اخبار التعليم
انطلاق ملتقى المواد الدراسية للمعلمين تحت شعار “ملهمون”
انطلقت في مقر المدرسة الإماراتية بأبوظبي اليوم فعاليات ملتقى المواد الدراسية الثالث للمعلمين تحت شعار “ملهمون” بحضور معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ومعالي زكي أنور نسيبة وزير دولة.
و حضر الملتقى .. سعادة الدكتور طلال أبو غزالة المؤسس رئيس مجموعة طلال أبو غزالة الدولية وسعادة المهندس عبدالرحمن الحمادي وكيل وزارة التربية والتعليم إلى جانب عدد من المسؤولين والقيادات التربوية.
و تتواصل أعمال الملتقى في أبوظبي والظفرة والعين وعجمان والشارقة حتى 10 يناير الجاري و يستهدف 23 ألف معلم ومعلمة من التخصصات الدراسية كافة .
و أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي أن ملتقى المواد الدراسية يشكل منصة واعدة تعزز من رؤية الوزارة ورسالتها التربوية الهادفة إلى بناء منظومة تعليمية تنافسية يشكل فيها المعلم حجر الارتكاز .. مشيرا إلى أنه مشروع تربوي انبثق عن فلسفة وزارة التربية والتعليم الهادفة إلى تمكين المعلم من خلال التدريب التخصصي المستمر الذي يسهم في تنمية مهاراته وقدراته ورفع الكفايات المهنية بشكل عام.
و ذكر أن الملتقى هذا العام يأتي بعنوان “ملهمون” ويبحث في قضايا ومسارات تربوية مهمة تعزز من ريادة المدرسة الإماراتية وتأثيرها المباشر في الطالب من حيث رفده بالعلوم والمعارف من خلال وسائل تعليمية حديثة و طرق تعليمية عصرية وتوظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في عملية التدريس و التعرف إلى استراتيجيات التعليم الحديثة إلى جانب الاطلاع على التجارب التعليمية الرائدة والاهتمام بكل ما من شأنه توفير بيئة تعلم تراعي الفوارق بين الطلبة وإكسابهم مهارة التفكير الابداعي.
وأوضح معاليه أن الملتقى أصبح ركيزة تعليمية تقدم كل ما هو جديد و مبتكر في عالم التدريس وقال :” نتطلع من خلال الملتقى إلى الاستثمار في إمكانات المعلم الذي يشكل أساس عملية التعليم والتعلم نظرا لدوره المؤثر في تشكيل وعي الطلبة ودفعهم إلى التميز الأكاديمي ” لافتا إلى أن معظم معلمي الدولة مستهدفون من خلال هذا الملتقى الذي يتضمن مجموعة كبيرة من الورش التدريبية المتخصصة، التي تقدم من قبل متخصصين ورواد التعليم على مستوى الدولة.
و أكد أن اهتمام القيادة الرشيدة وحرصها على أجيال المستقبل من خلال توفير تعليم نوعي يحقق مخرجات متميزة يستدعي العمل و النهوض بكل عناصر العملية التعليمية لما له من انعكاس على تحقيق الريادة التعليمية والتنافسية التي تسهم في تكريس توجهات الدولة في مجتمع الاقتصاد المعرفي.
كان معالي زكي أنور نسيبة قد أكد في كلمته الافتتاحية التي حملت عنوان “زايد الملهم” .. أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – أقام دولة اتحادية متطورة ومتقدمة بالمقاييس كافة وعزز ريادتها عبر إيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للشعوب وأن لشعبه وبلاده القدرة على تحقيق المستحيلات فقد عمل ” زايد الملهم ” رحمه الله بكل جهد فجمع في شخصيته كل صفات القيادة وأدرك قواعد لعبة التوازنات وأصول حل الخلافات الناشئة بين الأطراف.
وقال : ” إنه بفضل إيمان المغفور له الشيخ زايد بأهمية الاستثمار في الثروة البشرية كأولوية مطلقة منذ سنوات إداراته الأولى في المنطقة الشرقية نجد أن تركيزه كان دائما موجها نحو خلق فرص التعليم للجيل الجديد من الذكور والإناث و التي بدأت من خلال افتتاح أول مدرسة بالعين في عام 1959 والتي حملت اسم “المدرسة النهيانية”.
و أضاف معاليه ” أن زايد الملهم كان حريصا على أن تقيم المؤسسات التربوية في دولة الإمارات توازنا بين النهجين التقليدي والحديث في برامجها التعليمية .. و أصر على أن ينال تعليم الفتيات اهتماما لا يقل عن الاهتمام بتعليم الذكور ورصد ميزانية تربوية بنسبة 4 في المائة من الميزانية الاتحادية العامة تسهيلا لتنفيذ برنامج لبناء عدد من المدارس على وجه السرعة”.
من جهته أكد الدكتور طلال أبو غزالة في كلمته بالملتقى أهمية إدخال مفاهيم الذكاء الاصطناعي في التعليم على المستوى العربي لنتمكن من إحداث نهضة حضارية حقيقة قائمة على الابتكار .. مشددا على أهمية توفير نظام تعليمي رقمي ليتسنى الوصول لمجتمع المعرفة وفق قواعد ناظمة تضمن للطلبة الإبداع والتميز وإنتاج المعرفة تاليا.
و قال :” إننا نريد معلما ملهما مبتكرا و ليس ملقنا يتبع الأساليب التقليدية في التعليم والتي باتت لا تجدي نفعا في ظل تسارع التطورات العلمية و التكنولوجية في العالم ” .. مشيرا إلى أن التقنية الحديثة باتت توفر المعلومات للجميع و لم تعد حكرا على أحد حتى المعلمين لذلك يجب أن تتحول الجامعات والمدارس إلى حاضنات للابتكار و التعلم وليس فقط لممارسة فعل التعليم إذ تشير الدراسات إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستعمل على تعليم البشر دون الحاجة إلى الحفظ وهو ما يستدعي إعادة النظر في أدوات المعلم وقدرته على منافسة التقنيات الحديثة.
و شدد سعادته على أهمية اختيار نوعية التعلم المناسبة للطلبة على اختلاف فئاتهم وقدراتهم ومراعاة تمايز مستوياتهم المعرفية فما ينفع طالبا ليس بالضرورة ينفع طالبا آخر وقال :” يشكل الطلبة حاليا ما نسبته 20 في المائة من تعداد المجتمعات لكنهم في المستقبل سيكونون كل المجتمع وهو ما يستدعي تمكينهم لمتطلبات عصرهم في ضوء ثورات الذكاء الاصطناعي الراهنة”.
و ألقى صالح بن محمد الخزيم كاتب و مؤلف سعودي كلمة استعرض فيها تجارب ملهمة و عوامل نجاح أهم الشخصيات من مختلف أنحاء العالم.
وتطرق العقيد الدكتور فيصل سلطان الشعيبي مدير عام الاستراتيجية وتطوير الأداء في وزارة الداخلية في كلمته إلى منصة الإلهام العالمية التي أطلقها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية .. مؤكدا أن الإمارات باتت اليوم أرض الإلهام والفرص الفريدة وذلك بفضل جهود ورؤية قيادتها الحكيمة التي جعلت التحديات مصدرا للنجاح ونموذجا حديثا يحتذى لينير درب الملايين من البشر حول العالم فهي بحق أرض الإلهام بامتياز.
و يقدم الملتقى أكثر من 1290 ورشة تخصصية منها مختبر الأفكار وهي ورشة مبتكرة مخصصة لاستكشاف سبل التعاون وتبادل المعرفة إلى جانب وضع استراتيجيات تسهم في تعزيز مستويات التعليم في دولة الإمارات.
ويهدف الملتقى إلى تطوير وتحسين أداء المعلمين و رفع مهاراتهم التدريسية ليواكبوا أجندة الدولة و ما يرتبط منها بمجال التعليم بما يضمن الوصول إلى مخرجات تعليمية قادرة على صناعة مستقبلها والمضي قدما في مسيرة النهضة التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات.
و يسعى الملتقى إلى الاطلاع على أفضل التجارب والممارسات العالمية في تدريس المواد الدراسية كافة وتفعيل استخدام وسائل واستراتيجيات حديثة للتعليم و بما يراعي طبيعة كل مادة و توضيح أهم الممارسات الصفية التي تؤسس لتعليم متمايز يراعي خصائص المتعلمين إلى جانب نشر ثقافة استخدام أدوات التقييم من أجل التعلم في المدرسة الإماراتية.