يلعب المعلم دوراً هاماً في تيسير العملية التعليمية من خلال تصميم وتنفيذ الخبرات التعليمية، ومن خلال تنظيم وتسهيل الأنشطة والمهام المقدمة للطلاب، مما دعا إلى زيادة الاهتمام والحرص على إعداد المعلم في المؤسسات التربوية.
إن اهتمام الدول بالمعلم يبرُز ابتداء من إجراءات القبول بكليات التربية واختبارات الميول والشخصية والقدرات والاستعداد، ومروراً بالمقررات التي تقدمها المؤسسات التربوية، التي تواكب المتغيرات والمستجدات التربوية المعاصرة، و كذلك من خلال تنظيم المؤتمرات والندوات لسد الفجوة بين النظرية والتطبيق، ومن مظاهر الاهتمام بالمعلم كذلك، برامج التنمية المهنية المستمرة، من برامج التدريب التربوي وبرامج الدراسات العليا التربوية – الماجستير الوظيفي-. وعلى الرغم من مظاهر الاهتمام السابقة إلا أن أدوار ومهام المعلم تتطور وتتعدد خصوصاً في المرحلة الابتدائية، لما يلعبه معلم هذه المرحلة الأساسية من دور كبير في تحصيل الطلاب.وفي بعض الأدبيات التربوية دعا التربويون إلى تحسين وتطوير العملية التعليمية في المرحلة الابتدائية من خلال المعلم المساند، الذي يكمل أدوار ومهام المعلم الأساسي، وسنستعرض دور المعلم المساند وأهميته في المرحلة الابتدائية في السطور التالية.

يُعرّف المعلم المساند بأنه: المعلم الذي يرافق المعلم الأساسي في الصف الدراسي ويساعده في تحسين أداء الطلاب، و يتم تكليفه بمهمات تعليمية لمساعدة المعلم الأساسي.

كما يُعرّف المعلم المساند بأنه: معلم يتم تعيينه ليقوم بمهمات التعليم بالتعاون مع زميل له لديه خبرة و يرافقه في العمل من أجل رفع المستوى التحصيلي للطلاب ذوي المستوى المتدني. (دياب،2008)

مسميات المعلم المساند في الفكر التربوي:

يعد دور المعلم المساند قديماً في الفكر التربوي، وقد وردت عدة مسميات للمعلم المساند منها ما ذكره (نجم ،2008م) :

• معين الشيخ: وهو الذي يعيد الدرس بعد إلقائه من الشيخ.
• المعيد: وهو الطالب الذي يُعيد درس الشيخ المعلم عندما يكون عدد الحضور كثيفاً بحيث لا يستمعون لصوت الشيخ بصورة جيدة، ويتميز المعيد بعلمه وجهارة الصوت.
• المستملي: وهو يطلق على أفضل طلاب الشيخ علماً ويسند له تدريس الطلاب الجدد.

وكما ظهر مصطلح المعلم المساند في الغرب خلال القرن السابع عشر في جامعة هارفاد، لمساعدة الطلاب المتأخرين أكاديمياً. (ديانا أحمد ،2016م).

مبررات الحاجة إلى المعلم المساند في المرحلة الابتدائية:

يستند التربويون المؤيدون للمعلم المساند على عدة مبررات تربوية وتعليمية وإدارية منها:

• تركيز الاستراتيجيات التعليمية على المتعلم، والحاجة لمتابعته.
• تحسين الكفاءة الداخلية للمرحلة الابتدائية.
• كثرة الأعباء الإدارية الملقاة على المعلم الأساسي.
• تطبيق التقويم التربوي بصورة جيدة.
• الاهتمام بالجوانب النفسية والاجتماعية للطالب.

المواد الدراسية التي تحتاج إلى معلم مساند:

تحتاج هذه المواد الدراسية إلى معلم مساند لما تمتاز به من عدة مهارات وقدرات، تتفاوت إمكانات الطلاب فيما بينهم، ولما للمواد من خصوصية في التدريس.

أهمية دور المعلم المساند في المرحلة الابتدائية:

تعتبر المرحلة الابتدائية الركيزة الأساسية للتعليم، وللمعلم المساند دور في هذه المرحلة المهمة وهي:

• مساعدة الطلاب على تحقيق النمو المتكامل.
• تحسين تحصيل الطلاب في المواد الدراسية.
• تخفيف العبء على معلم الصفوف الأولية.
• زيادة التركيز على الأنشطة التعليمية.
• مراعاة الجوانب التربوية داخل الصف.

أهم أدواره التربوية والتعليمية:

يمارس المعلم المساند عدة أدوار مهمة تحت إشراف المعلم الأساسي، من أبرزها ما يلي:

• المشاركة في التخطيط للدرس.
• تنظيم العملية التعليمية في الصف.
• المساعدة في إدارة الصف.
• استخدام استراتيجيات وأساليب تتناسب مع الطلاب.
• إعداد الوسائل التعليمية المناسبة للدرس.
• تجهيز التقنيات التعليمية المستخدمة في الدرس.
• إجراء الاختبارات التشخيصية والتقويمية.

من يقوم بمهام المعلم المساند؟

تتمايز النُّظم التعليمية فيما بينها، في السياسات التربوية والفلسفة المتبعة والسلم التعليمي وغيرها من التفاصيل، وكذلك الرؤية حول المدرس المساند تختلف من نظام تربوي لآخر، فمنهم من يسند هذه المهمة إلى المعلم/الطالب في كليات التربية أو كما يسمى معلما تحت التدريب، أو يمارس المعلم الجديد مهام المعلم المساند لمدة عامين، وبعض الأنظمة التربوية تسند هذه المهمة للمعلمين المتقاعدين مبكراً بهدف الاستفادة من خبراتهم المكتسبة. فلكل نظام تربوي منهم مميزاته في إسناد مهمة المعلم المساند.

واجبات المعلم المساند:

هناك عدد من الأمور الواجب على المدرس المساند القيام بها، مع أهمية تقديم الدعم والمساعدة من قبل قائد المدرسة والمعلم الأساسي وجميع الطاقم الإداري بالمدرسة، وهي كما ذكرتها (رندة مهاتي،2010م):

• إعداد خطة واضحة الأهداف والأنشطة والتوقيت، بالتنسيق مع المعلم الأساسي.
• توظيف المواد العلاجية الخاصة بالطلاب المتعثرين.
• تدقيق أعمال الطلاب الكتابية.
• رصد الملاحظات اليومية في سجل خاص.
• التواصل مع أولياء الأمور.
• توفير الدعم الكامل للطلاب وتشجيعهم والاهتمام بالأنشطة الطلابية.
• التقيد بالأنظمة واللوائح والقوانين المعمول بها بالمدرسة.

مراحل تطبيق برنامج المعلم المساند:

ينبغي تطبيق برنامج المعلم المساند على عدة مراحل، مرحلة أولية على مستوى الوزارة، يتم فيها تحديد الرؤية والأهداف الاستراتيجية ومؤشرات الأداء، ومن ثم المرحلة التحضيرية على مستوى إدارات التعليم، تجهيز المدارس المطبق فيها المعلم المساند، وإعداد ورش العمل لقادة المدارس والمعلمين الأساسيين والمشرفين التربويين، ومرحلة التطبيق على مستوى المدارس المناسبة لتنفيذ برنامج المعلم المساند فيها، وتقديم الدعم لها والتقييم الدقيق للبرنامج.

وختاماً ينبغي أخذ موضوع المعلم المساند في المرحلة الابتدائية على محمل الجد، وتطبيقه على مراحل وتقييم التجربة وتقديم التغذية الراجعة والتعرف على الصعوبات والمعيقات والسعي لتجاوزها، خصوصاً وأن طبيعة عمل المعلم المساند تختلف من حيث المبدأ باختلاف المرحلة الدراسية التي يعمل بها.