إرشاداتمفاهيم

استراتيجية k.w.l: علم نفسك كيف تتعلم

ما هي استراتيجية K.W.L ؟

طالبُ علمٍ في أيّ مرحلة كنت … في المدرسة أو الجامعة أو إن كنت باحثا ًأو معلماً يرغب في تعليم طلابه…
هل سألت نفسك كيف تتعلم ؟ أو كيف تدور العملية التعليمية داخل الذهن ؟
إنّ وعيك بتلك الآلية التي تتمّ فيها عملية التعلم سيساعدك على تحسين مخرجات التعلم، وزيادة فاعليته، وبالنتيجة تحقيق هدف التعلُّم بصورة أفضل.

لنقترب من الفكرة أكثر … تعال ندرس الحالة الآتية :

لنفترض أنّك تعمل في شركة لتصميم الإعلانات، وأوكل إليك مديرك في العمل مهمة تصميم إعلان عن منتج معين.

لنجب عن الأسئلة التالية :
1) هل يمكنك الشروع بأداء المهمة مباشرةً ؟ لماذا؟
2) ما الأسئلة التي تسألها لنفسك قبل الشروع في أداء المهمة الموكلة إليك ؟
3) ما أثر تلك الأسئلة على جودة قيامك بالمهمة ؟

قد يكون جوابك الأول أنك ستبدأ بتنفيذ المهمة بشكل مباشر.
في الواقع جوابك غير دقيق لأنّك بمجرد أن أنهى مديرك كلامه عن المهمة التي يطلبها أو ربما أثناء ذلك بدأت ذهنياً بالتفكير في سؤالين هامين:

  • ماذا أعرف عن هذا المنتج مسبقاً ؟
  • ماذا أريد أن أعرف؟

KWL 2

لا يمكن البدء بأداء أيّ مهمة بشكل مباشر دون أن تنبثق تلقائياً مجموعة من التساؤلات في ذهن المتلقي، تحثّه على أداء المهمة، ولكنك عندما تبقي هذه الأسئلة في حيز ضيق ( ضمن ذهنك ) دون أن تعالجها بشكل سليم لتصل إلى إجابات عنها ستبقى طي الكتمان في ذهنك، وقد تضيع منك، فتطول بك المهمة، ويبدأ الدوران في حلقة بحثاً عن إجابات لها… وبالنتيجة قد تنجز المهمة، ولكن بفترة أطول وجهد أكبر.

لذا سيكون من الأفضل أن تكتب هذه الأسئلة وتفكر في إجابات لها. وبعد أن تنهي عملك، وقبل تسليم فكرة التصميم، ألن تتريث قليلاً لتقول في نفسك :
لأدقق مجدداً في الفكرة، هل تحتاج إلى تعديل ما ؟ … ما الفائدة التي حصلت عليها من هذا العمل (فكرياً) ؟
وإن لم تتشكل لديك تلك الأسئلة ينبغي عليك تدريب نفسك عليها …
إن الآلية ذاتها التي ساعدتك على إنجاز المهمة الموكلة إليك بطريقة فعالة ستساعد الطالب أو المعلم على تحسين عملية التعلم.

KWL 7

فالمتعلم يكوّن المفهوم ضمن بناءه المعرفيّ عندما يتمكن من سؤال نفسه و يجيب عن الأسئلة الثلاث الآتية :
What I already Know أي : ماذا أعرف مسبقاً ؟ وتعد خطوة استطلاعية يستطيع الأفراد بها استدعاء ما لديهم من معلومات وخبرات مسبقة حول الموضوع أو ما يتصل به، ويمكن أن يستفاد منه في فهم الموضوع الجديد، لأنّه إن لم يفعل سيكون مثل من يبني بناء بلا أساسات.

What I want to Learn أي : ماذا أريد أن أتعلم ؟ وهي خطوة ترشد الأفراد إلى تحديد ما يريدون تعلُّمه وتحصيله من خلال هذا الموضوع أوما يريدون البحث عنه و اكتشافه .

What I Learned أي : ماذا تعلمت ؟ خطوة تتطلب تقويم ما تمَّ تعلُّمه من الموضوع ومدى استفادتهم منه، وهي تهدف إلى تصحيح المعتقدات الخاطئة و إكسابهم المفاهيم العلمية الصحيحة من خلال موازنة ما تعلَّموه بما كانوا يعتقدونه سابقاً، وهي بهذا تسهم في تنظيم التفكير و تلخيصه.

تعرف الأسئلة الثلاث بــ استراتيجية K.W.L

KWL 4تعتبر استراتيجية K.W.L واحدة من استراتيجيات التعليم التي تجعل من النشاط التعليمي نشاطاً ذا جودة فكرية عالية لأنّها واحدة من استراتيجيات ما وراء المعرفة (1) . و يعرّفها الباحثون إجرائياً بأنها خطة تعليمية تسير وفق خطوات منظمة تعتمد على استدعاء معارف التلميذ السابقة، وإطلاق رغبته في الاستزادة من المعلومات، ثمَّ الوعي بما تم تعلمه.

ترجع هذه الاستراتيجية في التعلم إلى جراهام ديتريك (Graham W. Detttick) ، حيث قدم مجموعة من الاستراتيجيات التدريسية القائمة على البنائية ، والتي ترجع أصولها إلى عالم النفس بياجيه 1964

بالنتيجة :

النشاط التعلُّمي جهد عقلي يبذله المتعلِّم للوصول إلى الهدف من خلال التفكير بحيث يتمُّ التفاعل بين المعلومات وعقل المتعلم، ولتحقيق ذلك وحتى نضمن أنّ المتعلِّم يدير مجموعة الأسئلة الثلاث (K.W.L )
ننظم جدولاً بهذه الأسئلة ونحاول أن نملأه أثناء العمل ببعض البيانات :
– في العمود K : بيانات – يمتلكها المتعلِّم سابقاً.
– في العمود W : بيانات يتمُّ الحصول عليها من خلال ( التفاعل مع النشاط – البحث – الاستعانة بخبير…الخ)
– في العمود L : في نهاية المهمة، يتم طرح أسئلة لاختبار مدى إنجاز المهمة .
و إلى جانب هذه الأسئلة الثلاثة، أضاف كلٌّ من (أبوجاد و نوفل،2007) عموداً آخر ( ‏H‏ ) إلى هذه الإستراتيجية، أي إضافة ‏حرف رابع (‏H ‎‏) والتي تعني كيف يمكن أن نتعلم؟ ‏ (‎(How we can Learn ؟ لتصبح الخطة KWHL ‏

KWL 5

إغلاق