التعليم عن بعد
واقع مهارات ما وراء المعرفة لدى طلبة التربية العملية في قسم الرياضيات
العنوان الكامل للبحث: واقع مهارات ما وراء المعرفة لدى طلبة التربية العملية في قسم الرياضيات وعلاقتها بالتحصيل والاتجاه نحو الرياضيات وتدريسها.
ملخص البحث:
هدف البحث إلى معرفة واقع مهارات ما وراء المعرفة لدى طلبة التربية العملية في قسم الرياضيات وعلاقتها بالتحصيل والاتجاه نحو الرياضيات وتدريسها، وقد اشتمل مجتمع البحث على الطلبة –المطبقين (طلبة المرحلة الرابعة ) في قسم الرياضيات – كلية التربية البالغ عددهم 914 طالبا وطالبة في الدراسة الصباحية، أما عينة البحث فقد بلغت 100 طالب وطالبة تم اختيارهم بشكل عشوائي.
ولتحقيق أهداف البحث، تم اعداد استبيان لمهارات ما وراء المعرفة، كما تم إعداد مقياس الاتجاه نحو الرياضيات وتدريسها وتم التحقق من صدقهما وثباتهما.
وقد تم تطبيق مقياس المهارات ومقياس الاتجاه في أثناء فترة التطبيق العملي للعام الدراسي 2016-2017.
ولغرض استخلاص النتائج، تم اعتماد الأوساط المرجحة والأوزان المئوية ومعامل ارتباط بيرسون ومعادلة ألفا كرونباخ كوسائل إحصائية. واظهرت النتائج ما يأتي :
- وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين مهارات ما وراء المعرفة لدى طالب التربية العملية في قسم الرياضيات وبين تحصيله الدراسي.
- وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين مهارات ما وراء المعرفة لدى طالب التربية العملية في قسم الرياضيات وبين اتجاهه نحو الرياضيات وتدريسها.
وانتهى البحث بمجموعة من الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات.
مشكلة البحث:
التعليم هو العملية المنظمة التي يتم من خلالها نقل المعارف والقيم والاتجاهات من المعلم الى مجموعة المتعلمين وهي عملية إحداث تغيرات متوقعة في سلوكهم كما تتطلب تحديدا مسبقا لما يراد منهم أن يتعلموه.
والمهارات التدريسية نمط من السلوك التدريسي الفعال في تحقيق أهداف محددة تصدر من المعلم بصورة استجابات عقلية أو لفظية أو حركية أو عاطفية تتكامل فيها عناصر الدقة والسرعة والتكيف مع الموقف التعليمي، وهي من أهم المكونات الأساسية التي يجب أن يتم تدريب طالب التربية العملية عليها في فترة الإعداد. (العفون ،وفاطمة عبد الأمير،2011، ص 97)
وتتطلب معايير جودة التعليم التي تنادي بها الهيئات العالمية والوطنية كالمجلس الوطني لاعتماد المعلمين وتأهيلهم (NCATE 1999 ) مراعاة الفروق الفردية في أنماط التعلم بين المتعلمين، فلكل متعلم الحق في تعليم أفضل وأن يتعلم وفقا للطريقة التي يستطيع أن يتعلم بها.( NCATE,1999 ,pp7-9)
وتعتبر بيئة الفصل من المجالات التي حظيت باهتمام الباحثين في مجال التدريس مؤخرا من منطلق أن بيئة التعلم الجيدة تؤدي إلى نتائج تعليمية جيدة، وحضور المتعلمين ومعلميهم في هذه البيئة يولد علاقات متشابكة ومتطورة. (الخزاعلة وآخرون،2011،ص431)
من جهة أخرى، اتفق معظم التربويين على أن مفهوم ما وراء المعرفة تعني الميتا معرفة Metacognition وهي الوعي بالتفكير أي القدرة على ان تعرف ما تعرفه وما لا تعرفه. وهي عملية مهمة لأن المتعلمين الذين يعرفون ما يقومون به من تطبيق للتعليمات أو الاستراتيجيات عند حلهم للمشكلات التي تواجههم، يكون تفكيرهم أكثر مرونة من أولئك الذين يطبقون التعليمات والاستراتيجيات دون أن يسألوا عن سبب قيامهم بذلك. (غانم، 2009،ص94)
ومهارات ما وراء المعرفة من المفاهيم الحديثة التي اجتاحت المجال التعليمي العالمي والعربي لما لها من دور في التربية الفعالة القائمة على حث المتعلم على التفكير والوعي في تفكيره. وهذا هو المعنى المشترك للتقييم المعرفي ومراقبة الأنشطة المعرفية، بما يساهم في تحقيق الأهداف الشاملة لتنمية كافة الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية ويكسب المتعلم خبرات توفرها الأشطة المتاحة من قبل المعلم والمدرسة.
والنجاح في تعليم الرياضيات يبدأ من إعداد معلم الرياضيات وتكوينه الذي يرتبط غالبا بالممارسة التعليمية والخبرة الميدانية وما اكتسبه من نظريات تربوية ومقررات دراسية وبحث علمي ، حيث يرى (Taylor ,1990) أن على المعلم أن يتكيف مع التطورات الجديدة في تكنولوجيا التعليم والمعرفة الإنسانية. كذلك يجب أن يكون هناك اهتمام أكبر بالتعليم الأخلاقي والشخصي، وهذه العوامل كافة ستؤثر على الطرق التي يتم بها تكوين وتدريب المعلمين. (عفانة واخرون ،2012،ص 375)
ومن منطلق أهمية إعداد المعلم بصورة عامة ومعلم الرياضيات بصورة خاصة ودورهما في تنمية قدرات المتعلم فقد أولت الدراسات التربوية الحديثة في العراق من بحوث ورسائل ماجستير وأطروحات دكتوراه اهتماما بالغا بطلبة التربية وهذا ما أكدته العديد من الندوات والمؤتمرات من خلال توصياتها التي ترى فيها ضرورة تقويم واقع التربية العملية و اعتماد استراتيجيات وطرائق تدريس حديثة تربط التعلم النظري بتطبيقاته العملية وتجعل من الطالب – المعلم محورا أساسيا في بحوثها. (مؤتمر الجامعة المستنصرية كلية التربية ،2013) (مؤتمر جامعة واسط كلية التربية ،2014)
وترى الباحثة أن وجود مهارات ما وراء المعرفة لدى طالب التربية العملية قد يساهم في تحقيق فهم أفضل و أكثر فاعلية للرياضيات ويقلل من صعوبات تعلم المفاهيم الرياضية، كما قد يؤدي إلى تعديل المفاهيم الخاطئة والارتقاء بمستوى التحصيل ومستوى الاتجاه نحو الرياضيات.
وبالرغم من ذلك، ترى الباحثة من خلال خبرتها في مجال التربية العملية إهمالا واضحا في تنمية مهارات ما وراء المعرفة لدى طلبة التربية العملية (طلبة المرحلة الرابعة ،الطلبة – المطبقين). ويعود ذلك إلى استمرار مدارسنا وجامعاتنا في اعتماد المقررات الدراسية النظرية فقط دون الاهتمام بالجوانب العملية والتطبيقية ذات الأثر الفعال في تنمية التفكير المعرفي والوعي بتخطيط ومتابعة وتقييم العمليات الإدراكية و إلى قصور واضح من قبل أساتذة الجامعات في تهيئة البيئة الصفية المناسبة لذلك. ولما كان الطالب الجامعي هو مدرس المستقبل الذي يتم إعداده وتهيئته من خلال محاضرات نظرية وعملية يتلقاها في مختلف أقسام كليات التربية التي تعتبر من المؤسسات التربوية التي تساهم مساهمة فعالة في إكساب طالب التربية العملية مهارات التدريس ما قبل الخدمة. الأمر الذي استدعى تقويم واقع مهارات ما وراء المعرفة لدى طلبة المرحلة الرابعة (طلبة التربية العملية) ومعرفة علاقتها بكل من التحصيل والاتجاه نحو الرياضيات.
لذلك يمكن تحديد مشكلة البحث في التساؤل التالي:
ما واقع مهارات ما وراء المعرفة لدى طلبة المرحلة الرابعة (طلبة التربية العملية) في قسم الرياضيات؟ وما علاقتها بتحصيلهم الدراسي وباتجاهم نحو الرياضيات وتدريسها؟