اخبار التعليمسلايد 1

الكويت: تربويون: ترحيل 70% من درجات الفصل الأول إلى الثاني فيه ظلم للطلبة وضياع لجهودهم.. وعلى «التربية» إعادة النظر فيه

توجه وزارة التربية لترحيل 70% من درجات الفصل الدراسي الأول إلى الثاني، معتبرين أن ذلك التوجه فيه ظلم كبير للطلاب، وعلى التربية إعادة النظر في الأمر خاصة بعد الجهد الكبير في الاختبارات القصيرة وإعداد التقارير من الطلاب بموازاة الجهد الكبير من المعلمين في إعداد الاختبارات القصيرة.

وأشار التربويون في تصريحات خاصة لـ«الأنباء» إلى أن وزارة التربية تطبق التعليم الإلكتروني (عن بُعد) ولا تثق به، فهناك 4 أشهر من الحضور والمتابعة وحل الواجبات وإنجاز المشاريع وتقييمات إلكترونية وبالأخير يتم «تقليصها» بنسبة 30% فقط، مطالبين وزارة التربية بأن تحترم الخريطة الزمنية للعام الدراسي وفقا لطبيعة الدراسة وألا تضرب بلوائحها عرض الحائط!

وشددوا على أن الحلول يجب أن تتناسب مع قلق الناس وتحافظ على كل أطراف المنظومة التعليمية.

وفي المقابل يرى بعض التربويين أنه لم يتبق سوى هذا الخيار، فتأخر التخطيط يقلل البدائل وخيارات العلاج، داعين إلى ضرورة الالتفات إلى جوانب مهمة فالتخطيط المناسب للمنهج مهم جدا، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال أمين سر جمعية المعلمين عايض السبيعي: في الحقيقة إن ترحيل 70% فيه ظلم للطلاب، خاصة بعد الجهد الكبير في الاختبارات القصيرة والتقارير والجهد الكبير الذي بذله المعلمون في إعداد الاختبارات القصيرة، مشيرا إلى أن الطلبة قدموا 3 اختبارات أو أكثر في بعض المواد، وذلك بطريقة جديدة عن طريق «الأونلاين»، ثم تأتي الوزارة لتضرب بكل هذه الجهود عرض الحائط وتقر فقط 30%.

وأكد السبيعي ضرورة أن يكون هناك تغيير في هذه النسبة الظالمة، متسائلا: هل من المعقول جعل أكبر النسبة في آخر السنة؟ لذلك يجب مراعاة الطلاب في هذا الأمر والأهم هو تحقيق العدالة للطلاب.

وذكر انه من الأفضل احتساب درجة 50% الفصل الأول و50% بالفصل الثاني، لافتا إلى أن هذا العام الاستثنائي يحتاج فيه النظر في عدة أمور من أهمها مصلحة الطلاب ونفسياتهم، موضحا أن 70% ستجعل هناك ضغطا نفسيا وبدنيا على الطلاب وأولياء أمورهم مع الضغط الحالي الآن من «الأونلاين» وأصبحت البيوت مشغولة على مدار اليوم.

اعتراف بالفشل

من جهته، أكد المدير المساعد بثانوية أحمد الربعي للبنين عبدالرحمن الجاسر ان توجه وزارة التربية بترحيل ٧٠% من الدرجات إلى الفصل الثاني اعتراف بفشلها في اعتماد آلية وتطبيقها لتضمن التحصيل العلمي الجيد للطلاب مع نتائج تعكس المستوى الحقيقي للطلاب، مشيرا الى ان التوجه يكون كل ما قدمه الطلاب من حضور وواجبات وتقارير وتقييمات يقابله ١٥% فقط في نتيجة آخر العام وهذا ظلم وتحميل الطلاب لفشل الوزارة وتقصيرها في التأخير باتخاذ القرارات والقصور في اعتماد الآلية الصحيحة.

وأضاف الجاسر: إما أن تقر الوزارة امتحانات لنهاية الفصل الدراسي الأول بحيث تكون نسبة الفصل 50% كاملة بيد الطالب، أو تعتمد القرار الذي قررته في بداية العام بحيث يعطى الطلاب درجات الفصل الدراسي الأول بحسب التوصيف وتقسيمة الدرجات المعتمدة لهذا الفصل، وتكون الامتحانات في نهاية الفصل الدراسي الثاني لما تم تدريسه في الفصل الثاني فقط، بهذه الطريقة من الممكن أن نقول إن العدالة تحققت بين الطلاب.

ظلم كبير

أما عضو هيئة التدريس بجامعة الكويت د.نورة المليفي فقالت إن ترحيل 70% من الدرجات للفصل الدراسي الثاني فيه ظلم كبير لأبنائنا الطلبة فكيف سيتمكن الطالب من دخول الاختبارات النهائية الورقية عن قرب وهو لم ينل تعليمه عن قرب في الفصل الأول، مشيرة الى أن جائحة كورونا أجبرت العالم على المكوث في المنزل ذلك لأن صحة الإنسان أغلى من كل الأموال وأغلى من كل الامتحانات بل إن الإنسان هو صانع الأوطان.

وأضافت أن جائحة كورونا لن يدفع ثمنها أبناؤنا الطلبة وإذا كانت الدراسة في منتصف الفصل عن بعد فإنه من البديهي أن تتم الدراسة في الفصل الثاني عن بعد كذلك، خصوصا طلبة الثانوية لأن طلاب الثانوي قريبون من مستوى طلبة الجامعة ويستطيعون التفاعل مع معلميهم «عن بُعد» وأن يقدموا واجباتهم عبر برنامج التيمز، متمنية ألا يصبح أبناؤنا حقلا للتجارب أو ضحية لقرارات تأتي ضد مصلحتهم وضد مستقبلهم فهم أمانة في أعناقنا أمام الله وأمام الوطن، خاصة أن جائحة كورونا أكبر مما نتوقع وعلينا أن ننظر لها بعين العقل وألا نسمح بالضرر يغتال مستقبل أبنائنا الطلاب والطالبات.

أزمة ثقة

من جانبها، قالت مستشارة الإشراف التربوي مناير الحمادي إن وزارة التربية تطبق التعليم الإلكتروني عن بُعد ولا تثق به، مشيرة إلى أن توجه الوزارة لاعتماد نتائج الاختبار النهائي بنسبة 70% من إجمالي درجة العام يدل على عدم ثقة الوزارة بالطالب والمعلم، فهناك 4 أشهر من الحضور والمتابعة وحل الواجبات وإنجاز المشاريع وتقييمات إلكترونية وبالأخير يتم تقليصها لنسبة 30%؜ فهو استخفاف بجهود الجميع من طالب ومعلم وولي أمر.

وتساءلت الحمادي: لماذا غيرت الوزارة خطتها الموضوعة من قبلهم؟ فدمج نسبة امتحان الفصل الأول مع الفصل الثاني مخالف للوائح والنظم والقرارات، لافتة إلى أن مستقبل طلبة الثانوي على وجه الخصوص مجهول في ظل هذا التعامل، لاسيما أنها تعتزم ترحيل امتحان الفصل الأول للفصل الثاني فما مصير الطلبة إزاء خطر التردد والتغيير المستمر في إصدار القرارات؟

الخريطة الزمنية

أما المعلمة هدى الديحاني فرفضت فكرة تأجيل اختبارات الفصل الدراسي الأول وأن على وزارة التربية أن تحترم الخريطة الزمنية للعام الدراسي وفقا لطبيعة الدراسة وألا تضرب بلوائحها عرض الحائط! موضحة أن الحلول يجب أن تتناسب مع قلق الناس وتحافظ على كل أطراف المنظومة التعليمية وتضمن تقييما عادلا للطلبة.

وذكرت أن سحب النظام التقويمي الذي تم اعتماده في شهر أكتوبر الماضي واستبداله بنظام جديد هو فوضى تربوية ما بعدها فوضى واستهانة بالقوانين وجدية اللوائح ما بعدها استهانة، واستخفاف بجهود الميدان التربوي والمعلمين والطلبة وأولياء الأمور.

وأضافت الديحاني أن وزارة التربية حددت الخطة الدراسية وآلية التقييم لكل مرحلة والمعتمدة من اللجنة العليا للتعليم عن بعد كما قالت منذ شهور! لماذا تتراجع الآن وتعبث بمصير الطلبة ومستقبلهم الدراسي؟ أليست هذه تقييمات رسمية تمت صياغتها وفق معايير ومؤشرات؟ ولّا أنا فاهمة غلط؟

مؤكدة أن التقييمات يجب أن تكون لها صلاحية ودقة معينة وإلا فقدت (قيمتها العلمية) وعبثنا بمعاييرها التي تستند إليها ثم أين الاستقرار الزمني في آليات التقييم؟ ألا يفترض مقارنة أداء الطلبة في الاختبارات بمناسبتين منفصلتين أو أكثر حتى؟ هذا ظلم واضح في حق الطالب.

المطر: لن نقبل بترحيل الدرجات

اعترض رئيس اللجنة التعليمية في مجلس الأمة النائب د.حمد المطر على توجه وزارة التربية بترحيل نسبة 70% من درجات الفصل الدراسي الأول إلى الثاني.

وقال المطر إنه بعد قرار وزارة التربية بإلغاء الاختبار الورقي للفصل الدراسي الأول، لا يمكن القبول بترحيل درجة الاختبار الكلية للفصل الدراسي الثاني لما يترتب عليه من ظلم لأبنائنا الطلبة، داعيا وزير التربية دراسة مقترحات من أهل الاختصاص لوضع حلول تراعي وتنصف أبناءنا الطلبة ومستقبلهم الدراسي.

مصادر: اختبارات نهاية العام في نصف المنهج حتى مع ترحيل الـ 70%

عبدالعزيز الفضلي

كشفت مصادر تربوية مطلعة لـ«الأنباء»، أن ترحيل 70% من درجات الفصل الدراسي الأول إلى الفصل الثاني سيكون لصالح الطلبة ولا يوجد فيه أي ظلم، مشيرة إلى أن الطلبة لن يمتحنوا في نهاية العام بالمنهج كاملا بل في المنهج المخصص للفصل الثاني فقط وبالتالي لن تكون هناك أي ضغوط على الطلبة.

وبينت المصادر أن وزارة التربية حريصة على مصلحة أبنائها الطلبة من خلال إعدادها اختبارات مبسطة ومختصرة ومن الدروس التي تلقوها، مشيرة إلى أن المرونة مطلوبة خاصة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم كله.

الصانع: تأخر التخطيط يقلل البدائل

قال مدير ثانوية الراعي النميري للبنين – صلاح الصانع يبدو أنه لم يتبق أمامنا سوى الخيار الذي تتجه إليه الوزارة، فتأخر التخطيط يقلل البدائل وخيارات العلاج، داعيا إلى ضرورة الالتفات إلى جوانب مهمة، فالتخطيط المناسب للمنهج مهم جدا والإصرار على تعليم المقررات العملية عن بعد يؤثر على التعليم، فهو يأخذ من نصيب المواد العلنية والتي يقدم بها الطالب امتحانات ورقية بنسبة 70%، علما انه لم يتم إلغاء أي موضوع من الكتاب المدرسي في مقابل حصص تعليمية قليلة وتقييمات طلابية كثيرة وصلت لـ 4 اختبارات وتقييم درجة الطالب كل 3 أسابيع، والأعطال التقنية اليومية المتكررة كل ذلك أرهق الطالب والأسر والمعلمين والإدارات المدرسية.

وأضاف الصانع ظننا واهمين أن هذا التعليم يقلل من تفشي استغلال الطلبة، إلا أنه ظهرت تجارة بإعداد التقارير وحل الواجبات وامتحانات وغيره، والحمد لله تمت المحافظة على سلامة المتعلمين، مشيرا الى انه ما زال التعليم ونظام التعليم ونظام التقييم مقلقا ومتعبا للجميع، فلم يراع المنهج ولا الدوام المدرسي وفي النهاية ليس هناك إتقان للتعليم، وكان بالإمكان أن نكون أفضل مما كان.

المصدر: الأنباء الكويتية

إغلاق