اخبار التعليم
ما هو المنهج التكنولوجي ؟ عناصره ؟ و مميزاته ؟
شهدت الأعوام الماضية تطورا في عملية دمج التكنولوجيا في الحياة والمناهج الدراسية في التعليم، تلك التكنولوجيا التي تمكن الفرد من التغلب على أوجه القصور التي يعاني منها وتحقق له الكفاءة القصوى للوصول إلى أعلى مستوى ممكن.
في عام 1957م، قام الروس بإطلاق أول قمر صناعي؛ وإذ ذاك شعرت الولايات المتحدة الامريكية بأنها متخلفة عن روسيا في سباق الفضاء. ولقد ثار غضب الشعب الامريكي على المناهج الدراسية المقدمة في ذلك الوقت حيث وجد أن المناهج المقدمة عام 1957 هي في الغالب نفس المناهج التي كانت مقدمة عام 1917 لذلك بذل التربويون جهوداً مضنية لتطبيق بعض المفاهيم الحديثة المرتبطة بصناعة المناهج لأن المنهج يشير إلى النواتج المرغوبة والناجمة عن التعليم وكل هذه المفاهيم كانت في النهاية سبباً في ظهور مفهوم المنهج التكنولوجي.
يعود مفهوم المنهج المدرسي بوصفه منظومة تكنولوجية إلى العقود الأولى من القرن العشرين حينما بذل التربويون جهودًا لتطبيق المفاهيم الصناعية وأساليب الإدارة العلمية في كثير من المجالات التربوية وكان المنهج المدرسي من أسبق المجالات التربوية واكثرها تأثرًا بما أفرزه العلم والتكنولوجياً منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا.
مفهوم التكنولوجيا
كلمة تكنولوجيا ذات أصل يوناني إغريقي وتتكون من مقطعين (تكنو) وتعني المهارة الفنية و (لوجي) وتعني علم والاثنان معا يعنيان علم التطبيق والمهارات الفنية.
وكلمة تكنولوجيا تعريب يقابله في العربية مصطلح “التقنية” وجمعها تقنيات وهو مقطع مشتق من المصطلح الإنجليزي والذي يعني الأداء التطبيقي والتقني.
مفهوم المنهج التكنولوجي
هو منهج منظم ومخطط يبنى بأسلوب علمي فيتم تجربته وتعديله طبقًا للبيانات الواردة إلى أن يصل إلى صورة تضمن نجاحه وفاعليته.
عناصر ومكونات المنهج التكنولوجي
- الجانب البشري: حيث أن العملية التعليمية قائمة على وجود المعلم والمتعلم ووجود اتصال فعال بينهما.
- الجانب النظري: وهو يركز على نظريات التعليم والتعلم الحديثة والتي تنادي بمبدأ الفروق الفردية ومبدأ التعلم حتى التمكن.
- الأهداف والمحتوى والاستراتيجيات والأنشطة والخبرات وأساليب التقويم: حيث يخاطب المنهج التكنولوجي جميع الطلاب كل حسب مستوى تحصيله وقدراته وذلك بفردية جميع عناصر المنهج
الأجهزة والمعدات التعليمية: وهي أدوات تكنولوجيا التعليم وهي معاونة ومكملة لأدوار المعلم وليست بديلة عنه مثل الحاسب الآلي وأجهزة الإسقاط الضوئي والسبورة الإلكترونية والتلفزيون.
خصائص المنهج التكنولوجي
1- يعمل على توفير قدر كبير من التفاعل النشط المتبادل بين المتعلم وخبرات التعليم والتعلم، حيث يمكن للمتعلم أن يتحاور مع خبرات التعليم والتعلم المبرمج.
2- يتيح تفريد المواقف التعليمية المختلفة، حيث يرتكز على مبدأ الخطو الذاتي الذي يسمح لكل متعلم أن يسير في إجراءات التعلم وفقا لقدراته واستعداداته.
3- يثري مواقف التعليم والتعلم المختلفة بالعديد من مصادر التعلم المتنوعة، بشرية وغير بشرية.
4- يسعى لربط التعليم بالحواس المجردة لدى المتعلم، فتخاطب فيه أكبر عدد من تلك الحواس، مما يضفي متعة وتشويقا على تعلمه من جهة ويفتح أمامه العديد من أساليب التعلم المفضلة لديه، فضلا عن تنويع مثيرات التعلم.
5- يدعم تقديم خبرات التعليم والتعلم بشكل منظومي هادف بعيدا عن الإبهار المؤدي لتشتيت الانتباه والتركيز لدى المتعلم.
6- يتيح للمتعلم أن يتجاوز بمصادر تعلمه الحدود المحلية والإقليمية إلى مصادر التعلم العالمية ويكفي مثالا على ذلك شبكة المعلومات الدولية.
7- يسعى لتحقيق معايير الجودة في النظم التعليمية.
8- يتيح أعلى درجات الكفاءة والجودة في تصميم وإنتاج المواد التعليمية.
تصميم المنهج التكنولوجي
1- البدء بعملية تحديد الأهداف التعليمية التي تحدد في ضوء الحاجات الواقعية المستقبلية للمجال الذي يجرى إعداد المتعلم له، وتتم ترجمة تلك الحاجات إلى كفايات، وتتسم بالوضوح وتظهر السلوك المرتقب من المتعلم.
2- اختيار الخبرات التعليمية الملائمة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف التعليمية المحددة.
3- اختيار المحتوى الدراسي وتنظيمه وتنسيقه ضمن سلسة من المعرفة المتتابعة.
4- تقويم المنهج (تقويم مرحلي – تقويم نهائي) واستخدام اختبارات تقويم محكية.
مميزات إدماج التكنولوجيا في المنهج
1- جعل عملية التعليم اقتصادية بدرجة أكبر من خلال زيادة نسبة التعلم إلى تكلفته، خصوصا إذا ما اعتمدت في بناءها على الخامات المحلية المتاحة في البيئة التي يتم استخدامها فيها، فالهدف الرئيس للتقنيات التعليمية تحقيق أهداف تعلم قابلة للقياس بمستوى فعال من حيث التكلفة في الوقت والجهد والمصادر.
2- يساعد إدخال التكنولوجيا في العملية التعليمية إلى استثارة اهتمام التلميذ من خلال استخدام التقنيات التعليمية المختلفة.
3- يساعد استخدام التكنولوجيا في المنهج الى زيادة الخبرة وبناءها لدى التلميذ مما يجعله أكثر استعداداً للتعلم، هذا الاستعداد الذي إذا ما وصل إليه التلميذ يكون تعلمه في أفضل صورة.
4- يساعد استخدام التكنولوجيا على إشراك جميع حواس المتعلم (البصرية والسمعية)، علما أن اشتراك جميع الحواس في عمليات التعليم يؤدي الى ترسيخ وتعميق هذا التعلم.
5- يساعد في تنويع أساليب التعزيز التي تؤدي إلى تثبيت الاستجابات الصحيحة، أو ما يطلق عليه بقاء أثر التعلم لأطول فترة ممكنة.
6- يؤدي استخدام التكنولوجيا في المنهج إلى ترتيب واستمرار الأفكار التي يكونها التلميذ، فمن ينظر ويمارس ليس كمن يسمع وينسى.
7- يؤدي استخدام التكنولوجيا في التعليم إلى تعديل سلوك الطلاب وتكوين الاتجاهات الإيجابية الجديدة، ومن ثم تحقيق أحد أهم مجالات الأهداف الإجرائية وهو الهدف الوجداني.