اخبار التعليم

كيف تحصل على محبة و ثقة طلابك ؟

ما أجمل أن نلتقي مرة أخرى و ما أجمل تلك الوجوه الجديدة التي نراها لأول مرة مع بداية كل عام دراسي جديد. براءة وطفولة، حيث توجد في الخفاء نظرات خوف وترقب، ترى ماهي المدرسة؟ وكيف سيمضي هذا اليوم العصيب؟ تساؤلات تدور في أذهان الطلبة الجدد يسببها الخوف من المجهول، ليتلاشى بعدها الخوف والقلق مع أول بسمة من معلمة أو معلم نذروا حياتهم للتربية أولا ثم التعليم و تحمّل عبء هؤلاء الصغار. فما سر تلك البسمة؟
إنها بمثابة لحظة أمان نهديها لطلابنا تشعرهم أن والديهم معهم في المدرسة ولم يفارقوهم بعد، وأن هذا المكان آمن بما فيه الكفاية ليتعلموا ويلعبوا وأنه أجمل يوم في حياتهم وسيعودون لهذا المكان كل يوم بلا خوف ولا تردد.

اليوم الأول وقد يبدأ الطلبة دوامهم مستبشرين فرحين، ودخلت إلى غرفة الصف مسرورة و مرحبة بالطالبات، متمنية لهن النجاح والتفوق.
وبعد أن أنهيت كلامي، تقدمت لي إحدى الطالبات بخجل وقدمت لي علبة بسيطة، وطلبت أن أقبلها، فقبلتها بسرور وغمرتني الفرحة عندما فتحتها فوجدت أول حرف من اسمي مطرزا بيديها الصغيرتين موضوعا على ورود عطرة وحوله عبارات المحبة والشكر والعرفان.
تساءلت في نفسي كم من الوقت استغرق إنجازها؟ ولماذا أنا بالضبط؟
لابد أنها قضت وقتا طويلا من إجازتها من أجلي، و الدافع فقط أني تركت في نفسها أثرا طيبا لم تستطع أن تنساه حتى في الإجازة. كل هذا نتاج حسن المعاملة واحترام شخصية الطالب وأفكاره واتجاهاته.

يعتقد البعض أن احترام الطلبة سيفقدهم الهيبة والقدرة على إدارة المواقف بحزم، الإجابة لا بالطبع، فالاحترام لا يعني فقدان الهيبة، بل يزيد من هيبة المعلم وثقة الطلاب به مما يوفر لهم ظروف تعلم أكثر أمانا. ولكي تحقق ذلك هناك العديد من الأمور التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار، عليك مثلا أن:

– تعزّز من ثقة الطالب بنفسه و تفسح له المجال ليعبّر عن أفكاره في جوّ يسوده الأمان.
– تترك همومك ومشاكلك خارج بوابة المدرسة.
– تعمل بقوله تعالى” والكاظمين الغيظ”، فمن الطبيعي أن تتعرض لمواقف تثير غضبك أثناء تواجدك بالمدرسة، فلا تسمح لنفسك أن تخرج ضغائنك على أحد من الطلبة.
– تضع نصب عينيك أنك مؤتمن وسيسألك الله تعالى عن هذه الأمانة فقم بعملك بإخلاص.
– تبحث عن كل جديد يتعلق بمجال عملك و تطوّر مهاراتك لتبني جسور الثقة بينك و بين طلابك.
– لا تقمع أي فكرة و لا تساهم في وأد الإبداع قبل أن يولد، بل اعمل على تحرير طاقات طلابك الكامنة وتحفيز تفكيرهم.

لا شكَّ أنَّ الكلمة الطيِّبة والعبارة الحسنة تفعل أثرها في النفوس وتؤلِّف القلوب، وتُذهب الضغائن والأحقاد من الصدور، وكذلك التعبيرات التي تَظهر على وجه المعلم، تنعكس إيجابيًّا أو سلبيًّا على مردود الطالب، وذلك لأن انبساط الوجه وطلاقته مما تأْنَس به النفس وتَرتاح إليه، وأما عُبوس الوجه و تَقطيب الحاجبين، فهو مما تَنفر منه النفس وتُنكره.
فما الذي ستجنيه كمعلم من حسن معاملة الطلبة؟

– ستصبح المدرسة مكان عمل آمن ومريح نفسيا لك ولطلابك.
– سيصبح استقبال المعلومة بالنسبة للطلبة أكثر يسرا وسهولة.
– ستصبح حصتك الدراسية أكثر تشويقا من ذي قبل.
– ستتحقق أهدافك التعليمية بدقة.
– ستتحقق لدى الطلبة سيرورة عملية التعلم.
– ستزداد دافعية الطلبة نحو التعلم الذاتي.

إغلاق