اخبار التعليم
الويب المحيطي و تطبيقاته التعليمية
إن التحول في استخدام الكمبيوتر في جميع أنحاء العالم والحاجة إلى قوى عاملة تملك مهارات الكمبيوتر يجعل إدراج التكنولوجيا الحديثة في التعليم حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى. وحسب دراسة أجرتها مؤسسة Open Colleges المتخصصة في التعليم فاستخدام تكنولوجيا التعليم في الفصول الدراسية يؤدي إلى رفع دافعية المتعلمين بنسبة ٪77 وأيضا تعزيز قيمة المادة التعليمية بصورة واضحة،كما يسهم في تكييف الطلاب مع المعلومات والبيئة الصفية (الزهراني، منى وآخرون. 2017 م). ومن هذا المنطلق، يسعى خبراء التكنولوجيا في العالم إلى تكوين منظومة تعليمية كبرى تسهم في تطوير البنية الإلكترونية للنظام التعليمي والأخذ بمختلف اتجاهات وأنماط التقنيات المستحدثة في الفترات القليلة الماضية، وطرحها على الوسط التربوي بحيث يصبح توظيفها وفق فكر موضوعي ومقنن بهدف وصول للعملية التعليمية إلى الهدف المنشود.
الويب المحيطي Surround Web
ماهو الويب المحيطي :
ظهرت تقنية الويب المحيطي Surround Web -وهي نمط من أنماط التصفح- منذ عام 2014 والتي إذا استخدمت بطريقة صحيحة؛ ستتيح للمتعلم فرصة التكيف الجيد داخل بيئته التعليمية الإلكترونية، خاصة لما تتميز به من توزيع للمحتوى التعليمي على Hسطح وأجسام محتويات الغرفة التي يقطنها المتعلم، حيث توظف البيئة الحقيقية لتخليق البيئة الافتراضية، فتتوافر داخل هذه الغرفة كافة السبل للتصفح ثلاثي الأبعاد المحيطي Surround Web 3D مع إمكانية التفاعل مع كل أجزاء هذه البيئة الافتراضية.
طريقة عمل الويب المحيطي :
متصفح ثلاثي الأبعاد من مايكروسوفت: SurroundWeb هو مفهوم جديد في متصفح الويب الذي يستخدم التكنولوجيا لتحويل الجدران إلى شاشات ثلاثية الأبعاد. هذا المتصفح الجديد يشبه كثيرا المشروع الذي اعلنت عنه مايكرسوفت سابقا والذي كان موجها لعالم الألعاب بعرض محتويات شاشة اللعب على الحائط الخلفي وجعلها تبدو أكثر واقعية. والغرض الرئيسي منه هو توفير تجربة تحويل غرفنا إلى صورة ثلاثية الأبعاد قابلة للمس والتحكم.
من مكونات هذه البيئة الجديدة نجد وحدة مركزية لمعالجة المعلومات تسمى بـ SurroudWeb Renderer ومهامه وفق نظامين أساسيين هما: هيكل الحجرة Room Skeleton وصندوق كشف وتوظيف المعلومات Detection Sandbox، والدور الأساسي لوحدة قياس العمق ثلاثي الأبعاد المقترن بالكاميرا بنظام RGB وأهميته تكمن في مسح محتوى الأجسام في الغرفة ليكون هيكلا يشبه الهيكل العظمي لأجسام الأشياء المزمع توظيفها في تكوين البيئة الافتراضية المحيطة، مع إمكانية الرجوع إليها في وقت لاحق لاحتفاظه بمواصفات هذه الأجسام داخل الغرفة مع التحكم في درجات الظل والإضاءة داخل الغرفة، وإمكانية تعديل ألوان الحوائط والأجسام، بحيث تظهر للمتعلم وفق متطلبات البيئة الافتراضية الحالية.(فرجون، خالد 2014)
وفي مقال ل (جون فيلك وآخرون 2015) عن مخاوف الخصوصية في مستعرض ويب ثلاثي الأبعاد: ”ذكر أن التجارب التي تمزج بين الأشياء الرقمية والعالم الواقعي أصبحت حقيقة واقعة، لكنها تثير مخاوف خطيرة تتعلق بالخصوصية لأنها تتطلب إدخال مستشعر في الوقت الفعلي. و لذلك، تركز الأبحاث الأمنية السابقة على التحكم في وصول التطبيقات إلى إدخال المستشعر وحده ولا تتعامل مع واجهات العرض.”
الصوت المحيطي:
الصوت المحيطي هو خطوة أخرى متقدمة نحو الأمام إذ تم إضافة قنوات صوت أخرى بحيث يخرج الصوت من ثلاث جهات أو أكثر؛ أمامية وخلفية أو على الجوانب حيث تقسم إشارات الصوت إلى قنوات متعددة وتخرج عبر مكبرات مختلفة. ويدعم الصوت القادم من المكبرات اليمنى واليسرى بمكبر موجود في المنتصف يكون في أسفل الشاشة او أعلاها. ويكون الصوت المحيطي أكثر نقاءً (فرجون، خالد 2014).
التطبيقات التعليمية للويب المحيطي:
بالنسبة للباحثة، فالأثر التعليمي الذي قد يحدثه إدخال نظام الويب المحيطي في البيئة التعليمية من وجهة نظر مهنية كبير للغاية بالنظر إلى مميزات الويب المحيطي المتقدمة مما سيوفر كثيراً من التطبيقات الناجحة في العملية التعليمية يمكن إجمالها فيما يلي:
1- يتيح تحويل المكان إلى واقع افتراضي تفاعل المتعلمين بصورة كبيرة ومتعة أكثر كتلك المتعة التي يعيش فيها واقعا افتراضيا في الألعاب الإلكترونية.
2- يتيح فتح أكثر من نافذة للمتصفح على جدران الغرفة الدراسية بناء مجموعات متعلمة متنافسة ومبتكرة؛ سواء باستغلال المساحة أو طريقة توزيع المجموعات المتعلمة وجعل مجال للحرية والتحكم بصورة أكبر.
3- يوفر جهدا ووقتا للمعلم في جذب انتباه المتعلمين ؛ ويمكن من اختصار الزمن للانتقال من مرحلة إلى أخرى في المادة المعروضة باعتبار هذه النوافذ المتعددة كواجهات عرض.
4- استغلال الأسطح في الغرفة الدراسية كالطاولات لفتح نوافذ الاختبارات الفردية أو جدران الغرفة للاختبارت الجماعية والمسابقات.
5- إيصال المعلومات ولمس حقيقتها يكون بصورة أعمق كالتجارب العلمية في المختبرات عبر الخرائط والبيئة الجغرافية والتضاريس، عالم الفضاء والكواكب ، البحار وكائناتها…إلخ
6- تكوين المجتمعات المهنية للمعلمين وتفعيل حلقات النقاش والدورات التدريبية بصورة مرنه وتفاعلية مع الزملاء.
7- استغلال الويب المحيطي في الإذاعة المدرسية والأنشطة غير الصفية في الساحة المدرسية؛ أو في نشر اللوائح والأنظمة للمعلمين او للطلاب واستغلالها كمثابة لوحة إعلانات كبرى.
8- استغلال الويب المحيطي في عرض برنامج مرن يوفر مساحة حرة للمتعلمين وفق برنامج إلكتروني مبني على حقائب انتظار تربوية مقننة مسبقاً.
من جانب آخر فإن الويب المحيطي يدعم نظريات التعلم مثل نظرية الحمل المعرفي: وتفترض نظرية الحمل المعرفي التي وضعها سويلر أن في العقل ذاكرة قصيرة المدى ومحدودة السعة وتعالج عناصر محدودة من المعلومات، وهناك ذاكرة طويلة المدى غير محدودة تُخزن فيها المعلومات بعد معالجتها، وأن الذاكرة المؤقتة تشارك في فهم المعلومات وترميزها في الذاكرة الدائمة، وإذا زادت المعلومات التي تتلقاها الذاكرة المؤقتة في نفس الوقت فإن ذلك يؤدي إلى حمل ذهني زائد على المتعلم وبالتالي يفشل التعلم. وقد برزت التوجهات والمبادئ المعرفية في تقليل الحمل المعرفي أثناء تصميم التعليم، منها:
- وضع المعلومات المهمة في مركز الانتباه على الشاشة.
- تمييز المعلومات المهمة، وإبرازها؛ لتركيز الانتباه عليها.
و تؤدي تقنية الويب المحيطي من خلال نظرية الحمل المعرفي إلى استخدام المتعلم لأكثر من قناة في استقبال المعلومات (سمعية/ بصرية) مما ينتج عنه أثر إيجابي في التعلم -وهذا الدمج للقنوات قد يكون في وسائل أخرى غير الويب المحيطي – فإذا اصطحب هذا الشيء متعة وتحكم من الطالب نفسه كما الشأن بالنسبة للألعاب الإلكترونية ذات الواقع الافتراضي كانت الأثر إيجابيا أكثر.
تعليم جديد