيتها التركيبية.
- يصف المعلم العمليات الحيوية في المخلوقات الحية.
د/ معايير مرتبطة بعلم الكيمياء
- يبين المعلم ماهية المادة ومكوناتها والجدول الدوري للعناصر.
- يلم المعلم بالحسابات والمعادلات الكيميائية.
- يلم المعلم بكيمياء المحاليل وحساباتها.
- يعرف المعلم أسس الكيمياء الحركية والحرارية والعضوية والكهربائية.
ه/ معايير مرتبطة بعلم الفيزياء
- يلم المعلم بأسس ومبادئ القوى والحركة.
- يشرح المفاهيم التي تحكم حركة الموائع.
- يعرف المعلم خواص المادة ومفاهيمها وتغيراتها.
- يلم بمبادئ الكهرباء والمغناطيسية والحرارة والضوء ومفاهيم كل منها.
بالإضافة إلى اثني عشر معياراً مهنياً مشتركاً بين جميع المعلمين باختلاف تخصصاتهم، مقسمة على أربع مجالات؛ كالآتي:
المجال الأول: المعرفة المهنية
- المعرفة بالطالب وكيفية تعلمه.
- الإلمام بالمهارات اللغوية والكمية.
- المعرفة بالتخصص وطرق تدريسه.
- المعرفة بطرق وأساليب التدريس العامة.
- معرفة كيفية إعداد برامج تعلم متكاملة.
المجال الثاني: تعزيز التعلم
- تهيئة فرص لتعلم الطلاب وتعزيزه.
- تقويم تعلم الطلاب وتزويدهم بتغذية راجعة بناءة.
المجال الثالث: دعم التعلم
- بناء بيئة صفية آمنة وداعمة للتعلم.
- تأسيس توقعات عالية وثقافة داعمة للتعلم.
المجال الرابع: المسؤولية المهنية
- العمل بفاعلية مع الآخرين وتطوير علاقات مثمرة مع أولياء الأمور والمجتمع.
- التطوير المستمر للمعارف والممارسات المهنية.
- الإلمام بالمتطلبات المهنية للمعلم السعودي.
الحاجة لتجديد برامج إعداد المعلمين في السعودية
مرت برامج إعداد المعلمين في السعودية بتحولات عديدة؛ بدءاً من إنشاء أول كلية متوسطة لإعداد المعلمين في العام 1949م مروراً بكليات المعلمين التي تمنح درجة البكالوريوس في عام 1976م، وصولاً إلى برامج الدبلوم التربوي وحتى إيقافها نهائياً في 2018م واستبدالها ببرامج الماجستير المهني.
ولقد جاء إقرار برنامج الماجستير المهني كردة فعل لنتائج الطلاب المعلمين في اختبارات القياس والتي أظهرت أن أكثر من 50% من المتقدمين يفشلون في اجتياز الاختبارات التربوية والتخصصية؛ وهذا يعطي صورة واضحة حول ضعف مخرجات كليات التربية وما تقدمه من برامج.
ولأجل ذلك قامت لجنة تطوير برامج إعداد المعلم في وزارة التعليم بتجديد برامج إعداد المعلم لتتوافق مع رؤية المملكة 2030 والتطور الذي يشهده العالم؛ خاصة مع زيادة الاهتمام بالتكنولوجيا وظهور مهارات القرن الحادي والعشرين، وقد وضعت اللجنة معايير وشروط دقيقة للالتحاق في برنامج الماجستير المهني رغبة في استقطاب الطلاب المتميزين والأكفاء، ومن ذلك:
- أن يكون الطالب حاصلًا على درجة البكالوريوس من جامعة سعودية أو من جامعة أخرى معترف بها.
- ألا يقل معدل الطالب عن تقدير جيد جداً.
- أن يقدم الطالب ما يثبت حصوله على درجة لا تقل عن ٦٠٪ في اختبار كفايات المعلمين والمعلمات الذي يقدمه مركز القياس والتقويم الوطني
- تقديم كشف طبي يثبت مقدرة الطالب على أداء عمله كمعلم.
- اجتياز المقابلة الشخصية التي تجريها الجهات المخولة.
وقد حددت اللجنة ما ينبغي أن يكون عليه خريج برنامج الماجستير المهني من الناحية المهنية والتدريسية والتخصصية، ومن ذلك ما يأتي:
أولاً: الكفايات المهنية العامة
وتشمل: الالتزام بأخلاقيات المهنة، الاتجاه الإيجابي نحو المهنة، معرفة النظام التعليمي، والمشاركة الفاعلة في فرق التعلم المهني.
ثانياً: الكفايات التدريسية
وتضم: التمكن من المعرفة التدريسية، بناء الخبرات تعليمية، التخطيط للموقف التعليمي، تنمية مهارات القرن الواحد والعشرين، مراعاة الخصائص النمائية للمتعلمين، صنع بيئة صفية داعمة ومحفزة للتعلم، التوظيف الفاعل لاستراتيجيات التقويم وأدواته، المقدرة على التعامل مع الاختبارات الوطنية والعالمية، وتوظيف التقنية في العملية التعليمية.
ثالثاً: الكفايات بحسب المسار
وذلك نظراً لاستحداث مسارات جديدة في برامج الماجستير المهني، فبالإضافة إلى مسار معلم المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية تم استحداث مسارات جديدة مثل: مسار إعداد معلمة الطفولة المبكرة، ومسار إعداد معلم الإرشاد المدرسي.
ولم تتوقف حركة تجديد صناعة المعلم في السعودية عند إعداده قبل الخدمة بل امتدت لتشمل المعلم أثناء الخدمة حيث تم استحداث اختبارات النمو المهني التي يلزم المعلم باجتيازها لكي يتحصل على رخصة مزاولة المهنة، واختبارات أخرى يخضع لها بشكل دوري للحصول على الرتب؛ وطالما أن الحياة ذات وتيرة دينامية فلا بد وأـن تشهد تلك البرامج تغيرات مستقبلية.