افكار ومهارات
الاختبارات الدولية بين العالمية و الخصوصية، السعودية نموذجا
تحتاج الأنظمة التعليمية بمكوناتها وعملياتها ومخرجاتها إلى تقييم مستمر، بهدف تحسينها وتطويرها، لذا تعتبر الاختبارات الدولية من أبرز مظاهر تقييم الأنظمة التعليمية في العالم، وخاصة لما تتمتع به الجهات التي تشرف عليها من خبرة وسمعة حسنة، كمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ( OECD ) والمنظمة الدولية لتقويم التحصيل الدراسي (IEA) ، كما تُعد الاختبارات الدولية مؤشرا هاماً لمستوى تحصيل الطلاب في المواد الأساسية للتعليم التي تستهدف قياسها، وتعتبر ركائز أساسية للتعلم كالقراءة والرياضيات لغة العلم والعلوم، و في هذا المقال، سنستعرض أبرز هذه الاختبارات.
أبرز الاختبارات الدولية
-
اختبار TIMSS تايمس
هو اختبار يهدف إلى قياس المهارات العليا في مادتي العلوم والرياضيات، انطلق في عام 1995م، ويطبق كل أربع سنوات، ويستهدف طلاب الصفين الرابع والثامن (والصف الثامن يوازي في السعودية الصف الثاني المتوسط). و قد كانت أول مشاركة للمملكة العربية السعودية في اختبار تايمس عام 2007م.
-
اختبار PIRLS بيرلز
وهو اختبار يهدف إلى قياس مهارات القراءة لدى الطلاب في الصف الرابع، ويقام اختبار بيرلز كل خمس سنوات، باللغة الأم لكل بلد مشارك، بهدف الكشف عن مستوى مهارات الطلاب القرائية، وذلك لأهمية القراءة في أدائهم في أغلب المواد الدراسية، وكانت أول دورة للاختبار عام 2001م.
-
اختبار PISA بيزا
يهدف هذا الاختبار إلى قياس مهارات ومعارف المشاركين في المواد الأساسية للتعليم، القراءة والعلوم والرياضيات، ويشارك في الاختبار كل من بلغ سن الخامس عشرة سنة من الطلاب، بغض النظر عن الصف الذي يدرسون به، ويطبق الاختبار كل ثلاث سنوات، وبدأت أول دورة لاختبار بيزا عام 2000م.
بعد استعراض أهم الاختبارات الدولية، يتضح أن هدفها الأسمى هو مقارنة مستويات الطلاب في العالم، والكشف عن مكامن القصور لديهم ولدى الأنظمة التعليمية، وإمكانية استفادة الدول الضعيفة من نتائج الدول المتقدمة، وعلى الرغم من إدراك وزارة التعليم أهمية الاختبارات الدولية واهتمامها بالمشاركة في الاختبارات الدولية للتعرف والوقوف على مستوى النظام التعليمي، ومدى امتلاك الطلاب للمهارات في المواد الأساسية، وأخذ نتائج هذه الاختبارات بعين الاعتبار، من خلال تطوير مناهج العلوم والرياضيات، والمشاريع التربوية في الميدان لتطوير المعلمين، إلا أن النتائج لم تتحسن بشكل ملحوظ، مما يفرض على الباحثين تسليط الضوء على مواطن الضعف، والإشارة إلى الحلول.
ويمكن أن نجمل أبرز أسباب ضعف نتائج الطلاب في المملكة العربية السعودية، ومقترحات تحسين النتائج في الاختبارات الدولية في عدد من النواحي، الإدارية والمالية والفنية والتربوية والتعليمية في النقاط التالية:
أسباب ضعف النتائج في الاختبارات الدولية
- حداثة تجربة المملكة العربية السعودية في المشاركة في الاختبارات الدولية.
- محدودية ثقافة الاختبارات الدولية لدى صناع القرار التربوي.
- إسناد تدريس مواد العلوم والرياضيات في الصفوف الأولية لغير المختصين.
- ضعف تجهيزات معامل العلوم والرياضيات.
- قلة عدد الساعات المقررة لتدريس العلوم والرياضيات في الصفوف الأولية.
مقترحات تحسين النتائج في الاختبارات الدولية
- نشر ثقافة الاختبارات الدولية على مستوى وزارة التعليم ومؤسسات إعداد المعلمين.
- تدريس مقرر عن الاختبارات الدولية لطلاب الدراسات العليا التربويين.
- تنظيم اختبارات محلية على مستوى إدارات التعليم للمواد الأساسية.
- تأهيل وتطوير معلمي القراءة والعلوم والرياضيات.
- إسناد تدريس مواد القراءة والعلوم والرياضيات إلى المعلمين المختصين.
- استخدام وتطبيق استراتيجيات وأساليب تعليم حديثة ومتنوعة تتناسب مع البيئة التعليمية.
وختاماً ينبغي أن تأخذ وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية نتائج الاختبارات الدولية بعين الاعتبار عند تطوير وتحديث مناهج العلوم والرياضيات، وكذلك في برامج إعداد وتأهيل معلمي العلوم والرياضيات، بهدف تحقيق الأهداف المنشودة من التعليم، وإجراء بحوث ودراسات مقارنة بين النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية والأنظمة التعليمية المتقدمة في الاختبارات الدولية و سبل الاستفادة منها.