إرشادات
استراتيجية المناقشة الجمعية و استراتيجية حل المشكلات
يعتمد نجاح العملية التعليمية على الأساليب الإبداعية في التدريس وتنوع هذه الأخيرة يتطلب من المعلمين تنويع الاستراتيجيات المختلفة التي تجعل المتعلم أكثر تفاعلا وإنتاجا للمعرفة، فلم يعد يقتصر دور المتعلم على الحفظ والتكرار. و من هذا المنطلق، تعتبر استراتيجيات التدريس الحديثة أحد الأساليب الناجحة في جعل المتعلم محور العملية التعليمية
أهم استراتيجيات التدريس الحديثة
1 -استراتيجية المناقشة الجمعية
تعد استراتيجية المناقشة الجمعية من استراتيجيات التدريس المهمة التي تشدد عليها الاتجاهات الحديثة في التدريس، لما لها من دور في إشراك المتعلمين في التعلم وزيادة فعاليتهم في الأخذ والعطاء، فضلا عما لها من دور في إغناء محتوى التعلم عن طريق تنويع زوايا الرؤيا.
والمناقشة الجمعية تعني اشتراك اثنين او أكثر في مناقشة المشكلة أو الموضوع الواحد بإشراف المدرس، بمعنى أن المناقشة يقودها المدرس ويوجه مسارها نحو تحقيق أهدافها لضمان عدم ابتعادها عما يراد تحقيقه، وتعد هذه الاستراتيجية من الاستراتيجيات الفعالة في تنمية مهارات التفكير الناقد لأن دور المعلم فيها هو دور المرشد والموجه لعملية التفكير، كما تعالج حالات القفز إلى النتائج من دون اتباع التسلسل المنطقي وصولا الى البراهين والأدلة لدى بعض المتعلمين وبذلك تسهم في تصحيح مسار عملية التفكير الناقد، لأنها تربط المتعلم الذي يقفز إلى النتائج بالمجموعة؛ فالمجموعة تسأل من أين جاءت النتيجة؟ وكيف؟ فضلا عن أن هذه الاستراتيجية تعود المتعلم على أن يزن أفكاره قبل أن يعبر عنها، وتعوده على التعاون مع الآخرين والانفتاح على آرائهم في معالجة المشكلة، فيستطيع بالتعاون الفكري مع الآخرين الوصول إلى الحل المنشود.
هناك أكثر من أسلوب للمناقشة الجمعية منها:
- تقديم الحقائق للمتعلمين ومطالبتهم باختبارها مع إعطائهم الفرصة لتبادل الآراء ومناقشتها وصولًا إلى النتائج.
- عرض الحجج والبراهين ومطالبتهم بفحصها والحكم على مدى سلامة أو حجية الاستناد إليها في اتخاذ القرار، أو اختيار الحل.
- تدريب المتعلمين على استنباط حلول لمشكلة معينة وتوقع المسوغات الملائمة لهذه الحلول.
إن اعتماد هذه الاستراتيجية في التدريس يقضي صوغ الدروس التعليمية في صورة مشكلات تحفز المتعلمين على ممارسة تفكيرهم الخاص لغرض التوصل إلى حلول صحيحة لها. وهذا يتطلب أن تشدد المناهج التعليمية على صياغة المشكلات التي تستثير اهتمام المتعلمين وتتصل ببيئتهم التعليمية والاجتماعية.
2-استراتيجية حل المشكلات
مفهوم استراتيجية حل المشكلات
تقتضي استراتيجية حل المشكلات إتاحة الفرصة للمتعلمين لممارسة التفكير العلمي، و ذلك عن طريق تحدي قدراتهم بمشكلات معينة تتطلب إيجاد حلول لها، فيخططون لبحثها ومعالجتها ويجمعون البيانات المتعلقة وينظمونها بطريقة تتيح لهم استخلاص استنتاجاتهم حول ما وصلوا إليه. و تعتمد هذه الاستراتيجية على نشاط المتعلم وإيجابيته في البحث والتقصي واكتساب الخبرات وكشف الغموض ومعرفة الحلول.
تأسيساً على مفهوم حل المشكلات يمكن استخلاص ما يأتي:
- إن عملية حل المشكلات تعني ممارسة التفكير العلمي الذي يعتمد على الملاحظة والتجريب وجمع المعلومات وتحليلها وتقويمها.
- إن عملية حل المشكلات تشتمل على الاستقراء والقياس.
- إن حل المشكلات يمكن أن يكون طريقة تدريس وطريقة تفكير في الوقت نفسه.
- إن حل المشكلات يقوم على موقف مشكل وهدف محدد تؤسس عليهما الأنشطة والإجراءات التي يتخذها المعلم والمتعلم في البحث عن الحل.
- إن حل المشكلات يعني سد النقص الذي يشعر به المتعلم وتلبية حاجته إلى الحل.
- وفي ضوء ما تقدم يمكن القول أن حل المشكلات سلوك ذهني وعملي يقع بين إدراك الفرد التام لمعلومات سابقة، وبين الحاجة إلى إدراك تام للمعلومات التي تتصل بالموقف الجديد.
سمات المشكلة الجيدة في استراتيجية حل المشكلات
إذا ما أردنا تنمية مهارات تفكير حل المشكلات لدى المتعلمين علينا أن ندرك أنه ليست كل المشكلات صالحة، فالمشكلة تخضع لشروط عديدة لكي تكون صالحة لجميع المتعلمين، وهذا يعني أن هناك سمات أو معايير ينبغي أن يخضع لها اختيار المشكلة سواء من طرف واضعي المنهج أو من طرف المدرس.
ومن هذه السمات و المعايير ما يلي:
- أن تتحدى قدرات الطالب المعرفية، بمعنى أن لا يجد لها حلا في مخزونه المعرفي.
- أن تكون ذات معنى في ملامستها الواقع بمعنى أنها ممكنة الحدوث في الواقع.
- أن تحتاج مهارات وعمليات تفكير، ولا يكون حلها سريعاً من دون بذل مجهود فكري.
- أن تكون مهمة لجميع المتعلمين وتشكل قاسماً مشتركاً في ملامسة حاجاتهم الشخصية أو المعرفية او الاجتماعية، بمعنى أن تكون حقيقة لا خيالا.
- أن تقع عمليات حلها ضمن دائرة قدرات المتعلمين في البحث والاستقصاء والتفكير المعرفي، وأن لا تكون خارج قدراتهم بحيث يكون حلها مستحيلاً فتكون النتائج عكسية، إذ تؤدي هذه الحالة إلى الإحباط الذي يعيق التفكير فضلا عن تسببها في عدم ثقة المتعلم بنفسه.
- أن تكون مصوغة بلغة واضحة محددة.
- أن تكون بحاجة لبيانات أو معلومات إضافية، أو أن تتضمن معلومات فائضة تقتضي تشذيباً وتعديلاً.
- أن تثير دافعية المتعلمين وتحفزهم على التفكير والبحث والتقصي.
وعلى أساس وضوح معطياتها وأهدافها صنفها ديتمان الى:
- مشكلات بأهداف ومعطيات واضحة.
- مشكلات بأهداف غير واضحة ومعطيات واضحة.
- مشكلات بأهداف واضحة ومعطيات غير واضحة.
- مشكلات بأهداف ومعطيات غير واضحة.
- مشكلات استبصار.
أهميه استراتيجية حل المشكلات
تنبثق أهميه استراتيجية حل المشكلات من دورها فيما يلي:
- تنمية مهارات التفكير العلمي الإبداعي والناقد والتأملي لدى المتعلمين.
- تنمية مهارات البحث والاستقصاء وحل المشكلات لدى الطلبة.
- تنمية القدرات العقلية لدى الطلبة وتأهيلهم معرفياً وعقلياً للتعامل مع المواقف والمشكلات التي تواجههم في حياتهم المستقبلية.
- الاستجابة لميول الطلبة واتجاهاتهم ومراعاة ما بينهم من فروق فردية.
- تدريب المتعلمين على تنظيم أفكارهم وعمليات تفكيرهم وتصويبها نحو الأهداف التي يسعون إليها.
- جعل المتعلم إيجابياً في عملية التعلم ومحوراً لها.
- تمكين المتعلم من التوصل الى المعلومات بنفسه وهذا يعني أنها تجعله منتجاً لا متلقياً للمعارف.
- استهداف تنمية العمليات العقلية كالملاحظة والوصف والتصنيف والتنظيم والتحليل والاستنتاج.
- تدريب المتعلمين على إدارة أفكارهم وأسلوب النقاش الهادف.
- جعل المتعلم أكثر ثقة بنفسه واعتماداً عليها وهذا ما يفتح باب التفكير الإبداعي لديه.
- إعداد الفرد لمواجهه الحياة لأنها تدربه على كيفية مواجهه مشكلات الحياة ومتغيراتها.