اخبار التعليم
الموهوبون ذوو صعوبات التعلم
إن العديد من الأشخاص يواجهون صعوبة في استيعاب الطالب الذي لديه موهبة ولديه صعوبة في التعلم في آن واحد؛ ونتيجة لذلك فإن هذه الفئة من الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة نادرًا ما يتم اكتشافهم وتحديدهم، وبالتالي تكون الخدمات المقدمة لهم سيئة أو أنهم لا يتلقون الخدمات المناسبة.
عندما بدأ التربويون في وصف الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم، وهم في الوقت نفسه موهوبون، فإن العديد منهم يعتبرون هذا تناقضًا، فالنمط الذي ظل سائدًا منذ أيام تيرمان هو أن الطلاب الموهوبين يحرزون درجات مرتفعة في اختبارات الذكاء ويكون أداؤهم جيدًا في المدرسة، إذا كيف يمكن اعتبار الطالب موهوبًا إذا كانت لديه مشاكل تعليمية كبيرة لدرجة إنه يتم تصنيفه من ذوي صعوبات التعلم؟
في عام 1981 م عقدت ندوة في جامعة جون هويكينز، وقد شارك فيها مجموعة من الخبراء في مجال صعوبات التعلم وخبرات في مجال الموهبة لدراسة هذه المسألة. وفي ذلك الوقت كان الاهتمام بتلبية احتياجات الطلاب الموهوبين والطلاب الذي يعانون من صعوبات تعلم كل على حدة واضحًا على عدة مستويات، ولكن الطلاب الذين أظهروا صفات من كلا الحالتين لم يتلقوا الانتباه الكافي. واتفق المشاركون في الندوة على وجود مثل هؤلاء الطلاب، ولكن يتم تجاهلهم أثناء عملية تقييم الطلاب لمعرفة وجود الموهبة أو صعوبة التعلم كل على حدة.
1- من هم الموهوبون من ذوي صعوبات التعلم؟
يعرف الموهوبون من ذوي صعوبات التعلم، كما عند فتحي الزيات: بأنهم الأطفال الذي يمتلكون مواهب أو إمكانات عقلية غير عادية تمكنهم من تحقيق مستويات أداء أكاديمية عالية، و مع ذلك يعانون من صعوبات نوعية في التعلم تجعل مظاهر التحصيل أو الإنجاز الأكاديمي صعبة، وأداؤهم فيها منخفضًا، وتظهر الصعوبات في واحدة أو أكثر من المجالات الآتية: التهجئة والتعبير الشفوي، الفهم السمعي، التعبير الكتابي، العمليات الحسابية أو الرياضية، المهارات الأساسية للقراءة والاستدلال الحسابي أو الرياضي.
2- فئات الموهوبين ذوي صعوبات التعلم
وتقسم إلى ثلاث فئات فرعية:
أولًا- المتفوقون عقليًا مع بعض صعوبات التعلم الطفيفة
أفراد هذه الفئة يتميزون بالخصائص التالية:
– لديهم مهارات لغوية أو لفظية جيدة.
– لديهم صعوبات ملموسة في التهجي والكتابة اليدوية.
– غير منظمين في عملهم الدراسي أو المدرسي.
– يتزايد حجم الانحراف بين جوانب القوة أو الأداء المتوقع وجوانب الضعف أو الأداء الفعلي مع تزايد العمر.
– يميلون إلى الأداء بشكل جيد في مرحلة المدرسة الابتدائية وغالبًا ما يشتركون في برامج الموهوبين فيها.
ثانيًا- ثنائيو غير العادية المقنَعة
وهم يتميزون بالخصائص التالية:
– غير مصنفين أو مُحددين كمتفوقين عقليًا أو من ذوي صعوبات التعلم.
– يبدون غالبًا كطلاب متوسطين أو عاديي المستوى.
– عادة يتعرفون على جوانب التفوق وجوانب الضعف لديهم عندما يكبرون.
– يحتاجون إلى فرص تعليمية تمكنهم من إعمال نشاطهم العقلي أو تفكيرهم على نحو ابتكاري.
– من الصعب جدًا ملاحظة التباين بين القدرة والتحصيل بدون تقييم رسمي.
– تواجه هذه المجموعة تحديًا يثير الاهتمام، حيث أن صعوباتهم قد تخفض درجاتهم في اختبارات الذكاء بدرجة كبيرة قد تحرمهم من اعتبارهم ضمن فئة الموهوبين عند اعتماد محك نسبة الذكاء.
ثالثًا- ذوو صعوبات التعلم المتفوقون عقليًا
ومن أبرز خصائصهم:
– يُبدون الكثير من الاهتمامات المتنوعة ذات الطبيعة النوعية خارج نطاق الإطار الدراسي أو المدرسي.
– يُبدون قدرات ابتكارية وأنشطة عقلية متميزة.
– يُبدون الكثير من مظاهر الوعي بأنماط الصعوبات لديهم، والمشكلات المترتبة عنها.
– ينزعون إلى تعميم شعورهم بالفشل الأكاديمي في مختلف المجالات، مما يولد لديهم شعورا عاما بضعف الكفاءة الذاتية الأكاديمي.
– من الصعب أن يصلوا إلى تحقيق أقصى ما تسمح به استعداداتهم، إذا لم يتم الكشف عنهم بشكل صحيح وتزويدهم بالبرامج التي تناسبهم.
ويرى البعض أن الفئات الثلاث التي تم إيرادها تحتاج الكشف عنها لتحظى بالبرامج الخاصة المناسبة، فقد تتلقى فئتين منها خدمات خاصة كموهوبين أو كصعوبات تعلم، لكن الفئة المقنعة هي فئة منسية وغير مدركة على النحو المطلوب حتى في النظم التربوية العالمية الأكثر تقدمًا في هذا المجال، ويحتاج الطلبة في هذه الفئة إلى الرعاية اللازمة لتنمية مواهبهم من جهة والتعامل مع جوانب القصور لديهم من جهة أخرى، للوصول بإمكانياتهم إلى أقصى مدى يمكن وصوله.
3- خصائص الموهوبين ذوي صعوبات التعلم
يشترك الطلاب الموهوبون ذوو صعوبات التعلم في القدرة المرتفعة والمواهب البارزة، والأداء الأكاديمي المنخفض، وتنحصر خصائصهم الإيجابية فيما يلي:
– التفكير المجرد.
– المهارة في حل المشكلات.
– الاستدلال الرياضي.
– القدرة على إدراك العلاقات الدقيقة.
– التواصل الجيد.
– الابتكارية.
– الاستمتاع بمدى كبير من الاهتمامات.
– الرغبة القوية في حب الاستطلاع.
– الذاكرة البصرية.
– قدرات خاصة في الهندسة والعلوم و الفنون والموسيقى.
– مهارة عالية في التفكير التحليلي.
أما عن الخصائص السلبية للموهوبين ذوي صعوبات التعلم فيمكن حصرها فيما يلي:
– الإحباط بسهولة.
– انخفاض تقدير الذات.
– مشكلات في الحساب واللغة والذاكرة.
– تهجئة ضعيفة.
– المهارات التنظيمية الرديئة والخط الضعيف.
– الفشل في المدرسة وعدم الرغبة فيها.
– شكاوي جسمية مثل الصداع وآلام المعدة.
– ضعف الذات المرتفع.
– ضعف الثقة بالنفس.
– عدم الانسجام مع الأقران في المدرسة.
4- تقييم الطلاب ذوي صعوبات التعلم
من أجل التشخيص الجيد، لا بد من استخدام طرق متعددة لفرز الطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم، ولا بد أن يكون هناك بطارية تقييم شاملة، ونوصي باستخدام الطرق التالية:
أ- تقييمات البورتفليو:
يتكون البورتفليو من المعلومات التي تتعلق بالطالب من حيث الأنشطة التي يقوم بها داخل المدرسة، والأبحاث التي يكلف بها، وأعماله بصفة عامة في المراحل التعليمية المختلفة، وبالتالي فإن البورتفليو يزودنا باستبصار حول تفكير الطالب وقدراته غير العادية من وجهة نظر نمائية.
ب- الاختبارات النفسية:
يشمل هذا الجزء استخدام بطارية كاملة للتقييم مثل اختبارات الذكاء، اختبارات القدرات الابتكارية، بالإضافة إلى اختبارات للتحصيل والمهارات الإدراكية.
ج- معلومات من الوالدين:
يلاحظ العديد من الآباء ظهور الموهبة في مجال ما لدى أطفالهم، وفي المقابل يجدون تدنيا لدرجاتهم في التحصيل، الأمر الذي يجعلهم يركزون على معاجلة التحصيل دون الاهتمام بجانب الموهبة التي قد تبدو في حب الاستطلاع والتفكير المجرد، ويعد هذا خطأ كبيرًا لأن التركيز على التحصيل من خلال تعليم الطفل العادي لا يجدي مع هذه الفئة من التلاميذ ذوي صعوبات التعلم، كما يهتم المدرسون بالتقارير والسجلات الخاصة بالطلاب الموهوبين وجوانبهم الإيجابية والسلبية وعلاقاتهم بقرنائهم، كل هذه المعلومات مصادر غنية لاكتشاف الموهوبين ذوي صعوبات التعلم.