مفاهيم
مهارة بناء الأهداف -الجزء الأول-
مقدمة
يظن كثير من المعلمين أن مصطلح المنهج يُقتضب في الكتاب المدرسي، والحقيقة أن المنهج مفهوم يتسع ليشمل عناصر كثيرة متداخلة ومتشابكة، تبدأ بالأهداف والمحتوى مرورًا بالمناشط والوسائط التعليمية وطرائق التدريس والنظام الإداري، وانتهاءً بالتقويم.
تعد صياغة الأهداف من أولى مهارات التدريس التي يجب على المعلم أن يمتلكها، فالأهداف هي الغاية التي يسعى المعلم إلى تحقيقها من وراء العملية التعليمية. ونظرًا لأهمية الأهداف فإن علماء التربية اهتموا بها، وأطلقوا عليها مسميات كثيرة منها: “الأهداف والغايات والمخرجات والنتائج والمرامي والأغراض والنهايات والإنجازات و الفوائد والمقاصد”.
إن الهدف التعليمي هو وصف السلوك المعرفي أو المهاري أو الوجداني الذي نريد أن يقوم به المتعلم بعد دراسته لأجزاء معينة من محتوى تعليمي، أما الهدف السلوكي فيُعدُّ وصفًا لتغيير سلوكي يتوقع حدوثه في شخصية المتعلم نتيجة لمروره بخبرة تعليمية وثقافية مع موقف تدريسي، وهذا الهدف يمكن ملاحظته، ويكون المتعلم قادرًا على أدائه بعد أن تكتمل مدة تعلمه.
1- أنواع الأهداف
ميّز التربويون بين نوعين من الأهداف؛ أهداف عامة، وأهداف سلوكية.
فمن أمثلة الأهداف العامة:
– تنمية التفكير العلمي والتحليل والتخيل.
– القدرة على القراءة الصحيحة.
– تصنيف المرفوعات أو المنصوبات.
– فهمُ معنى المصطلحات الأساسية.
إن مثل هذه الأهداف لا يمكن أن تُحدِّدَ بدقة المراد حدوثه في سلوك المتعلم، بينما نجد أن أهداف الأداء السلوكية تُعْنى بهذا التحديد بكل دقة، إذ إنها تشير إلى “كيف” و”أي حد” ينبغي أن يتضح سلوك المتعلم، وهي تتضمن عدة تساؤلات. من الذي يقوم بالأداء؟ وماذا سيفعل؟ وتحت أي ظروف؟ وإلى أي مدى ينبغي أن يحقق المطلوب منه؟
ومن أمثلة أهداف الأداء السلوكي:
– أن يبين المتعلم إعراب الفاعل المفرد.
– أن يميز المتعلم الفكرة الرئيسة في النص.
– أن يستنتج معاني الكلمات الجديدة من النص.
والتساؤل الذي يطرح نفسه: لماذا نركز على الأهداف السلوكية؟
و هو أمر يرجع للأسباب الآتية:
– إنها تُعبر عن التغيرات المرغوب إحداثها في سلوك المتعلم.
– إنها تمثل النتائج المتوقعة من العملية التعليمية.
– إنها تشمل جوانب رئيسة تكون سلوك الإنسان (الجانب المعرفي – الوجداني – الحركي).
– إن تحديدها يحقق الموضوعية بين واضعي المناهج والمدرسين.
– إن تحديدها يُيسر التعامل دون غموض بين المدرسين وغيرهم من المسؤولين عن التقويم.
وتنقسم مجالات الأهداف إلى ثلاثة أقسام:
أ- المعرفية: يقصد بها العمليات العقلية الإدراكية؛ كتذكر المعلومات، أو فهمها، وتطبيقها، أو تقويمها…
ب- الوجدانية: ترتبط بكل ما يتعلق باتجاهات المتعلمين وميولهم وقيمهم واهتماماتهم، كالميل نحو قيمة النظافة أوالقراءة وغيرها.
ج– المهارية (النفسحركية): ترتبط بنواحٍ نفسية وحركية، مثل: الكتابة بخط جميل، أو رسم الخرائط أو العزف.
2- شروط صياغة الأهداف:
مثال: أن يحدد التلميذ ثلاثة من الصفات الأساسية المشتركة بين السوائل أثناء الدرس.
نلاحظ في الهدف السابق ما يلي:
– الهدف إجرائي: يبدأ بـ (أن) + يليه فعل إجرائي (يحدد) + يليه فاعل السلوك (التلميذ) + الحد الأدنى من الأداء (ثلاثة من الصفات المشتركة بين السوائل) + الزمن (أثناء الدرس)
المعادلة: (أن + فعل سلوكي مضارع + الفاعل + الحد المتوقع + الزمن)
لاحظ شروط الأهداف الإجرائية الصحيحة في الجدول التالي:
نستنتج مما سبق أن شروط الأهداف السلوكية الصحيحة هي كالتالي:
1- أن يكون الهدفُ إجرائيًّا ويتكون من: (أن+ المضارع).
2- أن يكون الهدف واضحًا محددًا.
3- أن يكون للهدف ناتج تعليمي واحد.
4- أن يكون الهدف قابلا للتقييم والقياس.
ملحوظة: هناك أفعال لا تصلح كأهداف إجرائية، لأنها غير قابلة للقياس، مثل:
تلم – تنمي – تدرك – تستوعب – تفهم – تعرف – تكسب – تزداد – تتزود – تُزود – تفكر.