إرشادات

اتجاهات البحث في تقنية التعليم

عرفت الجمعية الأمريكية للاتصالات التربوية والتكنولوجيا (1994 ,AECT) تكنولوجيا التعليم بأنها:“علم يبحث في النظرية والتطبيق الخاصة بتصميم العمليات والمصادر وتطويرها واستخدامها وإدارتها وتقويمها من أجل التعلم “، ونتيجة لتطورات كثيرة ومتسارعة في مجال التكنولوجيا والتقنية، تم إعادة النظر في تعريف المجال ليستوعب تلك التطورات، فصدر التعريف الحديث للمجال (2008 ,AECT) بأن تكنولوجيا التعليم : “هي الدراسة والممارسة الأخلاقية الخاصة بتسهيل التعليم وتحسين الأداء من خلال ابتكار العمليات والمصادر التكنولوجية المناسبة واستخدامها وإدارتها “.

لمحة تاريخية حول تقنية التعليم ومراحل تطورها وتصنيفاتها:

بدأ البحث التربوي في منتصف عام 1890، وقد تأثر بعلم النفس والفلسفة وعلم الاجتماع، وهيمنت المدرسة السلوكية حيث تم الاهتمام في أبحاث الوسائل التعليمية بالمقارنات، ثم ظهرت المدرسة الإدراكية التي تهتم بالتفاعل الذي يحدث بين المثيرات وبين العمليات الإدراكية الداخلية التي تدعم التعلم. وهـذا النموذج يعطي دوراً أكـبر للمتعلم (2005 , Somekh & Lewin ).

ومرت الأبحاث في تقنيات التعليم بمراحل حيث صنف (Winn 2002 , 331–351) طبيعة الأبحاث في المجال إلى أربع مراحل متتابعة هي:

1- مرحلة التصميم التعليمي (التركيز على المحتوى): بدأت الأبحاث في هذه المرحلة بداية الخمسينات وركزت على شكل المحتوى المعتمد على التكنولوجيا وطريقة تنظيمه، وظهرت في هذه المرحلة العديد من نماذج التصميم، كان من أهمها نموذج جانييه Gagne للتصميم التعليمي.

2- مرحلة تصميم الرسالة (التركيز على الشكل): لم يكن الاهتمام في هذه المرحلة على ماذا ندرس؟ أو كيف ننظم المحتوى؟ ولكن الاهتمام كان منصبا على شكل التعلم الأكثر مناسبة لتحسين التعلم (2007 155-129 , Mihalca& Miclea ).

3- مرحلة المحاكاة (التركيز على التفاعل): بدأت هذه المرحلة مع أوائل الثمانينات، وانتقل الباحثون خلالها من التركيز على تنظيم المحتوى وشكله إلى تفاعل المتعلم وكيفية زيادة الدافعية نحو التعلم (1993 , Fleming& Levie).

4- مرحلة عصر الأبحاث الجديدة (التركيز على بيئات التعلم): بدأ الاهتمام في هذه المرحلة بأبحاث استراتيجيات التعلم التشاركي وتطبيقاتها التعليمية (40-73 , 1996 , Blumenfeld et al)، وظهر أيضا التعلم الافتراضي وبيئات التعلم ثلاثية الأبعاد و برمجيات المحاكاة انظر الشكل:

الاتجاهات الحالية والمستقبلية لبحوث تقنية التعليم:

كشفت الأدبيات حول تحديد هذه الاتجاهات أنه قد حدث تحول كبير في البحوث في مجال تقنية التعليم، والتركيز كله الآن على التعلم الإلكتروني (الكمبيوتر والـشبكات)، والنظريات، والمداخل، والاستراتيجيات، والأساليب، والبيئات، والأدوات، المرتبطة بالتعلم الإلكتروني، واختفت بحوث الفيديو والتلفزيون التعليمي التقليدي (التناظري)، وغيره من الوسائط التعليمية التقليدية، التي سادت لفترة طويلة من الزمن (3 , Ely , 2002).

أهم العناصر في الاتجاهات الجديدة والمتجددة في تقنية التعليم:

  • انتهاء عصر بحوث المقارنة وبزوغ عصر زيادة الفاعلية والكفاءة.
  • انتهاء عصر بحوث المثير والاستجابة وبزوغ عصر بحوث العمليات العقلية المعرفية.
  • بداية التزاوج بين بحوث تقنية التعليم وتقنية المعلومات.
  • ظهور بحوث التشبيك.
  • التحول في فكر بحوث التفاعل بين المعالجة والاستعداد.
  • بزوغ تيار بحوث التفاعلية.
  • الانتقال من بحوث استراتيجيات التعليم الجمعي إلى بحوث استراتيجيات التعليم المفرد.
  • الاهتمام ببحوث تقدير الاحتياجات وبحوث تهيئة المناخ اللازم لإدخال المستحدثات.
  • الاهتمام ببحوث الكلفة في مقابل العائد.

أهم الاتجاهات الحالية والمستقبلية لبحوث تقنية التعليم:

التعلم المؤقلم: يسمى أيضا بالتعلم التكيفي، أو التعلم القائم على استجابة الأفراد المتعلمين.

التعلم التجريبي: التعلم من خلال الاستكشاف أو التجربة أو الإبداع ولعل أهم الأنشطة التي يمكن أن توظف في تلك الاستراتيجية هي اللعب التعليمي ” التلعيب”.

الويب 3.0 وأدواته: وفقا للخريطة الزمنية لأجيال الويب، فنحن نعيش حاليا فى عصر الجيل الثالث للويب والذي بدأ منذ عام 2010 و من المتوقع انتهاؤه في عام 2020. لذا فمن الضروري على الباحثين في هذا الأمر السعي لجلب تلك الأدوات مستقبلا والتعرف على فاعليتها التعليمية.

المنصات التعليمية الإلكترونية: تعتمد على استراتيجية التعلم المعكوس.

الشبكات التعليمية الاجتماعية: و تختلف كثيرا عن الشبكات الاجتماعية المتاحة حاليا، حيث أنشئت لأغراض التعليم فقط، ولعل أشهرها إدمودو.

الواقع الافتراضي وأدواته: وهو أحد أهم الاتجاهات المتجددة بشكل يومي سواء في أداوته أو تقنياته.

الثقافة البصرية الرقمية: نظرا لاعتماد التعامل مع التكنولوجيا في المقام الأول على حاسة البصر، كان من الضروري أن نسلط الضوء في تخصص تكنولوجيا التعليم على دراسة كيفية تعامل العين مع تلك التقنيات الرقمية.

الويب المحيطي: تعد تقنية ” الويب المحيطي Surround Web ” نمطا من أنماط التصفح المستحدثة منذ عام 2014 والتي لو استخدمت بطريقة صحيحة، لأتاحت للمتعلم فرصة التكيف الصحيح داخل بيئته التعليمية الإلكترونية.

الاستقدام الإلكتروني: أغلب استراتيجياتنا وتقنياتنا التعليمية مستوردة من الخارج وتم توظيفها لتلائم البيئة والتعليم العربي، فلابد أن نسعى إلى إنتاج تقنية واستراتيجيات نابعة من البيئة المحلية، ولا يتم هذا إلا بالإبداع والتعلم وكثرة الأبحاث والدراسات.

نظرية الابتكارات الكاسحة: نظرية جديدة، ومصطلح قد يتعجب منه الكثيرون، فنظرية الابتكارات الكاسحة (Disruptive innovations) لـ Clayton Christensen  تشرح كيف تأتي ابتكارات جديدة وتسقط ابتكارات قديمة، وسوف تبرز أهمية تلك النظرية في الأيام القادمة نظرا لثورة التقنيات الحديثة والعالم الافتراضي وتقدمهما بشكل مستمر.

إغلاق