مفاهيم

مهارات القرن الحادي و العشرين في رؤية المملكة 2030

المقدمة

يعد عصرنا الحالي عصر المعرفة والمنافسة الاقتصادية بين الدول، والحاجة إلى عاملين يمتلكون مهارات تمكنهم من العمل والحياة، والاعتماد في التواصل مع الآخرين على التقنيات الحديثة، وإلى امتلاك مهارات لحل المشكلات بطرق إبداعية، كما يتطلب هذا العصر من المدرسة تعليم الطلاب المهارات التي يحتاجونها في الحياة والعمل في القرن الحادي والعشرين، وهذا ما هدف إليه التعليم في المملكة العربية السعودية لتحقيق رؤية 2030 ، فجاء في مقدمة أهداف التعليم، ضرورة المواءمة بين مخرجات المنظومة التعليمية واحتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى تزويد الطلاب بالمعارف والمهارات اللازمة لوظائف المستقبل.

مفهوم مهارات القرن الحادي و العشرين

تعرفها منظمة الشراكة من أجل مهارات القرن الحادي و العشرين بأنها: “مجموعة المهارات اللازمة للنجاح والعمل في القرن الحادي والعشرين مثل مهارات التعلم والابتكار، والثقافة المعلوماتية والإعلامية والتكنولوجية، ومهارات الحياة والعمل”

في حين تعرفها ساما خميس (2018: 152) بأنها: مجموعة من المهارات التي يحتاجها العاملون في مختلف بيئات العمل ليكونوا أعضاء فاعلين ومنتجين، بل مبدعين إلى جانب إتقانهم المحتوى المعرفي اللازم لتحقيق النجاح، تمشيا مع المتطلبات التنموية والاقتصادية للقرن الحادي والعشرين”.

مما سبق يمكن تعريف تعليم مهارات القرن الحادي و العشرين بأنه: إعداد الطالب وفقا لاحتياجات ومتطلبات القرن الحادي والعشرين عن طريق تطوير مهارات مثل الإبداع، والتفكير الناقد وحل المشكلات، والتواصل، والتعاون.

مهارات القرن الحادي و العشرين

أولا: مهارات التعلم والإبداع وتشمل الآتي

1-التفكير الناقد وحل المشكلات

وتكمن أهمية هذه المهارات في توافر التقنيات الحديثة للوصول إلى المعلومات والبحث فيها ونقدها، ويمكن تعلم هذه المهارات من خلال نشاطات وبرامج متنوعة من الاستقصاء وحل المشكلات ومن خلال مشاريع تعلم هادفة تعتمد على إثارة الأسئلة وطلب حلول للمشكلات.

2-الاتصال والتشارك

اهتم التعليم بمهارات الاتصال الأساسية كالتحدث والكتابة، في حين استدعت الأدوات الرقمية ومتطلبات عصرنا الحالي مخزونا شخصيا من مهارات الاتصال والتشارك أكثر اتساعا لتشجيع التعلم، ويمكن تعليم وتنمية هذه المهارات من خلال الاتصال والتعاون المباشر مع آخرين واقعيا أو افتراضيا بواسطة الشبكة.

3-الابتكار والإبداع

يتطلب القرن الحادي والعشرين الاستمرار في ابتكار خدمات جديدة ومنتجات محسنة للاقتصاد، ويمكن رعاية الابتكار والإبداع عن طريق بيئات تعليم تشجع على إثارة التساؤلات والانفتاح على الأفكار الجديدة، وتصميم مشاريع للطلاب تؤدي إلى اختراع حلول لمشكلات واقعية.

ثانيا: مهارات الثقافة الرقمية وتشمل الآتي

4-الثقافة المعلوماتية

إن الوصول للمعلومات بفاعلية وكفاءة وتقويمها واستخدامها بدقة وإبداع، يمثل بعض المهارات التي تحدد الثقافة الرقمية، ومن الضرورة بمكان توجيه الطلاب إلى فهم كيفية استخدام أنواع مختلفة من الوسائل لتوصيل الرسائل وكيفية اختيار المناسب من بينها.

5-الثقافة الإعلامية

توفر مهارات تصميم ونقل الرسائل واختيار طرق التواصل لنشر الأعمال و مشاركتها مع طلاب آخرين؛ ثقافة إعلامية تبني وتعزز فهم دور الإعلام في المجتمع وتنمي المهارات الشخصية والتطوير الذاتي.

6-ثقافة تقنية المعلومات والاتصال

على الرغم من تميز جيل عصر المعرفة بالتقنية إلا أنهم يحتاجون دائما إلى التوجيه حول الاستخدام الأفضل لتطبيق الأدوات الرقمية في مهام التعلم، وإلى تقويم مخاطر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فالطلاب سيستفيدون من نصائح وتوجيهات الكبار.

ثالثا: مهارات الحياة والعمل وتشمل الآتي

7-المرونة والتكيف

تجبرنا السرعة الكبيرة للتغير التقني على التكيف مع الطرق الحديثة للاتصال والتعلم والعمل والحياة، ويمكن تعلم مهارات المرونة والتكيف بالعمل على مشاريع تزداد تعقيدا بالتدرج وتتحدى فرق الطلاب لتغير طريقتهم في العمل، والتكيف مع التطورات الجديدة في المشروع.

8-المبادرة والتوجيه الذاتي

يمثل توفير المستوى المناسب من الحرية لكل طالب ليمارس التوجيه الذاتي والمبادرة، تحديا للمعلمين، وتوفر نشاطات مثل التمثيل المسرحي، ولعب الدور، والتمهن (التدريب على مهنة معينة)، وممارسة عمل ميداني، جميعها تخلق فرصا لممارسة التوجيه الذاتي والمبادرة.

9-التفاعل الاجتماعي والتفاعل متعدد الثقافات

أكد البحث المعاصر أهمية الذكاء الاجتماعي لنمو الأطفال ولنجاح التعلم بوساطة برامج ومواد متنوعة تدعم المهارات وذلك بتصميم بيئات تعلم مترابطة تقدم نشاطات -على سبيل المثال -لحل الخلاف بين الطلاب وعقد تشكيل فريق معا قبل البدء في مشروع تعاوني.

10-الإنتاجية والمساءلة

مع تزايد الطلب على العاملين والمتعلمين المنتجين في قطاع الأعمال والتعلم، تبرز الحاجة إلى هاتين المهارتين لجميع الطلاب، وتعمل أدوات العمل المعرفي والتقنية على تعزيز الإنتاجية الشخصية وتيسير عبء المساءلة المتعلقة بمتابعة العمل والمشاركة فيه بحيث يدير الطلاب العمل ويبرزوا نتائجه.

11-القيادة والمسؤولية

يقدم أنموذج الأستديو (تقسيم العمل بين أعضاء فريق المشروع، وتوزيع المهام حسب نقاط قوة كل عضو، ومساهمتهم في مخرجات مبتكرة ومن ثم انتقال كل عضو إلى مشروع آخر مع مجموعة مختلفة) للطلاب نمطا قويا من التعلم يمكنهم من تحمل المسؤولية وممارسة القيادة، وهي مهارات مهمة لموظف المستقبل. (ترلينج و فادل، 2013: 45-87).

أما منظمة الشراكة من أجل القرن الحادي والعشرين فتلخص هذه المهارات على النحو التالي:

1-الإبداع

-استخدام تقنيات إبداع الأفكار كالعصف الذهني.

-توصيل الأفكار الجديدة للآخرين على نحو فعال.

-تطبيق الأفكار الجديدة لتقديم إسهامات جديدة في المجال الذي يحدث فيه التجديد أو التطوير.

2-التفكير الناقد وحل المشكلات

-استخدام أنواع مختلفة من الاستنباط (الاستقراء، والاستدلال…إلخ) بما يناسب الموقف التعليمي.

-تحليل وتقييم البدائل ووجهات النظر المختلفة.

-الجمع والربط بين المعلومات وتفسيرها وبناء الاستنتاجات.

– نقد وتحليل أنواع مختلفة من المشكلات بطرق تقليدية ومبتكرة.

-تحديد وطرح أسئلة توضح وجهات النظر المتنوعة، وتؤدي إلى أفضل الحلول.

3-التواصل

-استخدام مهارات التواصل اللفظية والمكتوبة وغير اللفظية في أشكال وسياقات متنوعة.

-استخدام تكنولوجيا ووسائل إعلام متعددة، ومعرفة كيفية الحكم على فعاليتها مسبقا وتقويم تأثيرها.

-التواصل الفعال في بيئات متنوعة ولغات متعددة.

4-التعاون

-إظهار القدرة على العمل مع فرق مختلفة.

-المرونة والرغبة في مساعدة الآخرين في الوصول إلى تحقيق الأهداف.

-تحمل مسؤولية مشتركة في العمل التعاوني، وتثمين المساهمات التي يقدمها كل عضو في الفريق. (سيو بيرز، 2014: 30-31).

إن هذه المهارات الأربع السابقة، تحدد سمات طالب المستقبل الذي تسعى وزارة التعليم إلى بنائه وتأهيله، فمن ضمن أهداف الوزارة في تحقيق رؤية 2030:

-دعم الابتكار والإبداع عن طريق تنمية مهارات: التفكير الناقد وحل المشكلات، والتفكير الإبداعي.

-تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لسوق العمل ووظائف المستقبل عن طريق تنمية مهارات:

التعاون أو العمل التعاوني، ومهارات التواصل مع الآخرين.

إغلاق