اخبار التعليم
استراتيجية المشروعات ومهارات القرن الواحد والعشرين
تحرص المدرسة المعاصرة على تقديم التعليم والتعلَم وفق نظريات تفسر التعلم وتصف ظروفه وكيفية حدوثه. وترى هذه النظريات أن احتكاك الفرد ببيئته، بما فيها من ظواهر وأنشطة وأفكار، وتفاعله معها بشكل مناسب، يؤدي إلى إدماجها في بنائه العقلي بشكل مثمر. ولعل هذه الأفكار تضعنا أمام تحد كبير ألا وهو كيف نحولها إلى سلوكيات لدى المعلمين والطلاب في الموقف التعليمي؟
لذا كان من الضروري تأسيس قاعدة تربوية تقضي بإيجاد استراتيجيات تدريس تشجع الطلاب على اكتشاف المعارف وبنائها وتحفزهم على التساؤل والبحث والعمل بشكل فردي أو ضمن مجموعات متعاونة بحيث يتواصل ويتعلم وينتج بفاعلية ونجاح تنمي المهارات لديه وتنقله إلى بيئات التعلم النشطة والمرنة والتي تقدم خبرات تعليمية متكاملة محفزة للتفكير والإبداع ومعززة بالتقنية واستراتيجيات التدريس الحديثة.
في هذا الصدد، تبنت وزارة التعليم في المملكة السعودية التعلم النشط وركزت في البناء المهني للمعلمين والمعلمات على إكساب المعلمين مهارات استخدام استراتيجيات التعلم النشط. وتؤكد البحوث التربوية على اختلاف أنماط التعلم بين المتعلمين مما يحتم التنوع في استراتيجيات التدريس.
وتعرف الاستراتيجية بأنها خطة منظمة ومتكاملة من الإجراءات المتسلسلة والمرنة مناسبة لطبيعة المتعلمين ومحتوى الدرس وتمثل الواقع الحقيقي لما يحدث داخل الصف من استغلال للإمكانات المتاحة لتحقيق مخرجات تعليمية مرغوبة خلال فترة زمنية محددة.
وللمعلم دور كبير في اختيار استراتيجية التدريس المناسبة للموقف التعليمي وفق معايير معينة، بحيث تكون ملائمة للمتعلمين وتدعم إيجابية المتعلم ومشاركته وتعمل على إثارة اهتمامه ودافعيته وتراعي الفروق الفردية ومناسبة للأهداف التعليمية وطبيعة المادة والإمكانات المادية والبشرية.
ومن خلال نظرة تخصصية في الدراسات الاجتماعية، فإن هناك عددا من الاستراتيجيات المناسبة لطبيعية الدراسات الاجتماعية، على سبيل المثال استراتيجية التعلم التعاوني، استراتيجية التعلم القائم على المشروع، استراتيجية الصف المقلوب، استراتيجية العصف الذهني، استراتيجية لعب الأدوار، استراتيجية حل المشكلات، وعموماً يستطيع كل معلم اختيار الاستراتيجية المناسبة للموقف التعليمي بناء على المعايير سابقة الذكر.
و استراتيجية المشروعات من استراتيجيات التعلم البنائي تقوم على النظرية البنائية، وتستهدف ربط المحيط المدرسي بالمحيط الاجتماعي أي ربط المتعلم بحياته سواء خارج المدرسة أو داخلها.
مفهوم استراتيجية المشروعات :
تعرفه لاشين (2009) بأنها نموذج للتعليم والتعلم يعتمد على أداء الطالب لمهام تعليمية كبرى في مواقف واقعية وحياتية في بيئته ويتطلب ممارسة الطالب مع أقرانه مهام التخطيط والتنفيذ والتقويم بهدف تحقيق النتائج المرجوة.
كما يعرفه المطلق (1437) بأنه نموذجٌ تعليمي يركّز على المتعلّم، يقوم فيه المتعلمُ منفردًا أو مع زملائه بمهمة معينةٍ يكتسب فيها المعرفةَ والمهاراتِ بنفسهِ تحت توجيهِ المعلمِ ومتابعتِه، ويقيّم فيها المتعلمُ أعمالَه وأعمالَ زملائهِ سواء أكان داخلَ الفصل الدراسي أم خارجه.
أهمية التعلم بالمشروعات:
يمكن لهذه الاستراتيجية أن تطور مهارات الاتصال ومهارات القيادة والعمل الجماعي لدى المتعلم ويمكنها كذلك تنمية مهارات التفكير وربط الطالب ببيئته، وتشجع على قيام المتعلم بدور نشط في العملية التعليمية. كما تساعد المتعلم على أن يعلم نفسه بنفسه وتكسب المتعلم الثقة بالنفس. وهذا يقودنا إلى أهمية هذه الاستراتيجية في تنمية مهارات القرن الواحد والعشرين ومنها مهارات التفكير الناقد والتفكير الإبداعي ومهارات التواصل والعمل كفريق.
شروط اختيار المشاريع:
لا بد من توافر عدد من الشروط التي تمكن من اختيار مشاريع تناسب الموقف التعليمي ومنها أن يكون للمشروع قيمة تربوية وأن يكون المشروع اقتصادياً وملائما لخصائص الطلبة وغير معقد ولا يستغرق وقتاً طويلا للتنفيذ ولا يتعارض مع الجدول الدراسي.
خطوات عمل المشروع:
هناك أربع خطوات تمكن المعلم والطالب من الوصول إلى نتائج مهمه عند تطبيق الاستراتيجية في الموقف التعليمي.
رغم أن استراتيجية المشروعات تمكن من تنمية مهارات التفكير العليا وزيادة الدافعية وتنمية مهارات العمل التعاوني وتعزيز الثقة بالنفس وبث روح الاكتشاف ومراعاة الفروق الفردية والتوفيق بين النظرية والتطبيق وربط المعلومات وتكاملها والكشف عن مواهب الطلبة ولكن لا يعني ذلك أنها استراتيجية متكاملة بل تتكامل مع استراتيجيات متنوعة.