اخبار التعليم
أساليب التدريس وفق مبادئ التعلم النشط – تدريس القراءة نموذجا-
المقدمة:
ازدادت الحاجة في مجتمعاتنا إلى أساليب تدريسية حديثة تعمل على استيعاب مستجدات العصر، وتفي بمتطلبات المجتمع وحاجاته، وتتلافى سلبيات الطرق التقليدية التي أثبتت فشلها على مر الأجيال، ولذا ظهر مفهوم جديد في الأدبيات التربوية يعرف بـ”التعلم النشط”، حيث أثبتت الدراسات الحديثة فاعليته في تحقيق الأهداف السابقة.
سيتناول هذا المقال محورين مهمين؛ المحور الأول -الإطار النظري- ويتضمن الحديث عن مفهوم التعلم النشط، والدراسات العلمية التي أثبتت فاعليته، كما يتضمن توضيحا لأدوار المعلمين والمتعلمين وفق أسسه ومبادئه، وكذلك التعريف بأهم استراتيجياته، أما المحور الثاني- الإطار التطبيقي- فيتناول تطبيقات عملية لاستراتيجيات التعلم النشط في التدريس، وذلك بعرض نموذجين تطبيقيين في تدريس اللغة العربية.
المحور الأول (الإطار النظري):
1- مفهوم التعلم النشط :
يعتبر التعلم النشط من الاستراتيجيات الحديثة في التعليم التي تفعل المتعلم بشكل يساعد المتعلم على التعلم بطريقة سهلة وسلسة، وقد عرفه بدير بأنه: “نمط من التدريس يعتمد على النشاط الذاتي والمشاركة الإيجابية للمتعلم، والتي يقوم من خلالها بالبحث باستخدام مجموعة من الأنشطة والعمليات العلمية تحت إشراف المعلم وتوجيهه وتقويمه، وتشير الدلائل إلى أن التعلم النشط يجعل الطلاب مستمتعين بالتعلم، وتتكون لديهم القدرة على اكتساب المهارات والمعارف، مما يحول العملية التعليمية إلى شراكة ممتعة بين المعلم والمتعلم”.
وعرفه سعادة بأنه: “عبارة عن طريقة تعلم وتعليم، حيث يشارك الطلاب في الأنشطة والتمارين بفاعلية كبيرة، من خلال بيئة تعليمية غنية ومتنوعة، مع وجود معلم يشجعهم على تحمل مسؤولية تعليم أنفسهم تحت إشرافه، ويدفعهم إلى تحقيق الأهداف المرغوبة للمنهج”. وعرفه-أيضا- أبو سنينة بأنه: ” طريقة لتعليم الطلبة بشكل يسمح لهم بالمشاركة الفاعلة بالأنشطة التي تتم داخل الحجرة الدراسية، بحيث تأخذهم تلك المشاركة إلى ما هو أبعد من دور الشخص المستمع السلبي الذي يقوم بتدوين الملاحظات بالدرجة الأساس، أي الشخص الذي يأخذ زمام المبادرة في الأنشطة المختلفة التي تتم مع زملائه حول العملية التعلمية داخل غرفة الصف، على أن يتمثل دور المعلم هنا في أن يحاضر بدرجة أقل، وأن يوجه الطلبة إلى اكتشاف المواد التعليمية التي تؤدي إلى فهم المنهج بدرجة أكبر”.
كما عرفه عصر: “بأنه ذلك التعلم الذي يوفر للطالب في المدرسة الأنشطة التعليمية المتنوعة، والخاصة بكل طالب، وخبرات تعلم مفتوحة النهاية وغير محددة سلفا، ويكون دور الطالب دور المشارك بفاعلية ونشاط، ويستطيع أن يكون خبرات تعليمية مناسبة”.
ومن خلال المفاهيم السابقة يمكن تعريف التعلم النشط بأنه: تفاعل إيجابي بين المعلمين والطلاب حول موضوع الدرس، بشكل يحقق اكتساب الطلاب للخبرات المتضمنة في المنهج في جو من الاستمتاع والإيجابية والمشاركة.
وقد أظهرت العديد من الدراسات العربية والأجنبية التي قام بها الباحثون أهمية التعلم النشط في العملية التعلمية التعليمية، مثل دراسة الشمري التي عرضت لمفهوم التعلم النشط وخصائصه، والتوصيات العامة حول طرق تطبيقه، كما عرضت 101 استراتيجية من استراتيجياته، وأظهرت دراسة الزايدي أثر التعلم النشط في تنمیة التفكیر الابتكاري والتحصیل الدراسي بمادة العلوم لدى طالبات الصف الثالث المتوسط مقارنة بالطریقة التقلیدیة، وقد أظھرت النتیجة العامة للدراسة أثرا إیجابيا لاستخدام التعلم النشط في تنمیة التفكیر الابتكاري والتحصیل. وأوصت الباحثة بضرورة التوجھه لاستخدام التعلم النشط في تدریس المواد الدراسیة الأخرى. وأبرزت دراسة عبد الكريم أثر التعلم النشط على تنمية بعض المهارات الحياتية لدي التلاميذ المعاقين عقليا القابلين للتعلم، فقامت الباحثة باقتراح برنامج قائم علي التعلم النشط، وقد أشارت نتائج البحث إلي فاعلية البرنامج المقترح القائم علي التعلم النشط في تنمية بعض المهارات الحياتية والتحصيل لدى التلاميذ المعاقين عقليا القابلين للتعلم، وقد أوصت الدراسة بتعميم استخدام التعلم النشط في مواقف التعلم المختلفة.
ومن الدراسات الأجنبية دراسة كارول وليندر التي هدفت إلى زيادة دافعية طلبة الصف الخامس الأساسي للتعلم في مادة التربية الاجتماعية من خلال توظيف استراتيجيات التعلم النشط. وقد أظهرت نتائج الدراسة تحسنا ملحوظا في دافعية الطلبة نحو التعلم نتيجة توظيف استراتيجيات التعلم النشط، كما أظهرت ارتفاعا ملحوظا في مستوى التحصيل الدراسي للطلبة نتيجة لتحسن اتجاهاتهم نحو التعلم، كما بينت الدراسة أن أساليب التعلم النشط زادت من ثقة الطلبة بقدرتهم على التعلم.
وفي دراسة تاربان التي هدفت إلى استقصاء أثر توظيف استراتيجيات التعلم النشط في التحصيل الدراسي واتجاهات وسلوكات الطلبة في مادة الأحياء للمرحلة الثانوية، فقد أظهرت النتائج أن الطلبة الذين تعلموا في مختبر التعلم النشط قد اكتسبوا قدرا أكبر من محتوى المادة التعليمية مقارنة بأولئك الذين تعلموا في غرفة الصف الاعتيادية، كما أكدت الدراسة أن التعلم النشط يزيد من فاعلية الطلبة داخل الغرفة الصفية، ويعزز التعلم الذاتي لديهم ويزيد من فهمهم لمحتوى المادة الدراسية.
من العرض السابق نستخلص ما يلي:
- تنوع المجالات التي يطبق فيها التعلم النشط، ومن ثم يمكن تطبيقه في التعليم والتعلم.
- التعلم النشط يعتمد على تفاعل الطلاب في المادة التعليمية ويحقق تحصيلا أكبر وفهما أفضل، فضلا عن زيادة الاتجاه نحو المادة المتعلمة.
- تنوعت الدراسات في استخدام استراتيجيات التعليم النشط، لكن نتائجها جميعها ارتبطت بارتفاع تحصيل الدارسين ونمو اتجاهاتهم نحو المادة المدروسة، مما يدل على أهمية تطبيقه في مجال التدريس.
2- أسس التعلم النشط:
يركز التعلم النشط علي المتعلم باعتباره محور العملية التربوية، ولذا يعتمد علي العديد من الأسس، منها :
- اشتراك التلاميذ في اختيار نظام العمل وقواعده.
- إشراك التلاميذ في تحديد أهدافهم التعليمية.
- تنوع مصادر التعلم.
- استخدام استراتيجيات التدريس المتمركزة حول التلميذ والتي تتناسب مع قدراته واهتماماته وتعلمه، والذكاءات التي يتمتع بها.
- الاعتماد على تقويم التلاميذ لأنفسهم ولزملائهم.
- إتاحة التواصل في جميع الاتجاهات بين المتعلمين وبين المعلم.
- السماح للتلاميذ بالإدارة الذاتية.
- إشاعة جو من الطمأنينة والمرح والمتعة أثناء التعلم.
- تعلم كل تلميذ حسب قدراته وسرعته الخاصة.
- مساعدة التلميذ على فهم ذاته واكتشاف نواحي القوة والضعف لديه.
3- مبادئ التعلم النشط:
للتعلم النشط مبادئ عديدة منها:
- يتعلم الطلاب من خلاله الإيجابية في اكتساب الخبرات والمهارات والقيم والاتجاهات.
- لا يستقبل الطالب المعرفة جاهزة استقبالا سلبيا، بل يبذل ما في وسعه حتى يتسم دوره بالإيجابية في استقبالها.
- يبني الطالب لنفسه بنية معرفية وينظمها تنظيما ذاتيا مع إيجاد روابط بينها.
- تتكامل خبرات ومعارف الطالب الجديدة التي اكتسبها مع معارفه السابقة، وتتكامل فيما بينها.
- يشارك الطلاب مشاركة نشطة في المناقشات وحل التدريبات، واستنتاج واكتشاف المعلومات حتى يتم التعليم بصورة أفضل.
- يتعاون الطالب مع زملائه في شكل جماعي يتحمل فيه قدرا من المسؤولية لإنجاز المهام الموكلة للمجموعة.
- كل فرد يساعد ويبرز مقترحاته للمجموعة، ولدية حق لأن يسأل زملاءه العون والمساعدة، وتمتد يده لتساعد الآخرين، ولا ينتهي من مهمته حتى ينتهي الجميع.
- اشتراك الطلاب في تحديد الأهداف التعليمية واختيار نظام العمل وقواعده في ظل نوع من الإدارة الذاتية.
4- أدوار المعلم في التعلم النشط:
اهتم التعلم النشط بالمعلم وجعل له أدوارا بارزة يؤديها من أجل الحصول على نتائج ومخرجات إيجابية؛ ومن تلك الأدوار ما يلي:
- يشجع الطلاب ويساعدهم على التعلم، ويوجد التوازن بين الأنشطة التعليمية الفردية والجماعية.
- يركز على القضايا الخاصة بأخلاقيات التعلم والتعليم، ويحافظ على استمرارية الدافعية في عملية التعلم.
- يدرب الطلاب على التعلم النشط مع طرح التمرينات عليهم، ويقوم بدور الباحث وموثق للمعلومات، ويشارك في بناء المعرفة.
- يصغي للطلبة ويعمل على إثارتهم والتفاوض معهم بشأن المعاني والأفكار والآراء الكثيرة.
- دور المعلم ليس موجها أو مرشدا فحسب، بل هو الداعم الحقيقي للطالب كشخص منافس، كما أنه يحافظ على العلاقات الاجتماعية داخل الحجرة الدراسية، فهو قدوة حسنه لطلابه.
5- أدوار الطالب في التعلم النشط:
- المشاركة الحقيقية في الخبرات التعليمة، وتقدير قيمة تبادل الأفكار والآراء مع الآخرين.
- فهم الطالب بأن نموه وتطوره كفرد يبدأ من ذاته أولا، وبالتالي يتقبل النصائح والاقتراحات من المعلمين والمهتمين والمتخصصين على أساس من المودة والصداقة.
- ثقة الطالب بقدراته في التعامل بنجاح مع البيئة التعليمية التعلمية المحيطة به، وتوظيفه للمعارف والمهارات والاتجاهات التي اكتسبها في مواقف تعلمية وحياتية جديدة.
- يتمتع الطالب في الموقف التعليمي النشط بالإيجابية والفاعلية، والمشاركة في تخطيط وتنفيذ الدروس.
- يبحث الطالب عن المعلومة بنفسه من مصادر متعددة، و يشارك في تقييم نفسه، ويحدد مدى ما حققه من أهداف.
6- استراتيجيات التعلم النشط:
يتمتع التعلم النشط بكم كبير من الاستراتيجيات الجيدة عرضها الشمري فوصلت إلى 101 استراتيجية تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة بأقل وقت وجهد، وتحقيق نتائج إيجابية بشرط تعاون الطالب والمعلم في العمل الجاد المثمر، وتنويع هذه الاستراتيجيات حسب مستوى الطلاب والأهداف المنشودة.
والمتتبع لأدبيات التعلم النشط يجد أن الباحثين والمهتمين قد رصدوا استراتيجيات كثيرة للتعلم، تحتاج جميعها إلى دقة من المعلم في استخدامها، وضرورة التدرب عليها قبل تطبيقها من أجل نتائج مثمرة، ومنها:
(استمع،شارك، ناقش)، (فكر، زاوج، شارك)، (لعب الأدوار)، (شبكة المفاهيم)، (الأسئلةوالإجابات)، (العصف الذهني)، (التعلم التعاوني)، (معرض التجول)، (أوجد الخطأ)، (المقابلة الثلاثية)، (تفكير الأقران بصوت مسموع)…إلخ.
المحور الثاني (تطبيقات عملية):
يتناول هذا المحور تطبيقات عملية لاستراتيجيات التعلم النشط في التدريس، وذلك بعرض نموذجين تطبيقيين على درسين من دروس اللغة العربية.
نموذج 1: (إستراتيجية علاقات السؤال – الجواب)
تتكون استراتيجية علاقات السؤال- الجواب من أربع علاقات كالآتي:
أ. مباشرة في ذلك المكان Right There: وتكون الإجابة عادة جملة واحدة، وتكون الكلمات المستخدمة في هذه الإجابة موجودة في هذه الجملة الواحدة.
ب. فكر وابحث Think and Search: وهنا تكون الإجابة موجودة في النص المقروء، ولكن قد يكون على القارئ أن ينظر في جمل مختلفة ومتعددة لكي يجدها.
ج. الكاتب وأنت Author and You: وهنا لا تكون الإجابة المطلوبة في النص المقروء، لذا يكون القارئ في حاجة ماسة إلى الرجوع لما زوده به الكاتب من معلومات، بالإضافة إلى معرفته السابقة، وخبراته الشخصية؛ حتى يتمكن من الإجابة عن هذا النوع من الأسئلة.
د. معتمد على نفسي On My Own: وهنا لا تكون الإجابة المطلوبة في النص المقروء، والقارئ لا يحتاج أن يقرأ النص لكي يجيب عن الأسئلة، وإنما يعتمد في إجابته على: خلفيته المعرفية، وخبرته الشخصية، ومهاراته البحثية.
* يمكن توظيف هذه الاستراتيجية تبعا للخطوات الآتية:
- يقسم المعلم أسئلة النص إلى أربع مجموعات من الأسئلة.
- المجموعة الأولى ترتبط إجاباتها بشكل مباشر بالنص المسموع.
- المجموعة الثانية تحتاج إجاباتها بشكل غير مباشر إلى النص المسموع.
- المجموعة الثالثة تحتاج إجاباتها إلى بعض معلومات النص، وبعضها إلى الخبرات الشخصية.
- المجموعة الرابعة لا ترتبط بالنص، وإنما تعتمد على خلفية الدارس.
* مثال تطبيقي على نص قرائي:
(ذَاتَ لَيْلَةٍ جَلَسْتُ مَعَ أَصْحَابِي فِي بَيْتِ صَدِيقِي حَسَّانَ نَتَشَاوَرُ فِي بَعْضِ المُشْكِلَاتِ الَّتِي تُوَاجهُ مُحَافَظَتَنَا، وَقَدْ بَدَأَ الاِجْتِمَاعُ فِي السَّاعَةِ السَّادِسَةِ تَمَامًا، وَظَلَّ حَتَّى التَّاسِعَةِ مَسَاءً. بَدَأنَا الاِجْتِمَاعَ بِمُنَاقَشَةِ المُشَكِّلَاتِ الكَبِيرَةِ، مِثْلِ تَوْسِيعِ الشَّارِعِ الرَّئِيسِيِّ المُؤَدِّي إِلَى المَدِينَةِ، وَإِنْشَاءِ مَسْجِدٍ كَبِيرٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَقَدْ أَجْمَعْنَا عَلَى أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ شَخْصٌ يَخْتَارُهُ أَهْلُ المِنْطَقَةِ يَحْمِلُ مَسْئُولِيَّةَ أُمُورِ المَدِينَةِ، وَأَنْ يَكُونَ مُسْتَشَارًا يُرْجَعُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ الأُمُورِ. وَفِي نِهَايَةِ الاِجْتِمَاعِ اتَّفَقْنَا عَلَى أَنْ نُخْبِرَ أَهْلَ المَدِينَةِ بِمَا أَجْمَعْنَا عَلَيْهِ).
المجموعة الأولى:
- أين التقى الأصدقاء؟
- متى بدأ الاجتماع؟ ومتى انتهى؟
- ما المشكلات التي ناقشها الأصدقاء؟
- هل يعيش الأصدقاء في القرية أم المدينة؟
المجموعة الثانية:
- هات مرادف كلمة “استمر” من النص.
- هات من النص الجملة التي تعبر عن مضمون العبارة التالية ” سيكون هناك مسؤول عن مشكلات المدينة”.
- هل الشارع الرئيس ضيق أم واسع؟ وما الدليل؟
- هل كانت مدة الاجتماع قصيرة أم طويلة؟ ولماذا؟
المجموعة الثالثة:
- هل نفهم من النص أن أهل المدينة متدينون؟ ولماذا؟
- أضف ثلاث مشكلات أخرى لم ترد في النص.
- هات ما يدل على تفاهم الأصدقاء فيما بينهم وعدم اختلافهم.
- كيف سيخبرون أهل المدينة بما توصلوا إليه؟
المجموعة الرابعة:
- هل تتحقق مبادئ الديمقراطية في النص؟ وما الدليل؟
- ما أهم المشكلات التي تواجه مدينتك؟
- أضف حلولا عملية للمشكلات التي وردت في النص من خبرتك.
- إذا كنت محافظا أو رئيس حي فما الأشياء التي ستهتم بها؟
نموذج 2: (استراتيجية التعلم التعاوني Cooperative Learning Strategy)
مفهومها:
نموذج تدريس يتطلب من المتعلمين العمل مع بعضهم لإنجاز مهمة ما، وعلى كل منهم مسؤولية مساعدة الآخرين على التعلم، بحيث تصل المجموعة إلى الإنجاز المطلوب، ومعنى هذا أن المتعلم لا يكون مسؤولا عن تعلمه فقط بل مسؤول عن تعلم باقي أفراد المجموعة، وأثناء هذا التفاعل الفعال تنمو لديهم مهارات شخصية واجتماعية وإيجابية (نحن بدلا من أنا).
إجراءاتها:
- يقسم المعلم الطلاب إلى مجموعات (يكون أفراد المجموعة من طلاب ذوي مستويات علمية مختلفة)، ويتراوح عدد المجموعة من 4 إلى 6 طلاب.
- يحدد المعلم وقتا لتحديد المجموعات.
- يكلف المعلم كل مجموعة بتناول جزء معين من أجزاء الدرس، وبعد ذلك تعرضه على باقي الصف.
- لكل مجموعة رئيس يمثلها، وينظم العمل داخلها بين أفراد الفريق.
- لكل فرد من أفراد المجموعة مهمة، فيوجد كاتب يسجل المناقشات من أسئلة وأجوبة، ويوجد باحث (خبير) يحاول البحث عن إجابات الأسئلة.
- أحيانا يتبادل الخبراء العمل بين المجموعات، فخبراء المجموعة (أ) ربما يذهبون إلى مجموعة (ب) للبحث والمناقشة، وكذا خبراء المجموعة (ب) يذهبون إلى مجموعة (ج)… وهكذا.
- يمر المعلم بين المجموعات لتحميسهم ومراقبة تنظيم العمل بينهم.
- بعد انتهاء الوقت المحدد يبدأ المعلم في تنظيم النقاشات بين المجموعات، بحيث يعطي لكل المجموعات أوقاتا مساوية في العرض.
- يلخص المعلم ما عرضته كل مجموعة على السبورة.
- إذا كانت هناك مسابقة يحدد المعلم المجموعة الأفضل بين المجموعات.
- يلخص المعلم ما دار في الدرس من أفكار.
مزايا الاستراتيجية:
– مجموعات التعلم التعاوني توفر آليات التواصل الاجتماعي، وتسمح بتبادل الأفكار وتوجيه الأسئلة توجيهًا أفضل، وشرح الطالب لصديقه داخل المجموعة ربما يكون أفضل كثيرًا من شرح المعلم للأسباب التالية:
- الطالب لن يستحي من الأسئلة الكثيرة التي يوجهها للزميل بينما يستحي من تكرار الأسئلة -خاصة في نفس النقطة- للمعلم.
- العامل الثقافي المشترك بين طلاب البيئة الواحدة يؤثر كثيرا في تحقيق تواصل أفضل بينهم.
- الطالب يفهم صديقه أكثر من المعلم -خاصة لو كان من نفس بيئته- ويعرف ما يعنيه بالسؤال أو الاستفسار؛ لأنه يفهم طريقة تفكيره.
- الطالب له نفس الخصائص المشتركة النفسية والعقلية والعمرية لزميله، ومن ثم يستطيع التواصل بمرونة مع قرينه أكثر من المعلم.
- قد يتعب المعلم من كثرة تكرار معلومة بعينها، فيستعين بالطلاب الأذكياء للمساعدة في الشرح.
- يعطي الفرصة لجميع الطلبة بأن يشعروا بالنجاح، وتُستعرض فيها وجهات النظر المختلفة حول موضوع معين أو طريقة حل معينة.
- يوفر جوا وجدانيا إيجابيا خاصا للطلبة الخجولين الذين لا يرغبون في المشاركة أمام الصف، كما أن تطوير مهارات التعاون والمهارات الاجتماعية أمر يهيئ الطلبة للعمل في أطر تعاونية في حياتهم المستقبلية.
- يخفف من القلق الناتج عن الجو السلطوي في الصف، ويحوله إلى جو ودي.
- يساعد على استيعاب المفاهيم والأسس العامة وإتقانها.
- ينمي القدرة على الإبداع وحل المشكلات والمهارات اللغوية في التعبير.
- يؤدي إلى تزايد القدرة على تقبل وجهات النظر المختلفة.
- يحقق ارتفاع مستوى اعتزاز الفرد بذاته وثقته بنفسه.
- يؤدي إلى تزايد حب المادة الدراسية، والمعلم الذي يدرسها.
- يقضي على التعصب للرأي والذاتية، ويساعد على تقبل الاختلافات بين الأفراد.
عيوب الاستراتيجية:
- لا يمكن تطبيقها في كل المواد الدراسية.
- لا يجيد كثير من المعلمين تطبيقها؛ وذلك لقصور في أسلوب المعلم وليس في الطريقة.
- عدم القدرة على تنظيم المجموعات يهدر كثيرا من الوقت؛ مما يحدث نوعا من الفوضى داخل الصف.
- قد لا تناسب بعض الطلاب؛ فبعضهم لا يحب العمل الجماعي.
* مثال تطبيقي:
- يختار المعلم أحد دروس القراءة للدرس.
- يقسم المعلم الطلاب إلى مجموعات، ويكلف كل مجموعة بمسؤولية شرح إحدى فقرات الدرس، في وقت محدد.
- يمر المعلم بين المجموعات لمراقبة تنظيم العمل؛ بحيث يتأكد أن كل فرد من أفراد المجموعة له عمل، ولا يعتمد على زملائه في أداء المهام.
- يوقف المعلم العمل بين المجموعات عند انتهاء الوقت.
- تقوم كل مجموعة بعرض المهمة المكلفة بها، وتتولى الإجابة على أسئلة المجموعات الأخرى.
- تتوالى عروض المجموعات، ويسجل المعلم الأفكار الرئيسة على السبورة.
- يلخص المعلم ما دار في الدرس من أفكار ونقاشات.
تعليم جديد