ساعة العبقرية هي نشاط يتيح للطلاب اكتشاف مشاعرهم وشغفهم تجاه ما يحبون تعلمه داخل الحصة الدراسية، و تعتمد على الاستقصاء والبحث والأصالة حيث تسمح للطلاب باختيار ما يريدون تعلمه خلال وقت محدد من اليوم الدراسي في مدة زمنية تقارب 20 % من الحصة الدراسية اليومية. يختار الطالب ما يريد تعلمه سواء كان موضوعا أكاديميا أو موضوعا يهتم به ويريد أن يبحث أكثر عنه، مثل تصميم الألعاب، السباحة أو الطبخ مثلاً.
يحدد الطالب أهدافه وطريقة عمله، فردية أو جماعية، في مجموعات مصغرة مثلا أو من خلال إشراك أحد أفراد عائلته في المشروع. يحدد الطالب أيضا المصادر التي يحتاجها والنتائج التي يريد أن يصل لها.
دور المعلم يقتصر على المتابعة والتأكد من إنجاز المهام و مساعدة الطالب بتوفير المصادر والوسائل اللازمة لتنفيذ المهام.
كيف ظهرت فكرة هذا المشروع؟
تتيح شركة جوجل العملاقة لموظفيها قضاء 20٪ من وقت عملهم في إنجاز أي مشروع يريدون تنفيذه، فالفكرة بسيطة جدا وقابلة للتطبيق وهي أن نسمح للأفراد بالعمل على شيء لديهم اهتمام و شغف به، حيث أكدت النتائج زيادة مردود الأفراد ونشاطهم في العمل عند تطبيق مثل هذه الاستراتيجية حيث عملت هذه السياسة التي تبنتها جوجل على تطوير 50% من مشاريعها الإبداعية.
جي ميل Gmail مثلا هو أحد المشاريع الإبداعية التي نفذها مطورو شركة جوجل بشكل ذاتي داخل أوقات العمل.
مشروع ساعة العبقرية في التعليم
ومن هنا تبنى الكثير من التربويين والمعلمين في الولايات المتحدة الأمريكية فكرة تطبيق مبادئ ساعة العبقرية في الفصول الدراسية كما يحصل في بعض الشركات. حيث يعطي المعلم وقتا محددا للطلاب للعمل على مشاريع يحبونها، حيث يقضون عدة أسابيع في البحث والإعداد والتنفيذ. و يقوم المعلم بإعطاء الطلاب الحرية الكاملة في اختيار الفكرة أو يقترح عليهم بعض المواضيع والمجالات مثال: ( خدمة المجتمع- الكتابة – الصحة – التعليم – الوطنية…)، ثم بعد ذلك تتم مشاركة الإنتاجات مع باقي أفراد الفصل / المدرسة / المجتمع.
يتم تحديد موعد نهائي لتقديم المشروع بحيث يكون المعلم مشرفا ومساعدا وموجها للطالب لكي ينهي مشروعه في الوقت المحدد مع تشجيعه على الإبداع والابتكار.
الهدف الأساسي من هذا المشروع هو أن يتعلم الطالب كيف يتعلم ذاتيا مدى الحياة وأن لا يقتصر تعلمه على ما يقدم له من مناهج و أنشطة من قبل المعلم فقط. فالطالب هنا لديه حرية الإبداع والتعلم بشكل مستقل من خلال تنمية العديد من المهارات التي يحتاجها الطالب فى القرن 21 مثل التفكير الناقد و حل المشكلات، حيث تسعى الكثير من نظم التعلم في العالم إلى جعل الطالب محور العملية التعليمية والمسؤول عن عملية تعلمه.
و في أحد المؤتمرات في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية ميسوري، قام مجموعة من المعلمين بعرض بعض الأفكار حول كيفية تطبيق هذا المشروع وذلك من خلال استفادتهم من كتاب:
Passion-Driven Classroom: A Framework for Teaching & Learning by Angela Maiers and Amy Sandoval. A.J. Juliani و
ذكرت Kayla Bloomstrand في مدونتها الخاصة بعض الأفكار التي ستساعد على تطبيق هذا المفهوم بشكل صحيح وفعال مع طلابكم، كما تستعرض أيضا بعض المشاريع التي نفذها طلابها من خلال تطبيقها لفكرة ساعة العبقرية .
بعد انتهاء الطالب من تقديم العرض النهائي، يُقدم له نموذج خاص يقوم من خلاله الطالب بالتقييم الذاتي لنتائج عمله، عرض نقاط القوة و نقاط الضعف، و النقاط التي تحتاج إلى تطوير.
إن فكرة ساعة العبقرية جديرة جدا بالتطبيق ونتمنى منكم تطبيقها مع طلابكم والاستمتاع بالنتائج التي سوف يتم تحقيقها.