اخبار التعليم

الدعم التربوي : الأهمية، المنطلقات و سيرورة بناء الأنشطة

يعتبر الدعم التربوي مكونا مركزيا في العملية التعليمية التعلمية، ذلك أنه يسمح بترسيخ مواطن القوة و تدارك التعثرات الحاصلة لدى المتعلمين في حينها، و تفادي تراكمها حتى لا تتحول إلى عائق للتعلم، يمنع المتعلم من مسايرة أنشطة التعليم و التعلم، مما يؤدي تدريجيا إلى عدم الاهتمام و بالتالي إلى الفشل و الهدر المدرسي.
و لا يمكن للدعم أن يحقق أهدافه ما لم يكن مسبوقا بتقويم دقيق للتعلمات، حيث يتم تحديد نوع الصعوبات و التعثرات و تصنيف المتعلمين حسب الحاجيات.

1-  المنطلقات النظرية للدعم التربوي

تستند أنشطة الدعم التربوي إلى نظريتين بيداغوجيتين أساسيتين هما:

أ) البيداغوجيا الفارقية

و هي عبارة عن ممارسات وتقنيات بيداغوجية تقوم على أساس وجود فروق فردية بين التلاميذ في الوسط المدرسي تتجلى في:

– فوارق معرفية: تتمثل في اختلاف إيقاع فعل التعلم، واللاتطابق بين زمن التعليم وزمن التعلم، وتعدد الاستراتيجيات المعرفية وأساليب التعلم وغيرها…
– فوارق سوسيو ثقافية: ترتبط بالقيم والمعتقدات واللغة وأنماط التنشئة الاجتماعية والخصوصيات الثقافية.
ـ فوارق سيكولوجية: إن لكل تلميذ شخصية تميزه وكيانا وجدانيا يغذيه التاريخ الاجتماعي و العاطفي، و التي تتحكم في نوعية السلوكات والتصرفات وردود الأفعال الصادرة عن الشخصية إزاء مختلف المواقف.

قراءة المزيد حول البيداغوجيا الفارقية على الرابط التالي:

ما هي البيداغوجيا الفارقية ، و كيف يمكن توظيفها في الفصول الدراسية ؟

ب) بيداغوجيا الخطأ

و هي تصور و منهج لعملية التعليم والتعلم يقوم على إعتبار الخطأ استراتيجية للتعليم والتعلم، فهو استراتيجية للتعليم لأن الوضعيات الديداكتيكية تعد وتنظم في ضوء المسار الذي يقطعه المتعلم لاكتساب المعرفة أو بنائها من خلال بحثه، وما يمكن أن يتخلل هذا البحث من أخطاء. وهو استراتيجية للتعلم لأنه يعتبر الخطأ أمرا طبيعيا وايجابيا يترجم سعى المتعلم للوصول إلى المعرفة.

و بناء على هاتين النظريتين، فإن أنشطة الدعم التربوي تتأسس انطلاقا من بعض المبادئ نوردها كالتالي:

ـ لكل متعلم وتيرته الخاصة في التعلم، فزمن التعلم يختلف من متعلم لآخر.
ـ لكل متعلم نمطه الخاص في التعلم (التعلم عن طريق السمع ، التعلم بالمشاهدة ، التعلم بالممارسة الحسية.
ـ لكل متعلم استراتيجيته (منهجيته) الخاصة في التعلم.
ـ لكل متعلم درجة معينة في التحفز للتعلم، و تختلف طبيعة الدوافع الداخلية و الخارجية من تلميذ لآخر.
ـ لكل متعلم تاريخ مدرسي خاص به.
ـ لكل مدرس أسلوبه و وتيرته الخاصة في التدريس…

يمكنكم قراءة المزيد في المقال التالي:

ما هي بيداغوجيا الخطأ ؟ و ماهو الخطأ البيداغوجي ؟

2- أنواع الدعم التربوي و مجالاته

يختلف تصنيف الدعم باعتماد معيار الترتيب الزمني إلى:

أ- الدعم التربوي الوقائي

و له ارتباط وثيق بالتقويم التشخيصي، و سمي بالوقائي لأنه يقي المتعلم من التعثر قبل بدء عملية التعليم و التعلم.

ب- الدعم التتبعي

و له علاقة بالتقويم التكويني، و وظيفته ترشيد جهد المتعلم و سد ثغراته بتدخلات آنية فورية مستمرة.

ج- الدعم التعويضي

يقع في نهاية التدريس، و ينطلق من نتائج التقويم الإجمالي، و الغرض منه تقليص الفوارق و تعويض النقص الملاحظ في نتائج تقويم التعلمات.

3-  سيرورة الدعم التربوي و بناء أنشطته

الدعم التربوي و التقويم عمليتان متلازمتان متكاملتان. فالدعم لن يحقق أهدافه ما لم ينطلق من نتائج و معطيات التقويم، و الملاحظات التي يسجلها الأستاذ بشكل يومي بخصوص سير الحصص الدراسية.

بعد إنجاز التقويم التربوي، و تصحيح إنجازات المتعلمين، يتم تفريغ النتائج  و تصنيفها، و تحديد مجموعات الدعم، حسب فئة الخطأ و مصدره (استثمار بيداغوجيا الخطأ).

إضافة لنتائج التقويم، تعتبر حصص إرساء الموارد من المحطات المهمة التي يمكن خلالها رصد تعثرات المتعلمين و يتم ذلك من خلال استثمار نتائج التقويم التكويني الذي يتم بتزامن مع بناء التعلمات، و تسجيل ملاحظات بشأنها في المذكرة اليومية، حسب النموذج المقترح في الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي، ليتم الرجوع إليها و استثمارها خلال حصص الدعم.

يمكن أيضا في هذا الصدد استثمار الفروض المنزلية و دفاتر المتعلمين، و ملف المتعلم، و جميع الوثائق الأخرى التي تمكن من الوقوف على تعثرات المتعلمين و حاجياتهم من الدعم.

الدعم التربوي
نموذج مذكرة يومية تسمح بتسجيل الملاحظات بشكل متزامن مع إنجاز الدروس

4–  تخطيط و إنجاز حصص الدعم

  • يتم استثمار الأسبوع الثالث من كل وحدة دراسية، و أسبوعي الدعم و الخاص، في إنجاز حصص الدعم التربوي.
  • خلال حصص الدعم التربوي، يتم تعبئة المذكرة اليومية وفق مخطط الدعم التربوي، و بشكل مختلف عن التعبئة اليومية خلال حصص إرساء الموارد.
  • يتم تفييئ المتعلمين حسب الحاجة إلى الدعم، و نوع التدخل، و ذلك من خلال استثمار نتائج التقويم التربوي و الملاحظات المسجلة في المذكرة اليومية.
  • يوزع المتعلمون إلى مجموعات متجانسة حسب الحاجيات المرصودة و فئات الخطأ، مع تجميع المتعلمين المتفوقين في مجموعة خاصة، تستفيد بدورها من أنشطة موازية، كما يمكن لهؤلاء مساعدة زملائهم المتعثرين، عن طريق توزيعهم على مجموعات الدعم، و تكليفهم بمساعدة زملائهم.
  • ينبغي اختيار الأنشطة الملائمة لما تمت دراسته من قبل، مع تفادي تكرار الأنشطة المنجزة خلال حصص إرساء الموارد، شكلا و مضمونا (إعداد صحيفة حائطية، قراءة قصص من خزانة الفصل، كتابة مواضيع إنشائية، إنجاز تقارير، رسومات، البحث عن موارد، تنشيط، تقديم تقرير عن رحلة… الخ؛.)
  • توضيح وشرح كيفية الإنجاز للمتعلمات والمتعلمين.
  • تشجيع المتعلمات والمتعلمين بعرض إنجازاتهم بفضاء القسم أو المدرسة أو بمواقع أخرى حتى حلول فترة الدعم الموالي مثلا.
  • يمكن للمدرس إبداع أنشطة وطرق وأساليب جديدة تتناسب وخصوصيات فصله؛ وذلك بالتنسيق مع المدرسين وهياكل المؤسسة ومع الفاعلين المحتملين.
الدعم التربوي
مقترحات لوضعيات الدعم البيداغوجي

5– نماذج لتخطيط حصص الدعم البيداغوجي

الدعم التربويالدعم التربويالدعم التربويالدعم التربويالدعم التربويالدعم التربويالدعم التربوي

 

 

إغلاق