اخبار التعليم
تربويون : العودة الكاملة للدراسة ضرورة ملحّة ونجاحها يتوقف على تحقيق مجموعة من الشروط
«التعليم عن بُعد» شابتها السلبيات.. ويجب مراجعة القرار جيداً قبل «وقوع الفاس بالراس»
الدراسة بنظام المجموعتين انعكست سلباً على الفاقد التعليمي الذي اتسعت هوته بين الطلبة
ضرورة توفير العمالة وسرعة تهيئة البيئة المدرسية وجميع عقود الصيانة في كل المدارس
العودة الكاملة يجب أن يسبقها توزيع المناهج بشكل تفصيلي والاختبارات والعمل خلال رمضان
عبدالعزيز الفضلي
أكد عدد من التربويين ان العودة الشاملة للمدارس أصبحت ضرورة ملحة للحفاظ على ما تبقى من المنظومة التعليمية، مشيرين الى ان الدراسة بنظام المجموعتين انعكست سلبا على الفاقد التعليمي.
وقالوا في تصريحات لـ «الأنباء» في الامس القريب كانت العودة الشاملة تمثل حلما وسبيلا لإنقاذ التعليم من وجهة نظر المطالبين بالإصلاح التربوي بعد تجربة التعلم عن بعد التي شابها الكثير من السلبيات، لافتين الى ان العودة الكاملة تمثل تحديا كبيرا لوزارة التربية وخاصة فيما شهدناه مؤخرا من ارتباك مع انطلاق الفصل الدراسي الثاني، حيث اتضح مشهد استعداد مدارس الوزارة لدى الجميع، فهناك معلمون ساقهم الحال للقيام بأعمال التنظيف والتعقيم لفصولهم ومكاتبهم مما اضطر البعض منهم للاستعانة بشركات التنظيف.
وأوضحوا ان العودة لن تنجح إلا اذا كانت قيادات وزارة التربية قد استثمرت فترات التوقف لاستكمال النواقص التي تعاني منها بعض المدارس من العمالة والأثاث والتأكد من إتمام الصيانة للمرافق المختلفة وتكون العودة متكاملة، داعين «التربية» لمراجعة القرار جيدا قبل ان «يقع الفاس بالراس»، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، أكد امين سر جمعية المعلمين د.سعد عقاب الجنفاوي حرص الجمعية على كل ما يحسن جودة التعليم واصلاحه، موضحا ان العودة الشاملة ستسهم في تحسين جودة التعليم لما لها من آثار ايجابية وتوقف ازدياد الفاقد التعليمي.
وقال الجنفاوي نشدد على العودة الشاملة للتعليم مدعوما بالتعليم المدمج كما اكدنا مرارا في مواقف الجمعية السابقة خصوصا في ظل استقرار الاوضاع الصحية، ولضمان استمرار التعليم وعدم انقطاعه، ولابد لتوافر مجموعة من الشروط ومنها مراعاة الشروط الصحية والتباعد طبقا لقرارات مجلس الوزراء حفاظا على صحة الاسر التربوية وابنائنا الطلبة مع إلغاء شرط pcr عن المعلمين غير المحصنين تحقيقا للعدالة مع بقية موظفي الدولة وسرعة الانتهاء من ملف توفير العمالة اضافة الى سرعة تهيئة البيئة المدرسية وجميع عقود الصيانة للمدارس مثل التكييف وغيرها، مشيرا الى ضرورة مراعاة الكثافة الطلابية في المدارس والعدالة في توزيع المعلمين وحل مشكلة الانصبة.
ضرورة ملحة
من جانبها، قالت مراقبة التعليم الابتدائي بمنطقة مبارك الكبير التعليمية انوار الموسى ان العودة الشاملة للمدارس أصبحت ضرورة ملحة للحفاظ على ما تبقى من المنظومة التعليمية لاسيما أن الدراسة بنظام المجموعتين انعكست سلبا على الفاقد التعليمي الذي اتسعت هوته وذلك بسبب قلة عدد الايام الفعلية للحضور، موضحة ان التعليم الحضوري هو الاساس في العملية التعليمية خاصة في المرحلة الابتدائية التي تحتاج إلى تعليم مباشر وتوجيه دقيق من قبل الهيئات التعليمية.
واضافت الموسى: لضمان نجاح العودة الشاملة دون معوقات نحتاج الى توفير عدد كاف من العمالة للتأكد من نظافة وتعقيم الفصول الدراسية وصيانة التكييف وتوفير النواقص من الاثاث الطلابي من طاولات وكراسي، ناهيك عن التأكد من سد العجز من الهيئة التعليمية وتغيير مواعيد التقويم الدراسي فيما يخص بدء العطلة الصيفية حتى نتمكن من تعويض الفاقد التعليمي واستمرار برنامج تيمز من خلال الحصص غير المتزامنة لتعويض الفاقد التعليمي.
تحدٍ كبير
بدوره، ذكر الموجه الفني للعلوم ضاوي العصيمي انه يرى أن العودة الكاملة ضرورية وممكنة مع تحسن المؤشرات الصحية والانفتاح الذي شهدناه مؤخرا وعودة الحياة الى طبيعتها، فبالامس القريب كانت العودة الشاملة تمثل حلما وسبيلا لإنقاذ التعليم من وجهة نظر المطالبين بالإصلاح التربوي بعد تجربة التعليم عن بعد التي شابها الكثير من السلبيات لا يسع المجال لذكرها.
ولفت العصيمي الى ان العودة الكاملة تمثل تحديا كبيرا لوزارة التربية، فما شهدناه مؤخرا من ارتباك مع انطلاق الفصل الدراسي الثاني حيث اتضح مشهد استعداد مدارس وزارة التربية لدى الجميع، فمعلمون ساقهم الحال للقيام بأعمال التنظيف والتعقيم لفصولهم ومكاتبهم مما اضطر البعض للاستعانة بشركات التنظيف والعمالة السائبة في ظل عدم وجود عمال تنظيف في المدارس، مضيفا، متفائلون بإمكانية العودة الآمنة والكاملة بفضل جهود مديري المدارس والهيئة التعليمية خاصة أنهم خاضوا تجارب ناجحة في اشد الظروف أثناء الجائحة وضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء والتضحية.
وبين ان العودة يجب ان تسبقها قرارات كتوزيع المنهج بشكل تفصيلي وكامل للمواد وأطر الاختبارات القصيرة ونهاية الفترة الدراسية الثانية والمؤجل وآلية العمل خلال شهر رمضان مثل زمن الحصص ومواعيد الدوام ونصاب المواد خلال الاسبوع، وهل ستكون هناك عودة لتدريس المواد غير الأساسية وكل ما ذكرناه لم يتضح بعد، مشيرا الى ان هناك العديد من المعوقات التي تعترض طريق العودة الشاملة مثل تعطل وسوء صيانة التكييف مع دخول فصل الصيف وارتفاع الكثافة الطلابية في الفصول بالإضافة الى عدم وجود عمال تنظيف بالعديد من المدارس.
وتابع: اعتقد أن التأخر في معالجة تلك المعوقات على وجه السرعة سيكون أثره بالغ السوء على العملية التعليمية برمتها، فيصبح قرار العودة الشاملة خطأ كبيرا يتحمله الوزير والقيادات التربوية، وهناك عدة دول خليجية سبقتنا في هذا الاتجاه وأقرت بالعودة الآمنة والكاملة لطلاب المدارس فهل ستكون عودتنا الشاملة ناجحة؟.
ملعب الوزارة
في السياق ذاته، اكد المدير المساعد بثانوية أحمد الربعي للبنين عبدالرحمن الجاسر تأييده للعودة الكاملة لانتفاء الموانع السابقة، مشيرا الى ان البلد عاد عودة شبه طبيعية ولم يبق إلا المدارس، كما أن العودة الكاملة تتيح للمتعلمين تحصيلا علميا أكبر ولتدارك ما يمكن استدراكه بعد العامين الماضيين ومحاولة تعويض الجانب العلمي المهدور والتعافي من الآثار النفسية التي خلفتها الجائحة على المتعلمين ولاحظها كل من يعمل في الميدان التربوي.
واضاف الجاسر ان العودة لن تنجح إلا اذا كانت قيادات وزارة التربية قد استثمرت فترات التوقف لاستكمال النواقص التي تعاني منها بعض المدارس من نقص في العمالة والأثاث والتأكد من إتمام الصيانة لمرافق المدارس المختلفة، مشيرا الى ان الميدان يتوق للعودة الكاملة والكرة في ملعب قيادات الوزارة.
اما المعلم ناصر محمد فأكد ان تكون العودة الشاملة يجب ان تكون متكاملة مع ازالة جميع المعوقات التي تعاني منها المدارس، لافتا الى اهمية العودة الى اهل الميدان وسماع رأيهم ومعاناتهم قبل اتخاذ «القرار الصعب» وأشار الى ان المدارس تعاني من نقص في العمالة والاثاث، ناهيك عن الكثافة الطلابية في المجموعتين، متمنيا من الوزارة مراجعة الاوضاع جيدا قبل الإقبال على العودة حتى «لا يقع الفاس بالراس».
المصدر : الانباء