تربية
أسعار النفط إلى 20 دولار !
إذا كان ممكناً الاسترشاد ببيانات الأيام القليلة الماضية، والقياس عليها لاستخلاص بعض النتائج، فإن أسعار النفط تنحو سريعاً في اتجاهين محددين. فقبل أيام، كسر سعر النفط حاجز الـ30 دولار، وبدا أنه سينخفض إلى 20 دولار. لكن بعد ذلك، عاد إلى 30 دولار، وبدا أنه سيرتفع إلى 40 دولار.
ولهذا، من الصعب في مثل هذه الأوقات المراهنة على صعود أسعار النفط أو هبوطها في السوق لأكثر من يومين. بينما يظل هناك القليل من المؤشرات لمتابعتها من خلال العرض والطلب في السوق، والاستدلال منها على اتجاهات تغير الأسعار.
وإلى جانب الطلب، ستؤدي حالة الطقس دوراً مهماً أيضاً، ففي شمال شرق أميركا مثلاً، حيث يتزايد استهلاك الوقود بشكل كبير لأغراض التدفئة، يعتقد بعض الخبراء أن بضع عواصف ثلجية مثل (جوناس) كفيلة وحدها برفع أسعار النفط إلى مستوى 40 دولار بسرعة كبيرة. إلا أن احتمالات حدوث عواصف ثلجية مماثلة ضعيفة إجمالاً ومن غير المرجح حدوثها، فضلاً عن انقضاء أكثر من نصف الموسم الشتوي هناك. وعلى هذا الأساس قد تعود الأسعار إلى الانخفاض مجدداً لتبلغ 20 دولار كحد أدنى، بدلاً من دفعه إلى 30 دولار أو تثبيته عند هذا الحد على الأقل.
وهناك عامل آخر مهم إلى جانب الطلب، وهو: حالة الاقتصاد العالمي، لاسيما في الصين- ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وكل ما يتطلبه الأمر، مراجعة أخرى لتقارير نمو الاقتصاد العالمي، كالتي تجريها مؤسسات دولية مثل: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ليستدل منها على هبوط أو صعود أسعار النفط بالنظر إلى تباطؤ النمو العالمي أو ازدهاره.
ثم تأتي بعد ذلك احتمالات رفع أسعار الفائدة الأمريكية. فإذا مضى المصرف الاحتياطي الفدرالي في طريقه إلى رفع أسعار الفائدة كما أعلن في وقت سابق، سيهوي سعر النفط غالباً إلى مستوى 20 دولار.
أما من ناحية “العرض”، فإن التنافس بين بعض الدول المصدرة للنفط على الحصص السوقية، يعد من أهم العوامل التي ينبغي مراقبتها؛ لأن ازدياد المنافسة على تلك الحصص، سيدفع بأسعار النفط إلى مستويات أقل.
وفي حين أن التنبؤ بما ستؤول إليه الأوضاع صعب جداً في ظل هذه المتغيرات السريعة، يبقى العامل الوحيد والأبرز أن التقلب سيستمر في أسواق النفط، وربما سيطال أسواق الأسهم أيضاً.