مفاهيم

الدعائم التعليمية في الفصول التقليدية والفصول الافتراضية

الدعائم التعليمية أو  سقالات التعليم هي مجموعة من التوجيهات والإرشادات والوسائط التي يستخدمُها المعلم بهدف تحقيق فهم المحتوى التعليمي لدى طلابه.
ويقوم المعلم بتقديم المساعدة على شكل دعائم تختلف من حيث النوع والمستوى، وذلك لتحقيق فهم أكبر للمحتوى التعليمي واكتساب مهارات جديدة ما كانت لتتحقق لولا المساعدات التي يقدمها للطالب. ويَعتبر عدد من التربويين أن دعائم التعليم عنصرٌ أساسيٌّ لا غنى عنه لتحقيق التعلم الفعال. ومما لا شكَّ فيه، أن جميع من عمل في الحقل التعليمي قد استخدم دعائم التعليم وإن لم يدرك فعله ذلك تحت هذا المسمى.

1- نشأة الدعائم التعليمية

ظهرت عبارة Scaffolding والتي تعني دعائم، في إطار التعلم والتعليم عام 1976، على يد عالم النفس الأمريكي جيروم برونر.
وقد تأثر برونر بشكل خاص بأعمال الطبيب النفسي روسي الجنسية ليف فيجوتسكي، الذي يرى أن الإنسان يتعلم على نحوٍ أفضل من خلال البيئة الاجتماعية، حيث تبنى المفاهيم والمعاني عبر التفاعل مع الآخرين. وقد لاحظ فيجوتسكي من خلال تجاربه أن الأطفال الذين يجدون صعوبة في إنجاز بعض المهام غالباً ما يتمكنون من إنجازها عندما يعملون تحت إشراف الراشدين وتوجيهاتهم. وذهب إلى القول: « إن ما يقوم به الأطفال بمساعدة الآخرين ربما كان أكثر دلالة على مستوى نموهم العقلي مما يمكنهم القيام به بدون أي مساعدة. » (Vygotsky, 1978, p. 85). وشرح فيجوتسكي في نظريته حول التعلم ما يسمى ب “منطقة النمو القريبة “  Zone of proximal development  وهي بشكل مختصر عبارة عن جملة المهارات التي لا يستطيع المتعلم تحقيقها إلا بمساعدة الغير.
وآمن برونر أن الطفل يحتاج الى مساعدة من الراشدين حالما يبدأ بتعلم مفاهيم جديدة، وهذا على اعتبار أنَّهم يُشكلون الدعم الفعال الذي يؤدي إلى تحقيق عملية التعلم. وأكد أن الدعائم تُقدم وفق الحاجة، وعندها، وتقل تدريجياً كلما أصبحت المفاهيم أكثر وضوحاً عند المتعلم إلى أن تختفي عندما يكتسبها ويصبح قادراً على تطبيقها بمفرده.

2- استراتجيات الدعائم التعليمية في الفصول التقليدية

كثيرة هي الدعائم التعليمية واستراتيجياتها المتبعة في التعليم التقليدي ونذكر منها:

  • أسلوب التجزئة: يقوم المعلم بتقسيم الدرس إلى أجزاء صغيرة ومبسطة بحيث يحقق كل جزء منها هدفاً واحداً أو هدفين ويتأكد عند انتهاء كل جزء من أن المفاهيم قد ترسخت لدى الطلاب من خلال التقويم المناسب.
  • الوسائط السمعية و البصرية: يستطيع المعلم بدلاً من أن يصف فكرة ما أو مبدءاً معيناً باستخدام الكلمات، أن يلجأ إلى استخدام مقطع صوتي،أو شريط عرض مصور، أو إلى فيديو يشرح الفكرة بشكل أكثر وضوحاً.
  • مفردات ما قبل الدرس: يقوم المعلم بشرح المفردات التي يتوقع أن تعرقل فهم النص وبعدها يبدأ العمل على الدرس أو النص الذي يحتوي على تلك المفردات.
  • استخدام الخرائط الذهنية Mind Map: وهي تساعد على تنظيم المفاهيم وترتيبها، بحيث يقوم المعلم والطلاب بوضعها معاً فيصعب بذلك نسيانها أولاً ويسهل تذكرها ثانياً.
  • التغذية الراجعة Feedback: وهي عبارة عن تدخلات المعلم بهدف تصحيح الإجابة الصادرة عن المتعلم أو تأكيدها. وتُعتبر التغذية الراجعة نوعاً من الدعم المباشر والفوري وأول تدخلٍ حقيقي للمعلم لمساعدة الطالب على الاتجاه نحو المسار الصحيح.
  • استخدام الأسئلة: يقوم المعلم بطرح أسئلة معرفة أو أسئلة فهم تتطلب من المتعلم التعبير وليس فقط الإجابة بنعم أو لا وذلك للحرص على اكتساب المتعلم للمعلومة.
  • الإرشادات: يعطي المعلم إرشادات مفصلة، أي خطوةً بخطوة لمعرفة كيفية الإجابة عن سؤال ما.
  • الخطوط العريضة Outlines: يقوم المعلم بإعطاء النقاط الأساسية لموضوعٍ معين لتسهيل البحث عن المعلومات مثلاً.
  • الحركات الجسدية: وهي عبارة عن أي حركة جسدية يقوم بها المعلم لتوضيح فكرة أو لتقديم معلومة جديدة من خلالها.

3- دعائم التعليم والإنترنت

لا بد لأساليب التعليم وطرائقه العديدة، والتي أثبت التربويون فعاليتها أن تتماهى مع التكنولوجيا والإنترنت وذلك لضمان استمرارية استخدامها. ويحتاج المعلمون في زمن التعلم عن بعد إلى التكيف مع بيئة التعليم الحديثة المختلفة عن البيئة التقليدية. لذا فإن الدعائم المستخدمة في الصف التقليدي تستدعي تعديلها لتتناسب مع البيئة الجديدة. فإدماج التكنولوجيا في التعليم قد جعل بيئة التعلم أكثر تشعباً، مما شكل تحدياً كبيراً لإيجاد وضبط عناصر الدعائم المناسبة لبناء بيئة تفاعلية وتعاونية ناجحة للتعلم عن بعد.

وفيما يلي مجموعة من الدعائم المستخدمة في الفصول الافتراضية:

  • الروابط الإلكترونية: وذلك لتوفير معلوماتٍ إضافية وإيضاحية من أجل تعزيز فهم الطالب.
  • الاختبارات على الإنترنت: لاختبار مدى فهم الطلاب للمفاهيم وتحديد مَواطِن الخلل لإجراء التقويم المناسب.
  • دروس الوسائط المتعددة: وذلك من خلال عرض دروس توضيحية مُساعِدة.
  • القصص الرقمية: تحويل المادة التعليمية إلى قصةٍ رقمية تساعد على فهم المحتوى.
  • تقييم الأقران عبر الإنترنت: هو عنصر هام ويمكن استخدامه لتعزيز تعلم الطلاب. ويمكن للمعلم أن يقوم بوضع نموذج للتصحيح يتبعه الطلاب خلال تقويم أقرانهم ويتم ذلك عبر الحاسوب أو الجهاز الذكي.

هذا بالإضافة إلى الوسائط السمعية والبصرية والخرائط الذهنية التي يمكن تحميلها عبر الموقع التعليمي.

4- مزايا وعيوب الدعائم التعليمية

تمت الإشادة بهذا النوع من التعليم للأسباب التالية:

  • يبني المتعلم باستمرار المعارف الجديدة بناءً على معرفة سابقة.
  • يشكل المتعلم نُظما من المعلومات والمفاهيم الجديدة.
  • يشعر المتعلم بتحقيق النجاح قبل الانتقال إلى مفهومٍ جديد غريب بالنسبة له.
  • يقلل هذا النوع من التعليم نسبة الفشل.
  • يقلل الشعور بالإحباط لدى المتعلم.
  • يؤدي إلى إشراك معظم المتعلمين في عملية التعلم.

وعلى الرغم من أن دعائم التعليم قابلة للتعديل لتلبية الاحتياجات التعليمية، إلا أنَّ لهذه التقنية بعض العيوب فهي:

  • تتطلب مجهوداً ووقتاً كبيرين إذا ما أراد المعلم اتباعها كاستراتيجية تدريس.
  • تحتم على المعلمين الذين ينخرطون في استخدام الدعائم كاستراتيجية تدريس تلقي تدريبات مكثفة من أجل خلق الأنشطة والمهام الفعالة لجميع الطلاب.
  • تؤدي في بعض الأحيان إلى نسيان بعض المفاهيم إذا تمت تجزئة الدرس بشكل كبير.

وتجدر الإشارة في النهاية أن لكل واحدةٍ من الدعائم المذكورة أهميةً خاصة ودوراً محدداً بالإضافة إلى ضرورة التنويه بإمكانية استخدامها كلها خاصةً إذا كان التعليم المتبع هو التعليم المدمج.

إغلاق