اخبار التعليم
استطلاع: مستخدمو وسائل التواصل الإجتماعي يخفون الحقيقة أحيانا
أصبح استخدام وسائل التواصل الإجتماعي بمختلف أشكالها روتينا يوميا لمئات الآلاف من البشر حول العالم الذين ينشرون صورهم ويشاركون أصدقائهم تفاصيل حياتهم اليومية المختلفة بدءا من الحالة المزاجية وحتى تفاصيل حياتهم العاطفية.
ولكن يظل السؤال الأكثر إلحاحا على متابعي صفحات التواصل الإجتماعي هو: هل كل ذلك حقيقيا؟ هل بالفعل يشعر كل هؤلاء الناس بالسعادة ويقضون أوقاتهم بشكل مثالي إلى هذا الحد؟
وللإجابة عن هذا السؤال أجرت شركة “كاسبرسكي لاب” المتخصصة في مجال مكافحة هجمات القرصنة وتعزيز الحماية الإلكترونية استطلاعا حول السلوكيات الشائعة على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أشار الاستطلاع إلى أن هناك واحد من بين كل عشرة أشخاص يلجؤون إلى تحريف الحقيقة على شبكات التواصل الاجتماعي لجذب المزيد من الإعجابات بمشاركاتهم.
ويظهر الاستطلاع كذلك بأنه في إطار سعي الرجال إلى تلقي أكبر قدر ممكن من الإعجابات “اللايك” فانهم يميلون أكثر من النساء إلى التفريط بخصوصيتهم.
ومن أجل لفت الانتباه نحوهم، يتظاهر شخص من بين كل عشرة أشخاص (12%) تقريباً بأنه موجود في مكان ما أو يفعل شيئاً ما قد لا يكون صحيحاً تماماً.
ويلاحظ بأن هذه النسبة ترتفع إلى 14% عند الرجال، مما يشير إلى أن الكثيرين يفضلون جذب الانتباه نحوهم أثناء تواجدهم على شبكات التواصل الاجتماعي أكثر من اهتمامهم بنشر مشاركات تعكس واقع حياتهم الحقيقي.
كما يميل الرجال أكثر من النساء إلى الكشف عن أشياء محرجة أو سرية عن زملائهم في العمل أو أصدقائهم أو أصحاب العمل بهدف الإثارة وجمع الإعجاب.
وأفاد 14% من الرجال المستطلعين بأنهم على استعداد للكشف عن أشياء سرية تخص زميلاً لهم مقارنة بنسبة 7% من النساء، وبأن 13% سيقدمون على نشر أشياء سرية عن صاحب العمل، و12% سيكشفون عن أشياء محرجة تخص أحد أصدقائهم مقارنة بنسبة 6% من النساء.
وأقر 29% من الرجال أيضا بأنهم يشعرون بالاستياء في حال لم يعجب شخص مهم بالنسبة لهم بالمشاركات التي ينشرونها على شبكات مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول الدكتور أستريد كارولوس، الأخصائي في علم النفس الإعلامي في جامعة فورتسبورغ معلقا على نتائج الاستفتاء:”تتماشى تلك النتائج فرضية مفادها أن الرجال هم أقل اهتماماً بالترابط والوئام الاجتماعي وأكثر استعدادا للمخاطرة.”
وتشير العديد من الدراسات إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي قد تتسبب بعدد من مشكلات الصحة النفسية غير المرغوب بها، كانعدام الثقة بالنفس والغيرة.
فهناك ظاهرة نفسية تؤثر سلبا على الحالة النفسية تعرف بـ“المقارنة الاجتماعية”، وتعني إجراء مقارنات بين أكثر لحظات حياتنا رتابة، وبين اللحظات التي يعيشها أصدقاؤنا من خلال صور الرحلات والأطفال وغيرها، هو ما يربط بين مواقع التواصل وأعراض الاكتئاب.
وقد استفسر العلماء في احدى الدراسات عن سلوكات المستخدمين، وإلى أي حد يجرون هذه المقارنات الاجتماعية، وطبيعة الأوقات التي شعروا فيها بأعراض الاكتئاب لديهم. وتبين أن مستخدمي فيسبوك يميلون بشكل أكبر إلى الإصابة بهذه الأعراض.