اخبار التعليم
قائمة عالميّة تحاكي أفضل مستويات التعليم.. غياب عربيّ وسيطرة آسيويّة
يعتبر “برنامج التقييم الدولي للطلاب” (بي آي إس إيه)، مؤشرًا جيدًا ربما يفيد في التوصل إلى إجابة محددة وموضوعية، لسؤال غالبا ما يُطرح، في المجال التربويّ، “ما هي الدولة صاحبة أفضل نظام تعليمي على مستوى العالم”؟
هذا المؤشر يتكون من سلسلة من الاختبارات الدوليّة التي وضعتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ويخضع لتلك الاختبارات، منذ إطلاق البرنامج في عام 2000، طلاب في سن الخامسة عشرة، كل ثلاث سنوات.
هذا وكشفت المنظمة نتائج الاختبارات الأحدث من هذا النوع، التي أُجريت في 2018، والتي أشارت إلى أن الطلاب الصينيين، يظهرون أداء فائقا يتجاوز أداء جميع الطلاب من الدول الأخرى في القراءة، والرياضيات، والعلوم.
أرقام قياسية
شاركت 79 دولة وإقليم في هذه الاختبارات، مما يُعدّ رقمًا قياسيًا. وبلغ عدد عيّنة الطلاب المشاركين 600 ألف طالب العام الماضي.
فيما تتكون منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من 37 دولة، أغلبها دول متقدمة، مثل الولايات المتحدة، واليابان، ودول أعضاء في الاتحاد الأوروبي. لكن عدد الدول التي تريد التعرف على مدى ملائمة طلابها للمعايير الدولية في مجال التعليم يتزايد في الفترة الأخيرة.
هذا وأصبحت هذه الاختبارات، التي تصنّف الدول حسب متوسط درجات الطلاب في كلّ دولة، من أدوات القياس المؤثرة في معايير التعليم الدولي، إذ توفر منظورًا مختلفا مقارنة بالاختبارات المحلية.
ويدخل الطلاب تحديات حقيقية أثناء هذه الاختبارات، والتي قد تكون في شكل أسئلة تتناول اتخاذ القرارات المالية السليمة، وتحقيق الاستفادة المثلى من المعلومات.
وعلى سبيل المثال، كان هناك سؤال في اختبارات 2018 يقيس مهارات القراءة، مبني على أساس حوار متخيل على أحد منتديات الإنترنت، وفيه يتساءل صاحب مزرعة دواجن عما إذا كان تناول دجاجه للأسبرين آمنا أم لا.
سيطرة آسيويّة
كانت الصين هي صاحبة التصنيف الأعلى في ثلاث من الجولات الأربع الأخيرة في هذه الاختبارات الدولية، لكن كان هناك تحفظ بأنّ مشاركة الصين كانت مقتصرة على مناطق معينة في البلاد. فقد استخدمت السلطات الصينيّة نتائج الاختبار الخاصة بطلاب منطقة شنغهاي فقط في عامي 2009 و2012. كما استخدمت الصين نتائج الاختبارات التي دخلها الطلاب في أربعة ولايات فقط في عامي 2015 و2018.
من جهته، قال أندريا شلايشر، مدير التعليم في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية: “في هذه المناطق، أظهر الطلاب الأكثر معاناة من الحرمان الاجتماعي أداء أفضل في القراءة، مقارنة بالطلاب العاديين في المناطق التابعة للمنظمة”.
وكانت فنلندا هي الدولة صاحبة الأداء الأفضل في النسخ الثلاث الأولى من اختبارات برنامج التقييم الدولي للطلاب، في أعوام 2000، و2003، و2006، بينما احتلت سنغافورة الصدارة في اختبارات 2015.
كما تتصدر دول آسيوية المراكز الأولى في اختبارات هذا البرنامج، وفقا لحساب جميع الدرجات. ويشير التصنيف الحالي إلى أن دولا آسيوية تحتل المراكز الأربعة الأولى في نتائج تلك الاختبارات، بينما تعتبر استونيا الدولة غير الآسيوية الوحيدة التي تصعد إلى المراكز المتقدمة.
هذه النتائج التي توصلت إليها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ألقت الضوء على مخاوف حيال “الجاهزية للعالم الرقمي”.
ووفقا لشلايشر، أظهرت نتائج اختبارات برنامج التقييم الدولي للطلاب الأخيرة، أن عشرة في المئة فقط من الطلاب المشاركين في الاختبارات من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تمكنوا من التمييز بين الحقائق والآراء الشخصية، أثناء قراءة موضوعات غير مألوفة.
رغم ذلك، أشارت النتائج إلى أن الفجوة التعليميّة بين الدول المتقدمة والدول النامية، ليست كبيرة كما يعتقد البعض.
وأضاف مدير التعليم في المنظمة: “عندما أجرينا مقارنة بين الدول التي حصلت على نفس الدرجات في اختبارات برنامج التقييم الدولي للطلاب، اكتشفنا أن هناك فجوة واسعة في مستويات الدخل في تلك الدول.”
كما كشفت النتائج عن وجود فوارق كبيرة بين أداء النساء والرجال، إذ ثبت أن الفتيات يتفوقن في الأداء على الفتيان في القراءة، ويظهرن تقدمًا هامشيًا عليهم في العلوم (بمقدار نقطتين في المتوسط)، بينما أثبت الفتيان تفوقا على الفتيات في اختبارات الرياضيات ( بنحو خمس نقاط).
المصدر: BBC عربي + اللواء