اخبار التعليم
سلطنة عمان.. وزير التربية والتعليم والتعليم العالي: لنفكر خارج الصندوق عن حلول لمشاكل التعليم
شدد وزير التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ الدكتور وليد المعاني على أهمية دور التكنولوجيا الذكية في خدمة العملية التعليمية، وخدمة أهداف الاستراتيجيات الوطنية والرؤى الملكية في رفع القدرات البشرية وصولا إلى التنافسية والتنمية المستدامة.
وقال خلال رعايته المؤتمر الدولي الثالث للعلوم الحاسوبية والمعلوماتية تحت شعار (التكنولوجيا الذكية أساس لبناء مجتمع المعلوماتية) في جامعة عمان العربية إن ” الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي،وايضا الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية كلاهما تسترشدان بالتوجيه الملكي من أن (الاصلاح الناجح، ليس حدثًا، إنه عملية مستدامة تبني على ما تحققه من نجاحات – إنه دائرة فاصلة من التغيير)”.
ونظمت كلية العلوم الحاسوبية والمعلوماتية بالاشتراك مع جمعية حوسبة اللغة العربية وإثراء المحتوى العربي على شبكة الانترنت المؤتمر الذي يتضمن 12 جلسة على مدار يومين.
وأضاف “فجميعنا مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى التفكير خارج الصندوق والبحث عن حلول عملية واقعية لما يواجهه التعليم العالي، وأقصد الجامعات من تحديات ومشاكل”، معربا عن تطلعه أن يخرج المؤتمر بتوصيات مهمة في توظيف الانظمة الذكية والتعلم الالكتروني، والاتصالات لخدمة البحث العلمي وضمان أن يعود بالفائدة على الوطن والمجتمع العربي والانسان”.
وتابع أن ” التنمية البشرية التي نقصدها هي في الوصول الى تنمية بشرية تمكننا من بناء قدرات أجيال الحاضر والمستقبل، وتسليحهم بأفضل أدوات العلم والمعرفة، وبما يحفز ويشجع على التميز والابداع، ليكون شبابنا مؤهلين وقادرين على المنافسة بكفاءة عالية، ليس على مستوى الوطن فحسب، بل على المستوى الاقليمي والدولي”.
وعرض الوزير لأولويات التعليم العالي العديدة ومنها:استقطاب الطلبة ودعم صناديقهم وضبط القبول الجامعي في الجامعات، لذلك نشجعكم ونحثكم على تطبيق وتجسيد التعليم التقني، مبينا أن البحث العلمي ل”طالما ومازال هاجسا للوزارة والوزراء المتعاقبين عليها وغيرهم من المسؤولين كونه رافد مهم بنتائجه لتحقيق التنمية المستدامة من خلال ما يقدمه العلماء والباحثين”.
وقال :”لذلك نعمل على تكريس وتشجيع الجامعات على تغيير نهج البحث العلمي فيها من خلال دعم البحوث العلمية التطبيقية التي تخدم القطاعات كالمياه والبيئة والصحة والطاقة”، معربا، من خلال كلمة في (السجل الذهبي) سجل الزوار، عن سعادته في جامعة عمان العربية وتنظيمها للمؤتمر الذي ينسجم مع طروحات ورؤى الحكومة حاليا حول تطوير التعليم في مجالات تجويد المخرجات وتطوير البحث العلمي.
وفي هذا الصدد، قال رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور ماهر سليم إن هذا المؤتمر يجسد رؤية الجامعة في الريادة وتبني فكر ومنهج التكنولوجيا والتطور، خصوصا وأنه يسلط الضوء على أهم المحاور العلمية التي تركز على سبل الإرتقاء بمجتمع المعلوماتية في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم المتطور ولا سيما ونحن ندرك فاعلية علوم الحاسوب وتأثيره الإيجابي على المستويات كافة.
وأضاف :” مما لا شك فيه إن الإنسان بحاجة إلى إيجاد وسيلة مثلى يشبع من خلالها فضوله العلمي، فكان لا بد من ظهور الحاسوب ومختلف وسائل الاتصال الحديثة، فالثورة العلمية وتكنولوجيا المعلومات التي اقتحمت أبواب العالم قد قلبت كل الموازين وأضحى علم الحاسوب ركيزة أساسية في بناء أي مفصل من مفاصل مؤسسات الدولة “.
وبين أن إثراء المحتوى العربي على شبكة الانترنت له أهميته، ما يستدعي تفعيل الشراكة والمسؤولية المجتمعية، خدمة للغة العربية.. لغة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وإبراز أهمية اللغة العربية ودورها في التواصل الحضاري بين الشعوب، مبينا ان هذا المؤتمر يناقش سبل تدعيم تعليم اللغة العربية والعمل على نشرها من خلال شبكة الانترنت، كما أن يناقش التحديات والمعيقات التي تقف أمام انتشار اللغة العربية، مع بيان سبل ومقترحات المعالجة لتوسيع نشرها بما يجعلها مواكبة لمتطلبات العصر، وجعلها جسرآ للتواصل الحضاري بين الشعوب.
إلى ذلك، عرض رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور ماهر سليم لدور الجامعة في تبني منهج الوسطية وتعزيز لغة الحوار ونشرها بين الافراد في الجامعة ومجتمعها المحلي، مثمنا في هذا الصدد الدور الملكي في حماية المقدسات في القدس ونصرة القضية الفلسطينية ودعم صمود شعبها، كما وجه مباركة لجلالة الملك على حصوله على جائزة مصباح السلام التي تجسد تقدير العالم لجهوده في تعزيز حقوق الانسان والتآخي وحوار الاديان.
ويتضمن المؤتمر عقد 12 جلسة على مدار يومين، تتناول موضوعات منها واقع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في العملية التعليمية من وجهة نظر معلمي المرحلة الأساسية العليا في الأردن، ومصادر التعلم في الصحافة العربية، قراءة في مكتبة المقالات الصحفية ببنك المعلومات الرقمي سكوبيديا للمدارس العربية، والمستودعات الرقمية للجامعات الجزائرية ودورها في دعم المحتوى الأكاديمي العربي على شبكة الانترنت: دراسة تحليلية، والتصديق الالكتروني كأحد المتطلبات القانونية لتطبيق الخدمات الالكترونية (الرقمية)، والمهارات والكفاءات الرقمية اللازمة لمعلم القرن الحادي والعشرين (تحديات وطموحات)، ومعوقات تطوير المحتوى العربي الرقمي واستراتيجية تعزيز صناعته في الوطن العربي، وعلم نفس الحركات الدينية الجديدة، وإعادة صوغ القاعدة اللغوية حاسوبيا تمثيل في اسم الفاعل.
بدوره، قال رئيس المؤتمر، عميد كلية العلوم الحاسوبية والمعلوماتية الاستاذ الدكتور خالد الكعابنه إنه “لم يعد من المقبول بأي حال من الاحوال ان نسمح للتردد والخوف من التطوير ومواكبة التحديث والتطور في العلوم أن يهدر ما نملكه من طاقات بشرية”، مبينا أن انعقاد هذا المؤتمر جاء للبحث عن نهضة ذكية تسمو بمجتمعنا وجامعتنا لمواكبة نظيرتها من الجامعات على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي.
وأضاف أن الجامعة كمؤسسة تعليمية تحمل على عاتقها دورا مهما في تطوير منظومة التعليم ورفد الوطن بالطاقات البشرية البناءة، من خلال تتبع رغبة القيادة العليا في صناعة وبناء أردن حديث إذ رسمت الورقة النقاشية الملكية السابعة خارطة طريق لتطوير وتحسين التعليم نحو العالمية من خلال التركيز على التفكير والاستكشاف بعصر التكنولوجيا.
ويركز المؤتمر على محاور منها : البيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، والذكاء الإصطناعي، والحوسبة السحابية، و أمن المعلومات، كما تقدم سبع و سبعون ورقة بحثية، تم قبول ستة و خمسين بحثا منها، بعد أن تم تحكيمها من قبل اللجان العلمية المختصة، بحسب مدير البرنامج، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستاذ الدكتور محمد عطير، عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الحاسوبية والمعلوماتية.
ويشارك في المؤتمر باحثون من ثلاث عشرة دولة هي: السعودية، والجزائر، وتونس، ومصر، وليبيا، وفلسطين، وسوريا، والعراق، وتركيا، وماليزيا، وإسبانيا، و المملكة المتحدة. حيث سيصار إلى إختيار أفضل الأبحاث من المؤتمر و نشرها في واحدة من ثلاث مجلات دولية محكمة و مفهرسة في قواعد بيانات عالمية.