اخبار التعليم

مدرسة «صفية».. آلاف أجيال العلم سنوياً يرسخون إنسانية الإمارات

لم تغب تضحية صفية المربية البنغالية التي جادت بروحها قبل 8 سنوات على شاطئ منطقة الضبعية في أبوظبي عن الأذهان، خلال محاولتها إنقاذ أربعة أطفال مواطنين من الغرق، لأن هذه الشجاعة النبيلة لم تذهب سدى، فالمدرسة التي تبرع بتشييدها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تخليداً لذكراها في المنطقة التي ولدت فيها، نجحت في تخريج آلاف الطلبة من الذكور والإناث من مرحلتي الأساس والثانوي على مدى نحو ست سنوات.

وبدا أن هذا القرار السامي الذي يعزز ريادة دولة الإمارات الإنسانية العالمية، كان رسالة أصيلة وغير مسبوقة ولا تقل أهمية وقيمة عن الشجاعة المتناهية لهذه المربية، عندما أكدت للعالم أجمع، أن الوفاء للمبادئ الإنسانية يجب أن يبلغ مداه حتى وإن استدعى الأمر التضحية بالنفس، مادامت هذه الخطوة قد تكتب حياة جديدة في العلم والمعرفة لمجموعة من الأطفال الأبرياء الذين لم تفارق هذه المربية الوفية ذاكرتهم التي تتّقد بمشاهد راسخة في أنصع صفحات تاريخ التضحية والوفاء وأكثرها شرفاً وأرفعها مكانة.

ربما لم يكن وجود مدرسة بهذه القيمة الكبيرة من البناء والتشييد والسعة والألق، متاحاً في السابق في قرية باتا بارا في منطقة سونا مونغولي، ببنغلاديش، فقد كان التعليم هو الحلم الجميل لهؤلاء الطلبة من الذكور والإناث، لكن مع الفارق في الإمكانات بين الممكن والمستطاع، ليمثل هذا الصرح التعليمي الشامخ قلعة من القيم والمبادئ والمكارم والأخلاق الفاضلة، إذ كانت رؤية سموّه أن العلم هو الأمل النجاة للبشرية. كما أن هذه المدرسة، أفضل ما يمكن أن تمثله تكريماً لما قدمته صفية حتى تتناقل الأجيال حكاية نادرة من الشجاعة والتضحية، ورسالة حب وعرفان وامتنان من دولة الإمارات إلى أسرتها وأولادها الأربعة، بأن صفية خالدة في العقول والقلوب، ونبراس لكل القيم الجميلة، ونور من العطاء والعلم والتعلم الذي يحصد ثماره الآلاف على مدى السنوات.

حلم العلم والتعليم للأطفال

تقدم «مدرسة صفية» خدماتها اليوم إلى 3200 طالب وطالبة في المنطقة، حيث وضعت حداً لمعاناة آلاف الأسر والأهالي والطلبة، خصوصاً الفتيات الصغيرات اللواتي لا يستطعن مواصلة تعليمهنّ في مجتمع قرية باتا بارا، إذ موّلت «دبي العطاء» التي تمثل جزءاً من مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الكلف التشغيلية للمدرسة لمدة خمس سنوات، ترجمة لتوجيهات سموّه، بعد الانتهاء من البناء، إذ كان لهذه القصة النبيلة والمأساوية في الوقت نفسه قدر كبير من الأمل الكبير الذي أحيا العلم في شريان الأطفال من الذكور والإناث. كما أن المدرسة تمثل رمزاً لهذا الفتاة التي تصدّرت الاهتمام، ومازالت، عندما تستدعي المجالس إلى الذاكرة لحظات الأمل والموت والحياة.

جهود «دبي العطاء» تترجم قيمة إنسانية

منذ إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، توجيهاته في أكتوبر 2014، واستجاباً لهذه القصة المأساوية، تبنّت «دبي العطاء» حملة بدعم من سفارة الإمارات في بنغلاديش وسفارة بنغلاديش لدى الدولة، فضلاً عن كثير من المنظمات غير الحكومية وممثلين عن الحكومة البنغلادشية، بهدف تكريم شجاعة صفية بمشروع تعليمي في باتا بارا، القرية التي ولدت فيها صفية وترعرعت، وماتزال تقيم فيها أسرتها.

خطوة أولى إعدادية للتعليم

انطلقت المدرسة المقترحة في بداية عملها بتوفير التعليم للأطفال في الصف السادس والسابع والثامن، وبعد ثلاث سنوات، تحولت لتصبح مدرسة ثانوية، حيث وفرت التعليم للأطفال في الصف التاسع والعاشر، وفي عامها السادس سيصبح تمويل المدرسة الثانوية ذاتياً عبر توفير مورد تعليمي مستدام لأطفال باتا بارا والمناطق المحيطة، ليصل المستفيدين من هذه المبادرة إلى 3200 طفل في السنة السادسة.

المصدر : بوابة الأخبار

إغلاق