اخبار التعليم

مقترحات تقويمية لظاهرة الانقطاع المدرسي

من خلال متابعاتنا لآراء الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين وفي علاقة بموضوع ” الانقطاع المدرسي : دراسة علميّة تحليلية للنموذج التونسي” والذي تم نشره على تعليم جديد، نقترح ما يلي من أجل علاج الانقطاع المدرسي :
– أهمية الشراكة بين الأطراف المحيطة بالتلميذ من مؤسسات تربوية وصحية واجتماعية ومكونات المجتمع المدني، من خلال دعم التنشيط الثقافي والترفيه المدرسي وتنظيم لقاءات دورية تحسيسية لفائدة التلاميذ.
– ضبط استراتيجية ناجعة للمؤسسات التربوية ذات الأولوية والتي تشكو ضعفا في النتائج وتفاقما للانقطاع، و صياغة مشاريع خاصة لمناطق المدارس ذات الأولوية التربويّة.
– تنظيمُ لقاءات دوريّة بين أولياء الأمور والمربّين ودعم الشّراكة مع السلطات المحلّية والبلديّة، وعقلنة دوْرِها في تحسينِ البنية التحتيّة والتأطيرِ الاجتماعيّ والاقتصاديّ للأولياء المحتاجين.
– تطوير المطاعم المدرسيّة بالأوساط الرّيفيّة خاصة.
– تطوير الشراكة مع الجمعيّات ذات الصّلة وتفعيل دور المنظّمات في تأطيرِ حالات الإعاقة وفي إعطاءِ دفعٍ للعلاقة بين المدرسة والأسرة.
-التأكيد على دور خلايا العمل الاجتماعيّ ومكاتب الإصغاء بهدف الإحاطة بالتلميذ من النواحي النفسيّة والعاطفيّة والاجتماعيّة. ولذلك يجب فسح المجال لتدخل الطبيب المدرسيّ والمؤطر النفسيّ للتلميذ.
– أهمية الحوار والاستماع إلى رأي التلميذ وعدم تهميش أفكاره وتطلعاته.
– توفير الدعم الدراسي للمهددين بالفشل خاصة في مجال اللغات والعلوم.

وهذه أهم مجالات الاقتراحات التقويمية: 

1- استقرار الإطار التربوي

الواجب يقتضي دعم استقرار المدرسين بالمناطق التي تسجل نسب فشل تفوق المعدل الوطني، إلى جانب تكثيف خلايا العمل الاجتماعي والعناية بالمؤسسات التربوية في الجهات التي تسجل نسب رسوب وانقطاع تفوق المعدل الوطني، وذلك من خلال تمكينهم من فضاءات للمراجعة مرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصال، وتوفير مطاعم مدرسية في المناطق التي بها مؤسسات بعيدة عن المنازل.
وللحد من مشكل الانقطاع المدرسي تعمل الوزارة على ضمان استقرار المدرسين بالمناطق التي تسجل نسب فشل تفوق المعدل الوطني بما يساعد على تقليص الظاهرة. ولهذا الغرض تمّ إقرار العديد من الإجراءات الهادفة إلى مزيد العناية بهذه المناطق، ومن بين هذه الإجراءات تنقيل المدرسين العاملين بالمدارس ذات الأولوية التربوية بنقاط إضافية، يتمّ إدراجها ضمن المقاييس المعتمدة في حركة نقل المعلمين بما يوفر حافزا إضافيا للعمل مدة طويلة بهذه المدارس، وتوفير السكن للإطار التربوي بالمدارس الواقعة بمناطق نائية، والعمل على تحسين ظروف العمل بهذه المدارس مع ضمان التأطير البيداغوجي وانتظام دورية التفقد بالنسبة إلى مختلف المعلمين. هذا بالإضافة إلى إقرار جملة من الحوافز المادية أوالبيداغوجية لحث السادة المربين على الاستقرار بهذه المدارس. لكن مع ذلك فنسبة استقرار المدرسين بالجهات التي تعتبر النتائج فيها دون المأمول مازالت متدنية: فمن سنة 2010 إلى اليوم 2015 مازالت النسبة:16بالمائة.
تقليص التفاوت بين الجهات.
school 1
لقد فكرنا في رفع نسبة التمدرس أكثر من تفكيرنا في تكافؤ الفرص وأكثر من تفكيرنا في تمكين التلاميذ من مستوى تعليمي متقارب بين الجهات، ومن توفير ظروف عمل ملائمة لعمل المدرس والتلميذ في بعض المناطق الفقيرة أو المسماة مهمشة، لتوفير نفس حظوظ النجاح. ولقد أعدت وزارة التربية التونسية مؤشرين للوقوف على الجوانب التي تمكن من تقليص التفاوت بين الجهات:
– دراسة الفارق بين أعلى وأدنى نسبة نجاح بالبكالوريا بين الجهات.
– دراسة الفارق بين أعلى وأدنى نسبة توجيه لمسلك الآداب بين الجهات.
وأقرّت الوزارة بوجود مؤشرات أخرى وعدت بدراستها متى توفرت المعطيات الخاصة بذلك مثل:
– معدل المسافة بين مسكن التلميذ والمؤسسة.
– نسبة استقرار إطار التدريس في الجهات.
كما يمكن إضافة معطيات أخرى كالدروس الخصوصية ومستوى الاكتظاظ والكتب الموازية والتعليم الخاص…

2- دور وزارة الصحة

إنّ دور الطب المدرسي أو الصحة المدرسية محوري وهام في تفعيل برنامج العمل الاجتماعي بالوسط المدرسي من خلال توفير الرعاية الصحية بالمؤسسات التربوية، ومتابعة الحالات ذات الأولوية (صحيا واجتماعيا) وتقديم المساعدة لهم بهدف تنمية قدراتهم المدرسية وتجاوز الصعوبات البدنية والصحية والنفسية التي تحول دون نجاحهم المدرسي.(والحق يقال أن الطب المدرسي يقوم إجمالا بدور فعال يشكر عليه).
وفي هذا الإطار تصرح الدكتورة عائدة إسماعيل ممثلة وزارة الصحة لجريدة الشروق : “إن الخدمات في مجملها وقائية وتقدم مجانا في كافة المؤسسات التربوية العمومية والخاصة وفي كامل المراحل التعليمية، ومن أهم أهدافها عدم تأثير أي مشكل صحي على الدراسة وعلى صحة التلميذ. فيجب الاعتناء بصحة التلميذ والطالب النفسية والاجتماعية والإنجابية إلى جانب صحته الجسدية، لضمان حظوظ أكثر للنجاح.” وتفيد الدكتورة بأن هناك برامج وطنية لتقصي وتعهد حالات قصور البصر وقصور السمع منذ سنة 1990، حيث تم توزيع حوالي 5.000 نظارة طبية على التلاميذ المعوزين وكذلك البرنامج الوطني لصحة الفم والأسنان والبرنامج الوطني للصحة النفسية بالوسط المدرسي عبر خلايا ومكاتب الإصغاء والإرشاد والبرنامج الوطني لصحة المراهقين وإدماج الأطفال حاملي الإعاقة والأطفال الجانحين. وكل هذه البرامج تهدف إلى تقديم خدمات وقائية وعلاجية بالمراكز الجهوية للطب المدرسي والجامعي.(مداخلة من ملتقى حول الفشل والانقطاع المدرسي 24ماي 2012 الشروق).

3- التكوين المهني

إنّ تحسين مردودية قطاع التكوين المهني أمر لا بد منه، فالكثير من التلاميذ لا يستطيعون مسايرة وتيرة الدروس ويعانون من ضعف في شتى المواد، ولكنهم يمكثون في المدرسة ويسعون إلى النجاح من سنة إلى أخرى، لكن لو تم توجيههم إلى مسالك التكوين المهني قد تكون النتيجة أفضل من بقائهم في مدرسة لا يحبونها. ولهذا يجب البحث عن بدائل للمدرسة لا تقل أهمية، على غرار توجيهه إلى مسالك تكوين مهني جيدة وملبية لطموحاته، فالمهم أولا هو إنقاذ المنقطعين عن الدراسة من مخاطر الشارع.

4- الدعم البيداغوجي

Back-to-Schoolتتجلى المرافقة البيداغوجيّة والدعم الإضافي في إضافة ساعتين أسبوعيا لجميع الأقسام في كلّ المدارس ذات الأولويّة التربويّة، لمساعدتها على تحسين مردودها الدّاخلي. وبالتالي التقليص من عدد التلاميذ المهدّدين بالفشل وذلك لتلافي الضعف في بعض المواد و إرساء محطات قارّة للمرافقة البيداغوجية والدعم المدرسي، من خلال تخصيص ساعات أسبوعيّة لهذا الغرض وإدراج هذه السّاعات ضمن الموازنة الأسبوعيّة بغاية تجاوز مختلف أشكال النّقص المسجل لدى التلاميذ ذوي النتائج الضعيفة في مجالات التعلم المستهدفة بالتقييم والمتمثلة في اللغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات. كل هذا مع العمل على تكييف النظام التربوي حتى يتمكن من الاستجابة للحاجيات المتزايدة للمجتمع. (وسلكت وزارة التربية هذا النهج إجمالا، لكن نفور التلاميذ ذوي المستوى الدراسي المتواضع على الإقبال على هذه الحصص يمثل إشكالا كبيرا).

5- تطوير الفضاء المدرسي من حيث البنية والتجهيز العصري

بإيلاء عناية خاصة للفضاء المدرسي، من حيث التعهد والصيانة والتوسيع للرفع من المردود الداخلي للمدرسة الابتدائية خاصة والمعاهد الثانوية وجعلها قادرة على أداء مختلف وظائفها، خاصة ما اتصل منها بتنشيط الحياة المدرسية وتنويع ما تقدمه من خدمات وأنشطة، باعتباره أمرا لا يقل أهمية عن عملية التدريس ذاتها، وكذلك من حيث توفير قاعات متعددة الاختصاصات داخل المدارس(القاعات السمعية البصرية والخاصة بتدريس الفنون والجماليات…) سواء ببناء قاعات جديدة أو بتهيئة القاعات المتاحة نتيجة تقلص العدد الإجمالي للتلاميذ في العديد من المدارس.

6- المطاعم المدرسية

سعيا من وزارة التربية للتخفيض من نسبة الانقطاع المدرسي، تقرر توسيع شبكة المطاعم المدرسية لضمان استفادة العديد من التلاميذ من الوجبات المقدمة وخاصة بالمدارس ذات الأولوية التربوية. فوجود تخطيط حسن وتنظيم جيد للمطاعم يوفر على التلاميذ الوقت للمراجعة والبعد عن انحراف الشارع ويبعدهم عن سلبيات الشارع أو إهدار الوقت في قطع مسافات يضيع تركيز التلميذ معها.

7 – تكثيف خلايا العمل الاجتماعي في الوسط المدرسي للوقاية من الانقطاع المبكر

تكمن أهميّة تكثيف خلايا العمل الاجتماعي في الوسط المدرسي في الوقاية من الانقطاع المبكر، وذلك بمعالجة الحالات الاجتماعية التي تحول دون نجاح التلميذ وخاصة في المدارس ذات الأولوية التربوية. ورغم المجهودات المبذولة في إطار مكاتب الإصغاء والإرشاد وهي 367 مكتبا موزعا على كامل تراب البلاد، بنسبة تغطية تعادل 24.5% وكذلك خلايا العمل الاجتماعي في الوسط المدرسي حوالي 2500 خلية، إلاّ أن الدراسات والتقييمات والتقارير المتعلقة بنشاطاتها المنجزة بينت وجود العديد من الصعوبات، كضعف التنسيق والمتابعة وغياب برامج تكوين خاصة بالمتدخلين وعدم وجود دليل إجراءات ووسائل عمل تضمن تدخلا ناجعا…

8- أهمية مكاتب الإصغاء وفعالية دور المرافق المدرسي

تتمثل أهمّية مكاتب الإصغاء في عنصرين أساسيين هما: أوّلا مرافقة المتعلمين في مسارهم الدراسي، والعمل على مقاومة ظاهرة التغيب عن المدرسة بغير مبرر مع الإصغاء للمشاكل الاجتماعية والنفسية وتلك المتعلقة بصعوبات التعلّم لدى بعض التلاميذ. وثانيا مصاحبة المتعلمين عند مرورهم من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية من التعليم الأساسي، ومساعدتهم على التأقلم مع هذه النقلة. إذ تبين أن هذه المرحلة هي المعنية أكثر من غيرها بمعضلة الانقطاع المدرسي والرسوب.

9- تنشيط الحياة المدرسية

إنّ الاهتمام بالتنشيط الثقافي المدرسي أمر ضروري وأساسي للوقاية من الانقطاع، وبهدف دعم مكتسبات التلاميذ إضافة إلى دعم الهيكلة المؤسساتية للتنشيط الثقافي المدرسي لكي يرتقي إلى المستوى المطلوب ويحظى باهتمام رواد تلك المدارس وتفعيل دور النوادي المدرسية حتى تصبح فضاءات إبداع.
جدول تطور مؤشرات الحياة المدرسية.school 2

بملاحظة الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية للنهوض بالعمل التربوي داخل المؤسسات التربوية، نجد أن هناك إحساسا من الوزارة بأهمية النشاط الثقافي داخل المؤسسات التربوية، حيث شدد وزير التربية على هامش إشرافه الأربعاء 28 أكتوبر 2015 على حفل توقيع القصص الفائزة في المسابقة الوطنية الثالثة للقصة وإنتاج سلسلة الأديب، على أهمية الانخراط في النوادي الثقافية والرياضية داخل المؤسسات التربوية، مشيرا إلى أن هذه الأنشطة “تمثل جزءا من تكوين التلاميذ وليست أقل أهمية من بقية المواد الأخرى التي يتم تدريسها، وإن المدرسة ليست سباقا محموما حول الإعداد و الامتحانات. ” وفق تعبيره.

10- تفعيل دور الأولياء والتقليص من ظاهرة الاستقالة

يمثّل الأولياء طرفا تربويا وسندا للمدرسة في تربية الناشئة وتعليمهم. وعلى هذا الأساس، فإن المؤسسة التربوية مدعوّة إلى إعلام الأولياء بانتظام بمسيرة أبنائهم وبناتهم المدرسية والتربوية، و تنظيم استقبالهم للتشاور معهم في كل ما يتعين بشؤون منظوريهم، وذلك بتنظيم لقاءات تقييمية ثلاثية وكلما دعت الحاجة للقاء الأسرة التربوية مع الأولياء والمجتمع المدني، وذلك لمزيد تأطير الحياة المدرسية و إطلاعهم على المشاريع التربوية وأهدافها. والأولياء مطالبون من جهتهم بمعاضدة مجهود المؤسسة التربوية في متابعة منظوريهم وتأطيرهم، مع واجب احترام التنظيمات البيداغوجية للمدرسة ومكانة المدرّس العلمية.

11- تنشيط الحياة المدرسية

الثقافة سند التربية وفعل إيجابي يساهم في تحرير طاقة التلميذ الذهنية والوجدانية والحركية، وفي تفتيق المواهب والقدرات المضمرة أو الظاهرة الموجودة لدى المتعلم. فالاهتمام بالتنشيط الثقافي المدرسي ضروري وأساسي في التربية للوقاية من الانقطاع المدرسي ودعم مكتسبات التلاميذ إضافة إلى دعم الهيكلة المؤسساتية للتنشيط الثقافي المدرسي لكي يرتقي إلى المستوى المطلوب، ويحظى باهتمام رواد تلك المدارس وتفعيل دور النوادي المدرسية حتى تصبح فضاءات إبداع وخاصة في الوسط الريفي الذي تقل به وسائل التثقيف.
ولقد بدأت الوزارة في مراجعة قراراتها فيما يخص النشاط الثقافي داخل المدارس وفي البرامج التربوية، من خلال إعادة النظر في الزمن المدرسي للتعليم الابتدائي وإجبارية النوادي الثقافية في الوسط المدرسي. و هكذا تسعى الوزارة إلى تطوير آليات التنشئة الاجتماعيّة بما يمكّن من توفير تأطير تربوي متكامل للتلاميذ ويضمن لهم نموا متوازنا ومتناسقا يكتمل فيه النمو الحسي والذهني والعاطفي، وذلك اعتبارا لما للأنشطة الثقافيّة والرياضية من أهميّة في تعلم القيم معا وفي خلق مناخ مدرسي يحفز على التعلم وإذكاء القدرة على الابتكار، والاطلاع على مسالك الإبداع الفنّي في مجالات الموسيقى والمسرح والتربية التشكيليّة والتربية البدنيّة، بما يطوّر التنشئة على قيم المبادرة والثقة في النفس والعمل المشترك، فقد تقرّر تخصيص مساء كلّ يوم جمعة لممارسة هذه الأنشطة.
ودعت الوزارة مديرات ومديري المدارس الابتدائيّة و الإعدادية والمعاهد إلى تحسيس المدرسين والتلاميذ بضرورة الانخراط في هذه الأنشطة، وذلك بإعداد مطويات توزع على التلاميذ وتعلّق بالسّاحات وبقاعات المدرسين عند انطلاق السّنة الدراسيّة 2015-2016، كما دعت مديري المؤسسات التربوية العمل على توفير الفضاءات وتجهيزها بما يستوجبه النّشاط والحيز الزمني اللاّزم لإنجاز هذه الأنشطة. “و هذه الأنشطة تمثل جزءا من تكوين التلاميذ وليست أقل أهمية من بقية المواد الأخرى التي يتم تدريسها “، وفق تعبير وزير التربية. والحقيقة، فرغم ما تبذله الوزارة، نجد عزوفا وضعف إقبال للتلاميذ على هذه الأنشطة. ولهذا يتحتّم إرساء استراتيجية للنهوض بالعمل الثقافي ببرمجة محكمة وتوفير التجهيزات وخاصة التمويلات والفضاءات وذلك باشراك المجتمع المدني. (مثل انفتاح أيام قرطاج المسرحية في دورتها الحالية على المؤسسات التربوية بكامل جهات الجمهورية حيث تمت برمجة عدد من العروض لفائدة جمهور التلاميذ، عملا بالاتفاقية الممضاة بين وزارة التربية وإدارة أيّام قرطاج المسرحية يوم 22 سبتمبر الماضي، فتمت برمجة 230 عرضا مسرحيا وحكواتيا موجهة لتلاميذ المدارس والمعاهد بكل ولايات الجمهورية).

12 – تطوير البحث في مجال التجديد البيداغوجي والتربوي

من أهداف تطوير البحث في مجال التجديد البيداغوجي والتربوي:
– تنمية حس حب العمل لدى الناشئة.
– التربية على ثقافة الريادة وعدم الاستسلام للفشل والاعتبار من الأخطاء.
– تطوير الطرق القائمة على إدماج تكنولوجيا المعلومات في كل المواد.
– تفعيل مشروع المؤسسة المدرسية.
– تفعيل مشروع المؤسسة من خلال إكساب المدرسة القدرة على بناء مشروعها التربوي تصورا وإنجازا وتقييما، حيث ينمي المشروع ظاهرة الخصوصية الذاتية في المؤسسات التربوية و خاصة في تنشيط الحياة المدرسية للرفع من شأن المؤسسة التربوية من خلال إعطائها صلاحيات أفضل (تصور مشروع تربوي ذاتي لكل مؤسسة يتماشى وطبيعتها وخصوصيتها).

13 – تطوير وظيفة المدرسة: إيجاد معادلة بين التعليم والتربية

هل نحن نعلّم أكثر مما نربّي؟

إن اسم الوزارة هو وزارة التربية، ولهذا فإنّ أولوية المدرسة هي التربية عبر التعليم، بتكوين العقول على قيم التضحية والتسامح وحب العمل، وخاصة على تجاوز الفشل والمحاولة من جديد دونما استسلام لليأس، وتنمية مختلف أنواع الذكاء و القدرات الأساسية للاتصال، وخاصة تعزيز الشعور بالانتماء للجماعة و تعلم مبادئ التعايش الجماعي من أجل خلق مواطن مسؤول من خلال تنمية شخصيته في أبعادها الأخلاقية والوجدانية والذهنية والجسدية. ويتم تنزيل هذه العناصر ضمن هدف كبير و هو النجاح التربوي لأكبر عدد ممكن من التلاميذ.
مشروع وزارة التربية في إرساء المرافقة المدرسية:
تهدف المرافقة المدرسية والتي أحدثت كدعامة لتنفيذ مشروع إصلاح المنظومة التربوية إلى الإحاطة بالتلاميذ والإصغاء إلى مشاكلهم ووقايتهم من أسباب الإخفاق المدرسي والانحراف السلوكي، وتأطير أنشطة مدنية وثقافية وترفيهية تنظم لفائدتهم… و ترمي هذه الخطة أساسا إلى مرافقتهم نفسيا واجتماعيا وصحيا، وذلك بالوساطة وتيسير التواصل بين التلاميذ والإدارة والأسرة والمربين ومحيط المدرسة وبين التلاميذ أنفسهم وذلك من أجل تحسين المناخ العلائقي بين كل مكونات العائلة التربوية.

تفعيل أكبر لبرنامج المدارس ذات الأولوية

يندرج برنامج المدارس ذات الأولوية التربوية ضمن السياسة الرامية إلى التصدّي لظاهرة الانقطاع والفشل المدرسي، بتوفير تعليم جيد للجميع يضمن لكلّ فرد الاندماج الناجح في المجتمع، وتطوير كفايات المتعلّمين المتصلة بالتعلمات الأساسية ضمانا لمواصلة التعلم في المراحل اللاّحقة. وتحظى المدارس ذات الأولوية التربوية بدعم مؤسّساتي متين في مجالات متعدّدة، وتمنح لتلك المدارس اعتمادات مالية إضافية من ميزانية الدولة تصرف في ما يلي:
– توسيع وتعهّد البناءات (المطاعم المدرسية، القاعات متعدّدة الاختصاصات، قاعات التنشيط الثقافي، المكتبات، المجموعات الصحيّة، الأسوار..)
– توفير التجهيزات اللاّزمة: أجهزة الإعلاميات، الوسائل التعليمية، المناضـد، المكاتب…
وفي المجال البيداغوجي يتمّ تخصيص ساعات أسبوعيّة للدعم الإضافي لفائدة تلامذة المدارس ذات الأولوية التربوية والإحاطة النفسية والاجتماعية بالتلاميذ عبر خلايا العمل الاجتماعي و مكاتب الإصغاء والإرشاد، وخاصة العمل بمفهوم الشبكة المدرسية للربط بين المدارس الابتدائية ذات الأولوية التربوية. والعمل بمفهوم الحوض البيداغوجي للربط بين المدارس ذات الأولوية التربوية والمدرسة الإعدادية التي تأوي تلك المدارس، وإرساء ثقافة الشراكة بين المدرسة ومحيطها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي.

مجمل القول

لقد قمنا بدراسة هذه الظاهرة انطلاقا من علم الإحصاء التربوي من باب التعريف والتحسيس واقتراح بعض البدائل، إيمانا بأنّ الإصلاح التربوي يقتضي منهجا جامعا بين الاستشراف المستقبلي وعلاج النقائص، حتّى يكون البناء متكاملا مؤسّسا على أسلم الأسس والدعامات. لهذا يجب أن نعمل على تطوير البرامج والزمن المدرسي ونعمل أيضا على تطوير وسائل التعلّم، بالقدر الذي نعتني فيه بتنشيط الحياة المدرسية والعناية بمحيط المدرسة وحماية التلاميذ من أخطار الإخفاق والتسرب أو الانقطاع المبكر، وخلق الظروف الملائمة للدراسة داخل المؤسسة التربوية. فتنمية الموارد البشرية وكسب رهان الجودة، يقتضيان تظافر جهود كل الأطراف من أجل معالجة الإشكاليات في المنظومة التربوية والتعليمية على غرار الانقطاع المبكر والإخفاق المدرسي. وإجمالا ففشل التلميذ الدراسي والهدر المدرسي والتسرب والانقطاع ليس فشلا فرديّا للتلميذ وحده بل لمنظومة مجتمعية بحالها. ولهذا، فإنّ العناية بظاهرة الانقطاع هو في صميم الإصلاح التربوي الذي ننشده.


إغلاق