اخبار التعليم
متى تصبح الحضانة بيئة خصبة للمشكلات النفسية؟
يكتسب الأطفال سلوكيات جديدة داخل غرف وساحات الحضانات، ليعودوا إلى منازلهم محملين بعادات وتصرفات لم يعهدها آباؤهم منهم من قبل، بعد أن ظنت الأسرة أن أطفالها سيكتسبون أفضل القدرات والمهارات المعرفية والتعليمية فقط.
وقد يعاني الأطفال من بعض المشكلات النفسية داخل الحضانة، فما هي وكيف نتعامل معها؟
الغضب وتكسير الألعاب
عمل مجموعة من الباحثين بجامعتي ستانفورد وكاليفورنيا على قاعدة البيانات الوطنية، التي شملت أكثر من 14000 طفل، وذلك بهدف فحص تأثير الذهاب إلى الحضانة على المهارات الأكاديمية والشخصية والتحكم في النفس ومعدلات الغضب، وتبين أنه على الرغم من ارتفاع مهارات الأطفال المتعلقة بالقراءة والرياضيات، لكن للأمر نتائج سلبية على السلوكيات الاجتماعية.
وتظهر النتائج السلبية لدى الصغار الذين قضوا 3 ساعات يوميًا في الحضانة، بل وتتضاعف التأثيرات عند أولئك الذين يقضون 6 ساعات على الأقل يوميًا، حيث أكد الباحثون أنه كلما زادت فترة تواجد الأطفال، في الأربع أعوام الأولى من حياتهم، في الحضانة، تطورت المشكلات السلوكية لديهم بشكل أكبر، وفقًا لموقع “parenting science”.
وتشمل المشكلات السلوكية: التحدي، والذي يتمثل في نوبات الغضب ورفض التعاون مع الأخرين، والسلوكيات العدوانية مثل قسوة القلب وتدمير الألعاب والأشياء والدخول في معارك جسدية، بل ويصبح الصغار أقل قدرة على التفاعل الاجتماعي مع أمهاتهم ومعلميهم حال قضاء وقت أطول داخل الحضانة.
تغيير معدلات الكورتيزول للطفل
يفرز الجسم الكورتيزول، المعروف بأنه هرمون الضغط، خلال اليوم لدى الأصحاء، لكن في حالة المعاناة من الضغط العصبي، فإن معدلات الكورتيزول ترتفع في كثير من الوقت باليوم، وبالتالي يصبح الجسم معرضاً للأزمات والمشكلات الصحية، وهو الأمر الذي وجده الباحثون عند الصغار الملتحقين بالحضانة.
جمع القائمون على الدراسة عينات من الصغار الذين ذهبوا إلى الحضانة ونظائرهم الذين مكثوا في المنزل، وتبين ضبط معدلات الكورتيزول لدى المجموعة الأخيرة، حيث ارتفع عند الاستيقاظ وانخفض خلال اليوم، في حين تغيرت مستوياته لدى المجموعة الأولى، ليظل مرتفعًا طوال اليوم.
هل يجب عدم إرساله للحضانة؟
من الممكن أن يسبب قضاء الصغار فترة طويلة داخل الحضانة مشكلات، لكن هذا لا يعني أن هذه الساحات لن تمد الطفل بأي تجارب اجتماعية إيجابية، لكن الحقيقة أن الأطفال يستمتعون بفرصة اللعب مع الآخرين، لكن يجب اتباع بعض الإرشادات اللازمة في هذه الحالة، من بينها الالتفات إلى احتياجات الطفل، وتجنب قضاء وقت طويل بالحضانة، واختيار الفصول الصغيرة التي يشعر فيها الطفل بالدفء والرعاية وقلة الضغط العصبي، ووجود غرفة للعب، واختيار الحضانة التي تضم أطفال محبوبين واجتماعيين ولا يتصفون بالعصبية، والتواصل المستمر مع مقدمي الرعاية بالحضانة.
أسس واجبة عند اختيار الحضانة
قالت الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين، إن العمر المناسب لإلحاق الطفل بالحضانة عامين فيما فوق، ولا يجب أن يقل عمر الطفل عن سنة، موضحة أن الحضانة الملائمة لا بد أن يتوافر فيها ما يلي:
– الاهتمام بنظافة الطفل الشخصية.
– تحتوي على مساحات واسعة، ونوافذ يدخل منها الضوء.
– أن تكون مليئة بالألوان المريحة لنفسية الطفل.
– بها مساحة خضراء.
– أن تتحلى المعلمة بالهدوء وكذلك من يتعاملون مع الطفل بشكل مباشر.
– ألا يُترك الطفل يبكي لساعات طويلة.
– تلبي احتياجاته الجسمانية والنفسية.
علامات تنذر بوجوب تغيير الحضانة
توضح استشاري الطب النفسي أن هناك عدة علامات تبدو على سلوك الطفل، وتبين أن الطفل غير مرتاح في هذه الحضانة، وعليك تغييرها على الفور، مثل:
– البكاء طوال الوقت.
– لا يريد الذهاب إلى الحضانة ويرفضها.
– أصبح سلوكه عدوانيًا وعنيفًا.
طرق تهيئة الطفل للحضانة
ذكرت “حماد” أن عقل الطفل يتكون خلال أول 7 سنوات من عمره، وتؤثر المشكلات النفسية على وصلاته العقلية وتكوين مخه، ما يجعل لديه استعدادًا للاكتئاب والقلق دائمًا، وخجول وعصبي طوال الوقت.
ولتأهيل الطفل للحضانة فعلى الأم اتباع بعض التصرفات، مثل: الذهاب معه يوميًا بانتظام للحضانة، والحضور مع الطفل لمدة ساعتين ثم ساعة، وتقل مدة الحضور تدريجيًا، والانتظار خارج الحضانة في الأيام الأولى ولا تتركه بمفرده، وقول كلمات مطمئنة عند وداعه.
صحة نفسية